الوفاق الثوري مسؤولية جميع الثوار…

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ…         إنَّما ألمَّ بنا من آلام، ودماء، وقهر، وتضييق يجب أن يُرسخ انتمائنا الحقيقي للثورة السورية. وجميعنا يعرف أنَّ الثورة تستمر، وتنجح بتحقيق أهدافها عبر انتماء، وشعور، ومشاركة جميع من نزحوا، وتهجَّروا، وممن يقطنون الشمال السوري. فالواجب الشرعي، والأخلاقي، والثوري يفرض علينا جميعاً التوافق على كل ما يعيد للثورة روحها، وألقها، واستقلالية قرارتها لتعود انتصاراتها تتصدر الشاشات الفضائية العالمية من جديد.  فالثائر الحر يذلل كافة الصعاب من أجل تجميع شمل شرفاء الثورة، والمخلصين فيها، والمتفانين في خدمتها طالما أنَّ ذلك يسعى لتحقيق أهداف الأخيرة، وتوسل الخير لجميع السوريين الأحرار. ولهذا؛ كان من الضروري أن نعمل دائبين للحفاظ على ما تمَّ انجازه من مكتسبات ولن يكون ذلك إلا بتظافر السوريين الأحرار الذين يحملون همَّ تصويب مسار الثورة في شمالهم مع بعضهم البعض. فالانعزال، والعمل الفردي، والأخذ بتوصيات الأجنبي، وفرض إملائته، وهيمنته لن يؤتي أي ثمرة تصب في صالح الثورة. فعندما تتجه الاهداف الخاصة لصالح عامة الحاضن الثوري، ولا تتصادم معها تذوب الصراعات الداخلية، وتنحل المناطقية، والعشائرية، ويصبح الارتكاز على العنصر الديني-الروحي-الثوري ينسجم، ويتماشى مع ما يتوق إليه السوريين.       فجميع من في الشمال السوري يربطهم الدم الطاهر الذي سال من أجسادهم، وأجساد ذويهم، وتجمعهم القيم الاخلاقية، ووحدة المصير. فإذا لم يشارك كل ثائر باسترداد قرار الثورة، والسعي إلى تحقيقه فلن نصمد في وجه المؤامرات التي تُحاك لنا من قبل الأعداء، وما يُسمى بالأصدقاء. ونبقى كرة تتقاذفنا أقدام الدول الغازية. فبغياب الحاضن الثوري لا وجود لقوة، أو هيبة، وعظمة للثورة ورموزها. وبتهميش هؤلاء، أو انزوائهم تتلاشى الثورة، ويقع الشمال السوري ومن يقطنه تحت غزوٍ من دولٍ أجنبية تتربص الوقت المناسب لتحقيق أطماعها الخبيثة فيه. ولن تتحقق أول خطوة في المسار الصحيح إلا من خلال العلاقة الجدلية التي تقوم ما بين الحاضن الثوري، ونواة من رجال دين مبنية على علاقة الأمر والطاعة.       وهذه الأخيرة لا تنتظم لوحدها. إنما من خلال تدخل إرادة فرد كاريزمي، أو بضع أفراد يشكلون نواة تتمتع بالصدق في نشاطها، والإخلاص في قولها وعملها منذ انطلاقة الثورة وحتى حينه. كما أنَّ علاقة الأمر والطاعة لنواة صادقةٍ، مخلصةٍ لا تتحقق إلا بتدخل الإرادات الفردية، وتكاملها للواجبات الملقاة عليهم وفيما بينهم. كما يجب علينا أن نعي؛ بأنَّ كل انحسار للنشاط الثوري، أو كبت لحرية الثوار، أو الوشي عليهم لأجهزة مخابرات معادية للثورة سيؤدي إلى المزيد من توالي الانحسارات لقوة الثورة، وصمودها وفتح المجال واسعاً لتدخل الأعداء في قضيتنا. وسينتهي بنا الأمر إلى حالة التفسخ، والفوضى كالتي نعيشها الآن.       فحتى الآن نعيش حالة اللاتنظيم، واللاإرادة، وغياب قيادة، وحاضنة ثورية ملتفين حول بعضهما البعض. فوجود من يعطي الأوامر لتحقيق أهداف ما، ومن يقبل بهذه الأوامر وينفذها. نكون قد خطونا خطوة صحيحة في المسار الصائب. فالطاعة إذا نفذها الحاضن الثوري ليست مجرد خضوع للقيادة الثورية. إنما هي مشاركة في عمل تتخطى غايته الإجبار، والإكراه، والفوقية. كما أنها تدلُّ على احترام نواة القيادة الثورية والتي تعني بأبسط الامور احترام شهداء الثورة، والإصرار على ما عبَّده الثوار بدمائهم لنَشُقَّ، ونسلك طريق التحرير، أو الشهادة. والطاعة في هذه الحالة ضرورية ولا تُمارس اختيارياً. فنحن في وضعٍ يحتاج بذل المزيد من التضحيات لتحقيق أي شيء يخدم ثورتنا، ويصوب مسارها، ويحقق أهدافها.     لقد رأينا ما حلَّ بثورتنا عندما قمنا بالتغاضي عن توسيد الأمر لغير أهله حيث قامت أجهزة مخابرات متعددة في تهميش نشطاء الثورة، وتبريز آخرين من ذوي السيط السيئ لقيادة الثورة وتمثيلها. فعمَّت الفوضى، وتسيَّد الروبيضات أمر العامة، وعاثت قوى الغزو والاحتلال تفسيداً، وتضييقاً، وتفقيراً، وتجهيلاً.

مرهف الزعبي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.