هل يفعلها اردوغان

استاذ منجد الباشا

لا شك من وجهة نظرنا كثوار سوريين، أن الدور التركي في الثورة السورية يختلف عن دور الأطراف الأخرى، الروسي أو الأمريكي أو الإسرائيلي أو الإيراني القذر، ولا شك أن جميع الأطراف الدولية وكذلك الإقليمية كانت تمارس دورها المدمر في سوريتنا الحبيبة تحت سقف ملامح خطة محددة مسبقا وضعها المشغل الأكبر أو مايسترو اللعبة الأممية القذرة التي كانت أدواتها دائماً هي رؤوس أبنائنا ودمائهم الطاهرة وقدسية أرضنا الغالية، لكن وبالمقابل كون أن المشهد الواقعي لازال يحمل تساؤلات واشارات استفهام عديدة. 

وهو الأمر الذي، يسمح لنا أن نطرح السؤال التالي:

هل يفعلها اردوغان؟؟؟

وهو السؤال الذي طرحناه منذ سنوات بعيد اسقاط حلب، هل يقدم على قلب الطاولة ليعيد ترتيب قواعد اللعبة، وهو بات يملك الأدوات والظرف الموضوعي الذي يساعده في ذلك، فيدفع في سبيله بما تشكل على هامش الثورة من قوى معارضة وفصائل عسكرية وجميعها نعرف أنها تأتمر بأمره، هل يدفعها فتدخل دمشق تحت ادعاء أنها انقلبت عليه، وعلى إعلانه عن عودة العلاقات الطبيعية بين أنقرة ودمشق العصابة….

هل يفعلها فيتماهى في ذلك مع استراتيجية حزبه التي تقول بالعثمانية الحديثة وكذلك مع طروحات استقلالية الدولة التركية والنأي بها عن التبعية للحلف الأطلسي…

وكذلك مع طروحات وسياقات النظام الدولي الجديد الذي بدأت معالم تشكله تتوضح من خلال الحرب الاوكرانية الروسية. وكذلك الموقف الصيني الصاعد وفوق كل ذلك تهالك أنظمة الديمقراطية الغربية وانفضاح زيف دعواتها في الدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية، وانكشاف حقيقة ليبراليتها المتوحشة.

هل يفعلها…حقاً

فيدخل التاريخ الحديث من بابه العريض والذي بات يحمل عنوانا يتم تداوله ليل نهار…اي نظام دولي جديد مختلف…

ألم تكن انعطافاته عن النظام السوري قبيل الثورة، وكذلك ابتعاده عنه…ثم العودة اليه اليوم … أمراً واقعاً وكل ذلك تحت عنوان أن لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة في السياسة الدولية…

احتمال كبير…؟؟؟

وهو بذلك… يمكن أن يطهر نفسه وحزبه من لوثة دماء أبنائنا وشعبنا وقضية وطننا السوري…

أو أنه سيبقى في وجدان شعبنا وتاريخنا أنه اصطف إلى جانب المصطفين في طابور المشغل الدولي الذي يعيد بناء كيانات الدول في العالم وفق مصالحه وهيمنته وهمجيته.

وفي كل الأحوال:

فإن التاريخ لا بد أن ينتصر للشعوب ولابد أن ينتصر للحرية والديمقراطية الحقيقية، ولا بد أن ينتصر شعبنا السوري، ولو طال الزمان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.