معاناة اللاجئين في الشتاء

أ. طلال السعيد

لا يؤلم خيام اللاجئين برد الشتاء كما يؤلم صقيع قلوبٍ لاتتحرك من أجلها، مع العلم هناك قلوب تستطيع ان تتحرك. -كان ولا زال وسيظل الشتاء أكثر الفصول خيراً ننتظره لينعش الأرض ويسقي الشجر، نعشق رائحة أمطاره، نلهو بثلوجه، نراقب زخات المطر وهي تتساقط على نوافذنا نعانق أغطيتنا ونستمتع بمدافئنا، عزيزي وانت تستمتع بهذا، تذكر من يعيش في خيمة متهالكة لاتستر ولا تقي من برد، تذكر من يخاف المطر ويرتعب من الثلج، وتذكر من لا ملاذ لهم ولا مدافئ ولاشعلة حطب. -حكايات ونكبات موجعة لمن يتحمل برداً لا يرحم، أوصاله ترتعد متجمدة راجي الدفء سائل الله الراحة من العناء. 

-عصابات الأسد شردتهم وأخرجتهم قسراً من بيوتهم الآمنة، لا ذنب لهم سوى أنهم طالبوا بالحرية، فسقط منهم من سقط ونزح ما تبقى لمخيمات الطين، لا شيء يعوضهم عن وسائدهم الحنونة، ولا عن جدران بيوتهم الحانية. -من يتابعهم يجد في كل شتاء قصصاً مأساوية، وأكثر ما يؤلم أن تسمع عن طفلٍ مات من البرد؟! -وفقاً لتقرير أصدرته اليونيسف: الأطفال المتضررين في سوريا تتراوح أعدادهم بين 4 إلى 8 مليون طفل، منهم من قُتل ومنهم من فقد أهله، ومنهم يعيش كلاجئ أو مشرد لا يعرف أحد، كما تؤكد المنظمة أن 2 مليون طفل لاجئ بحاجة إلى دعمٍ نفسي ومعنوي لمحو ما خلفته الحرب من آثارٍ نفسية جسيمة بهم، فأكثر من تضرر هم الذين سُحقت طفولتهم، وضاعت أبسط حقوقهم بسبب القصف الروسي الايراني الاسدي وبسببهم لامسكن ولامأوى ولامأكل ولاتعليم، لا يوجد غير أصوات القذائف والصواريخ التي لاتفرق بين كبير وصغير وقصفٌ بدون رحمة يضيع في وسط قسوته وعنفه أطفال حقهم في العيش بحريةٍ وسلام.

س:متى نشعر بعمق هموم اللاجئين؟!

ج:نحن بحاجة إلى تكاتف والاحساس بعظيم أجر المساعدة وتقديم كل مابوسعنا. -فقبل أن تشكو من ارتفاع الغاز وعدم قدرتك على استخدام التدفئة المركزية وتتذمر من رائحة الكاز المنبعثة من المدفأة تذكر شعب الخيام الذي لا يجدون شعلة نار، وقبل أن تتذمر من المياه الباردة واستخدامك للسخان الكهربائي لتدفئتها تذكر الذين يغتسلون بالماء البارد

-اللهم ارحمهم واحفظهم بعينك التي لا تنام، امنحهم السكينة والهدوء والسلام، اللهم اكتب لهم العودة والاستقرار في أحضان بيوتهم لينعمون بدفءٍ وسلام.

تعليق 1
  1. احمد الرجب يقول

    حسبنا الله ونعم الوكيل ، عنجد ماراح الا على هل الشعب الفقير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.