بين بوتين وبريغوجين

"لم نشهد الفصل الأخير من القصة"، جملة قصيرة علق بها وزير الخارجية الأمريكية أنطوني بلينكن على انسحاب قوات فاغنر من المواقع التي سيطرت عليها في الجنوب الروسي، وتوجهها إلى بيلاروسيا بعد وساطة رئيسها مع قائد مجموعة فاغنر بريغوجين قبل شهرين من

الفراغ السياسي في السويداء مرة أخرى

ما تفتقره محافظة السويداء لليوم، رغم تاريخها الوطني العام، وحضورها الاستيعابي وغير العدائي لليوم، ورغم امتلاكها الإمكانيات المتعددة علمياً وفكرياً وسياسياً، هو قدرتها بالتعامل مع الواقع السياسي بمعطياته السياسية والاجتماعية والمعارضة بعقل

حكومات العسكر الهدامة

الآمال والعواطف الجياشة كانت لم تزل مجرد أحلام لم ترتق لمصافي الوعي والتنظيم والعمل المؤسسي وعقلانية بناء الدولة. وليس فقط، بل تعتبر مساهمة بنواياها الحسنة في كوارث المنطقة واقتتالها وتهجير أبنائها، دولة تلو دولة، وها هي السودان اليوم ليست

أقوال “سياسية” وحسبة الفلاح أول الشتاء

بما لم يكن بذهن الكثيرين من شخوص المعارضة السياسية وهيئاتها أن المسألة السورية ستطول لهذه الدرجة. وأغلب الظن أن كثيرهم اعتقدوا أن مناصبهم قد هيّأت لهم وما عليهم سوى اتقان لعبة الترويج الإعلامي والانتظار! وحتى لا أظلم أصحاب الوجدان والفكر

ما جدوى اعتصام السويداء؟

اعتصام السويداء ليس استثناء سورياً، فقد جربته معظم المدن السورية قبلها، من درعا في اعتصام الجامع العمري إلى اعتصام ساحة الساعة في حمص، إلى حارتها واحدة تلو الأخرى، ومحاولة أبناء الغوطة الشرقية في اعتصام العباسيين، ومثلها كثير من المدن

إيران والمزواجة السياسية بين المصلحة والمعتقد

تجتاح إيران لليوم، ومنذ أشهر موجة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية. يبدو أنها أكثر جذرية وأكثر قدرة على الاستمرار من سابقتها في الأعوام السابقة، والحدث الإيراني، سواء في داخلها أو محيطها الحيوي، يشغل كافة السياسات الدولية. إيران الدولة

الأنثى والجندر: التمايز والحقوق والتشويه

يقول المبدأ الكوني في الوجود: الأكثر تمايزاً أكثر عمقاً في التكامل. فكلما كان التمايز أقل كلما تراجع التكامل لدرجة التراتب وفقدان حيوية الحركة والإنتاج والازدهار. فيما تصبح الرابطة الحيوية قابلة على إكمال صير الحياة عند تحديد التمايزات

مغارات من عتمة حاضرنا

ليس وهماً أن نقول إننا نعيش في مغارة. مغارة معتمة رطبة تفوح منها روائح العفن والطفح المأفون عصرياً وكل صنوف التقادم بالزمن تقنياً وقيمياً، وترنحات العصر السحيق. وهنا لا أقصد انقطاع الكهرباء الطويل في ديارنا بمعدل خمس ساعات عتمة لساعة

مرة أخرى: في الكارثة السورية وتمددها العالمي

كان المشهد جميلاً، وسنديان الحرية يشمخ عالياً قبل أن يغدو حطباً. حين ضجت شوارع المدن العربية، في عواصمها الكبرى والتاريخية، في تونس، القاهرة، صنعاء، عدن، وفي دمشق وغيرها من عواصم الاستبداد العربي التاريخي، في الساحات والشوارع، في القرى

رحيل الوطنيين واستعادة جذوة الروح الوطني

قد كان عزاءً ومأتماً سورياً عاماً. عزاء يعيد للمسألة السورية حكايتها منذ البداية. حكاية الوطن الواحد، التاريخ والمصير والمصلحة الواحدة، حكاية وثورة الشعب الواحد، وأيضاً الكارثة الوطنية التي طالت جميع أبنائه بعد طول استنزاف سياسي. هكذا