خوفك من الذل يبقيك بالذل


إن قلت دونما مقدمات، أن أهلنا بالداخل جبناء وخانعين ويستأهلون ذلا أكثر مما هم فيه، فكيف ستنهال الاتهامات عليّ وستكون ردود الأفعال علي قولي، إن ممن هم بالداخل أو ممن يتاجر بهم وبصمتهم، بالداخل والخارج..
بصرف النظر عن الردود التي أتوقعها متباينة، بين الرحمة والمخاوف والمتاجرة سأسأل:
على ماذا تخافون إخوتي، على ساعة كهرباء طيلة اليوم بهذا الصيف القائظ، على راتب لا يشتري كيلو لحمة، على الخدمات ..
جد ماذا يخرسنكم ويبقيكم اذلاءتعانون، هل لم تزل تجدي انكم لم تموتوا لكنكم رأيتم من مات واخذتم عبرة ودرسا ممن انتفض وثار.
هل مقنعة ذرائعكم أن المعارضة أسوأ من النظام أو أن اتفاقا دوليا على بقاء العصابة واذلالكم.
إن فرضت جدلا بوجاهة ما تدعون، فعلامّ تعولون وانتم من سيء لأسوأ من فقر لتفقير وحرمان
لن أبيعكم عواطف وآمال، كما لا قدرة لي، ولا لغيري، على المساعدة وانتشالكم من اتون العوز والذل والامتهان، ولا نصير لكم إلاكم صدقوني..
صرتم على يقين أن المستقبل أسوأ من حاضركم بواقع حكم الحاقد وتأييد الجميع للاستبداد، ولا أمل لكم او لأولادكم بسوريا الأسد، إلا عبر الهجرة التي لا تستطيعوها لتكاليفها والتضييق الدولي، أو، الممكن الوحيد، انتفاضتكم على الواقع والعصابة، فتخلصوا وتخلصوا سواكم من المتطلعين للعودة لدولة وقانون ووطن..
لا أخفيكم، فقدتم حتى استعطافنا جراء ما تعانون، من حر وجوع وعوز واذلال.
ببساطة لأنكم رضيتم وتأقلمتم، بل ولم يزل بعضكم يمتدح ويشبّح ويتغنى بانتصار الحيوان ابن الحيوان..
هبوا فلا أسف على حياة ذليلة تكابدون خلالها كل انواع الموت.
وهنا، نهاية القول: لا تعتبوا أو حتى تغيبوا على جلّ من هرب وهاجر، لأنه دفع أثمانًا لا تعرفوها، وذاق الويلات حتى استقر وحقق جزءا من انسانيته وحريته وكرامته، بدول تحترم الانسان كونه انسان ليس إلا
ولا داع للردح وتذكير معظمكم، بماضيه وسلوكياته خلال الثورة، وقت كنتم ببحبوحة، ومهاجري اليوم وآلهم، تحت القصف والموت ووابل الشماتة والتخوين..
أتردد منذ فترة بهذي المكاشفة، ولكن لابد مما ليس منه بد..هبوا فالموت ارحم الف مرة وأشرف، من ذلكم وخنوعكم وتحويعكم، فعسى أن يتبدل التاريخ بهبتكم أو تكتبون من النبلاء الوطنيين الصالحين.
أمًا العلاك وتحميل الاثم لوزير الكهرباء والوزر لوزير التجارة والمسؤولية لرئيس الوزراء، وانتم تعلمون أنهم بيادق وكركوزات، فهذا لم يعد يطرب أو يسوًق أنكم ساخطون..والصمت أفضل، على الأقل، لأنه لا يساهم بحرف البوصلة عن المجرم وعصابته يا أولاد .. حارتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.