غياب العداله الدوليه عن جرائم بوتين الوحشيه

تقدمة لسوريا الامل المحامي فهد القاضي

سوريه إلى أين؟؟؟

المقدمة: يبدو أن الغزو الروسي لسوريه وما رافقه من جرائم حرب ودمار وإبادة جماعية وانتهاكات خلال السنوات السبع الماضية والذي ما زالت تبعاته متواصلة حتى الآن مع إعتماد موسكو واصرارها على الخيار العسكري

فإن ذلك سيجعل من تلك المأسي التي ترافقت مع ذلك الغزو الوحشي قصص مؤلمة مترسخة بذاكرة السوريين ستحفظها كتب التاريخ وسيرويها الأباء للأبناء عن دولة عظمى استخدمت أجساد الأطفال السوريين كتجارب لأكثر من 365 نوع من الأسلحة الفتاكة في ظل صمت دولي على وحشية تلك الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية في سورية والتي اجتاحتها قواتها بطلب من الحكومة السورية لقتل السوريين الذين هتفوا مطالبين بالتغيير والحرية والكرامة ضد نظام الأسد المجرم.٠٠٠

الموضوع :

بتاريخ 30 ديسمبر أيلول من عام ٢٠١٥
حيث كان نظام الأسد يترنح وقد أوشك على السقوط تحت أقدام فصائل الجيش الحر بكل بقاع سورية

حطت القوات الروسية رحالها في الساحل السوري لتحقيق حلمها الذي طال انتظاره بالوصول لمياه المتوسط الدافئة معلنة بداية فصل جديد من فصول الثورة السورية الذي سيكتب بدماء وأشلاء السوريين و أطفالهم التي سوف تتناثر من جراء وحشية الهجمات الجوية الروسية على المدارس والمشافي والمناطق السكنية.
فمنذ اندلاع الثورة السورية في شهر آذار عام 2011 اصطفت دولة روسيا الاتحادية إلى جانب عصابات الأسد وشكلت لهم حصانة وغطاء قانوني دولي لكل الجرائم التي ارتكبتها تلك العصابات من قتل مدنيين إلى تصفية معتقلين إلى الدمار الكبير الذي أحدثته آلتها العسكرية بالممتلكات والبنيه التحتيه

وذلك من خلال الفيتو الروسي الذي أضحى لا يفارق مجلس الأمن عند انعقاده لإدانة أي جريمة تقوم بها تلك العصابات اضافه لإجهاض أي قرار دولي يهدف لوقف الحرب الهمجية ومحاسبة المجرمين (الأسد ونظامه)

وبالرغم من كل ذلك الدعم السياسي الذي قدمته روسيا إلى نظام الأسد قبل تدخلها عسكريا فإن نظام الأسد وقلاعه الحصينة العسكريه والأمنية كانت تتهاوى شيئاً فشيئاً تحت ضربات الجيش الحر وفصائله الثورية

حيث أدركت القوى العظمى ومن خلفها الكيان الصهيوني في شهر آب من عام 2015 بأن نظام الأسد بات قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة العسكرية النكراء الأمر الذي دفعهم بإعطاء ضوء أخضر و السماح للقوات الروسية (الحالمة بالوصول إلى شواطئ المتوسط الدافئه والراغبة بالعودة إلى الواجهة الدولية) بغزو سورية لمنع سقوط نظام المانعة والمقاومة والصمود كما أكد ذلك وزير الخارجيه الروسي لافروف حيث قال انه لولا تدخل روسيا في سوريه إلى جانب نظام الأسد فإن سقوطه كان سيكون خلال أيام

لم يكن ذلك الغزو الهمجي من خلال قوات برية وفرق مدرعة وألويه مشاة

وإنما بسلاح الجو والكثير من الطيارين والخبراء العسكريين الذي لم يكن لديهم هدف سوى حرق البشر والحجر وتحطيم حلم الثورة والتغيير في سورية
وبالرغم من الخيار العسكري البارز لسلاح الجو الروسي في سورية والذي كان محدد بثلاثة أشهر لإنهاء مهمته في منع هزيمة نظام الأسد فإن روسيا لم تهمل المسار السياسي حيث أنها استخدمت الفيتو لأكثر من خمسة عشر مرة لتعطيل أي قرار دولي من شأنه إدانة نظام الأسد على جرائمه أو إقرار أي حل دولي عادل وشامل فتكون بذلك أمنت غطاء قانوني دولي شرعي لكل جرائم نظام الأسد وانتهاكاته واغلقت الباب على أي مسار لمحاسبته قانونياً في المحاكم الدولية.
ولعل من أهم المحطات السياسية التي عملت عليها روسيا وسوقت لها دولياً هو مسار اللجنة الدستورية والذي عطل حصول أي تقدم في مسار الحل السياسي حيث أنه ومنذ أكثر من ثلاث سنوات وبعد تسع جولات متتالية لم يتمخض عن ذلك المسار سوى سجالات جدلية بين الوفود المجتمعة لم ترقى إلى مستوى البحث الجاد بسبب سياسية التعنت واللعب على عامل الوقت الذي تجيده روسيا ومن خلفها نظام الأسد.

أما فيما يتعلق بالملف الإنساني في سورية فإن روسيا وبعد أن تدخلت بسورية وفرضت مرحلة جديدة تمكنت من خلالها بتقليص إدخال المساعدات إلى المناطق المحررة في سورية من أربع نقاط إلى نقطة وحيدة تمر عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا

والمهدد بإغلاقه بوجه المساعدات الأممية خلال الأشهر القادمة بسبب تلويح روسيا باستخدام حق النقض الفيتو حيال امتناعها عن التمديد لألية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود وجعل حكومة الأسد هي المستقبل الوحيد لتلك المساعدات وتصديرها إلى المناطق المحررة عبر خطوط التماس وفرض ما يسمى قانون التعافي المبكر رقم ٢٦٤٢ الذي تبناه مجلس الأمن في جلسته المنعقده في شهر يوليو الماضي والذي سيعود بالفائدة على نظام الأسد سواء دولياً أو قانونياً ناهيك عن ما سيوفره ذلك القانون من تدفقات مالية إلى حكومة الأسد المنهارة اقتصادياً.

توسيع نطاق روسيا على الأرض في سورية ودور عصابات فاغنر الإرهابية الروسية بذلك:

بعد الغزو العسكري الروسي لسورية وبسط سيطرته على مواقع جغرافية هامة وامتلاكه زمام المبادرة بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري تمكنت عصابات الأسد المدعومة من المليشيات الإيرانية الشيعية التي كانت على وشك الهزيمة والسقوط من التقاط انفاسها وبدعم جوي من سلاح الجو الروسي الذي اتبع سياسة الأرض المحروقة من استعادة الكثير من المناطق الحيوية والاستراتيجية والتي كانت فصائل الجيش الحر قد حررتها وسيطرت عليها ولاسيما محيط مدينة دمشق والمنطقة الجنوبية ومناطق شاسعة من ريفي حمص وحماة إضافة لمساحة كبيرة من مدينة حلب وريفها ومناطق هامه في دير الزور
ولكن تقارير استخباراتية روسية كشفت النقاب عن الأسباب الحقيقية التي دفعت الكرملين لاستقدام تنظيم فاغنر الإرهابي إلى سوريه
فالبرغم من الدعم الهائل والكبير الذي تلقته قوات الأسد من سلاح الجو الروسي إلا أن فصائل الجيش الحر أثبتت بطولات على الأرض واستطاعت في كثير من المواقع وقف تقدم تلك القوات وكبدت قوات الأسد على الأرض خسائر فادحة حيث أكدت تلك التقارير الاستخباراتية الروسية والتي تجلت بتصريحات مهمه للمسؤولين الروس

فقد صرح (مارات جابيدولين) الرئيس السابق لمكتب استخبارات فاغنر في سورية في مقابلة له على قناة روسية منذ ايام:

الرابط……….

إن استقدام مرتزقة فاغنر الروسية إلى سورية جاء بعد أن أدرك الكرملين أن مليشيا أسد (الجيش السوري) ليس قادراً على خوض أي عمليات حربية برية دون دعم جوي روسي وأن الجيش السوري ليس جيشاً وإنما هو مجرد عصابات تعفيش وتهريب للمخدرات و يفتقد لأدنى مستوى من التنظيم العسكري وأن حياة الجنود السوريين تعتبر بلا قيمة عند رؤسائهم وقال أيضاً إن مجموعات فاغنر في سورية تعتبر من أقوى المجموعات المقاتلة على الأرض ولا توجد ثمة مقارنة بينها وبين أي قوة أخرى فيما يتعلق بموضوع الجاهزية القتالية والخبرة العسكرية وفنون المعارك وأن الجيش السوري لا نحتسبه أبداً ولا يمكن إطلاق مسمى جيش عليه كما أكد (مارات جابيدولين) بأن مليشيا سهيل الحسن المعروف باسم قوات النمر والذي كانت تعتبره روسيا أحد أفضل الضباط في جيش الأسد هو رجل كاذب بامتياز حيث قال( جابيدولين)

بأن هنالك قسماً من الفيلق الخامس التابع لسهيل الحسن كان يتمركز في الضفة الشرقية من نهر الفرات حيث اسندت إليه مهمة تمشيط منطقة خشام من خلايا بعض الفصائل المسلحه المتواجدة هناك حيث انهم رفعوا تقريرهم إلى القوات الروسية بما يفيد انهم نفذوا تلك المهمة على أكمل وجه بخلال عدة أيام متتالية إلا أن تقرير الاستخبارات الروسية أكد بأنهم لم يدخلوا إلى تلك المنطقة نهائياً ولم يتحركوا من مواقعهم في شمال الخشام.

وحيث أن الاحتلال الروسي في سورية وبعد أن تأكد من عدمية جيش النظام السوري ومليشياته على الأرض الذي لا يصلح سوى للتعفيش وتهريب الكبتاغون والمخدرات وعدم صلاحيته لخوض أي معارك حاسمة على الأرض فإنه استقدم مرتزقة فاغنر الروسية الإرهابية لتنفيذ جرائم الإبادة الجماعية بحق السوريين التي عجزت عنها قوات الجيش الأسدي على الأرض

حيث أنه ووفق لتوثيقات منظمات حقوقية دولية في مجال حقوق الإنسان والانتهاكات فإن مجموعات فاغنر الروسية الإرهابية في سورية ارتكبت كثيراً من جرائم الحرب وانتهاكات جسمية بحق المدنيين السوريين بينها جرائم قطع رؤوس وتمثيل بالجثث وتعذيب معتقلين وتصفيتهم بوسائل وحشية

كل تلك الجرائم الوحشية والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها مجموعات فاغنر الروسية الارهابية في سورية دفعت البرلمان الأوربي بتاريخ 25 من شهر تشرين الثاني لعام 2021 لمطالبة المجتمع الدولي بفرض عقوبات على تلك المجموعات الإرهابية الإجرامية تصل حد تجميد الأصول المالية وحظر سفر على عملاء يعملون ضمن تلك المجموعات الروسية المجرمة.
وبتاريخ 12/12/2021 اصدر المكتب القانوني في حركة تحرير الوطن دراسة هامة تحت عنوان (بعد سبع سنوات من الإجرام الروسي في سورية هل استفاق الأوربيون من غفوتهم بعد إقرارهم عقوبات على منظمة فاغنر الروسية ؟؟؟؟

رابط الدراسه ……

حيث أظهرت تلك الدراسة الكثير من المعلومات السرية في ذلك الوقت عن تلك المجموعات الروسية الإرهابية والتي ذكرها (مارات جابيدولين) الرئيس السابق لمكتب استخبارات فاغنر في سورية في مقابلته الصادمة على قناة روسية منذ أيام حيث أكد كل المعلومات التي شملتها تلك الدراسة الهامه

إن سياسة الغزو الروسي ومنذ أن وطأ أرض سورية في 30/9/2015 لم تهدف إلا لإخضاع الشعب عبر الآلة العسكرية المدمرة واستعادة المناطق من سيطرة الجيش الوطني .

وعدوها الوحيد تلك المعركة هو الشعب السوري برمته حيث وضعت روسيا الأسواق والمشافي والأفران والمدارس وكل هدف حيوي طالته صواريخ طائراتها وركزت كل دقة اسلحتها الحديثة على مراكز الدفاع المدني وطواقم الاسعاف وذلك من اجل قتل الحياة وتجفيف منابعها
فعلى مدى السبع سنوات المنصرمة استهدفت القوات الجوية الروسية أكثر من 1231 مركزاً حيوياً مدنياً منها 207 منشأت طبية و 222 مدرسة و 60 سوق تجاري شعبي وقتلت الكثير من الكوادر الطبية وأكثر من خمسين من طواقم الانقاذ من الدفاع المدني
وحيث كان لأسلحة روسيا الفتاكة في سورية الأثر الكبير لحركة النزوح والتهجير القسري التي طالت الشعب السوري حيث تشرد بسبب ذلك أكثر من 6 ملايين سوري وكأن روسية تقول للسوريين إن كانت الملاجئ والمشافي والمدارس والمركز الطبية هي أملكم بالحياة فإني سأقضي على أخر أمل لكم في سورية
كل ذلك الإجرام وعلى مدى أكثر من سبع سنوات فإن الأمم المتحدة ومجلس الأمن في حالة سبات من اتخاذ أي قرار حتى ولو كان بمستوى الإدانة أو الاستنكار لهمجية القوات الروسية المتوحشه في سورية

ختاماً

إن ازدواجية المعايير السياسية الدولية في عمل المنظمات الدولية الحقوقية والقانونية قد باتت أمراً واضحاً ولا يخفى على أحد
فرغم توحد العالم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد الغزو الروسي لأوكرانيا وما تضمنه من دعم غير محدود عسكرياً وسياسياً وانسانياً ورغم الجهود الواضحة التي تبذلها الأمم المتحدة وجمعيتها العمومية من أجل ادانة الغزو الروسي لأوكرانيا حيث اجتمعت الجمعية العمومية للأمم المتحدة خلال ستة أشهر مرتين لإدانة هذا الغزو الوحشي تحت مظلة القرار 377 الاتحاد من أجل السلام لتفويت الفرصة على الفيتو الروسي
ورغم فتح الدول الأوربية والعربية أيضاً أبوابها للاجئين الأوكران ذوو الشعر الأشقر والعيون الزرقاء والبشرة البيضاء وتقديم كل الدعم الإنساني واللوجستي لهم

ينظر السوريون القابعين في الخيام تحت رحمة الصواريخ الروسية كما ينظر السوريين الذين شبعت أسماك البحر المتوسط من لحومهم
كما ينظر السوريين المختبئين في غابات اليونان والباحثين عن الأمان

بعين الريبة

من الظلم الذي وقع عليهم من ذلك المجتمع الدولي الأفاك المنافق الذي يدعي شعارات الإنسانية بغض النظر عن العرق واللون والدين والتي لا تحمل في مضمونها سوى الكذب والرياء من خلال الانتهاكات التي تتعرضون لها سواء في الداخل السوري على يد عصابات الأسد وروسيا وايران أو في الخارج على يد خفر السواحل اليونانية والكوماندوس الأوربي الفاقد للانسانيه

ويأملون بان تتحول شعارات الأمم المتحده فيما يتعلق بالعداله وحقوق الإنسان وحرية الشعوب في تقرير مصيرها إلى واقع حقيقي في يوم من الأيام في بلدهم

وان لا تكون تلك الشعارات حكرا على الشعوب الاوربيه فقط

نحن لانسعى إلى اقناعكم وإنما نضع الحقيقه بين أيديكم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.