“عجوز الشوكولامو” ومأساة السوريين في لبنان:

خرجت قبل أيام قليلة الإعلامية اللبنانية العنصرية “نضال الأحمدية” على إحدى القنوات المحلية في لبنان، لتتحدث بطريقة غير أخلاقية عن تواجد السوريين في لبنان، مستشهدة بعدم معرفة أحد السوريين لأحد أنواع طعامها، وغيرها من الأسباب الساذجة والغير صحيحة أصلاً، معللة بحديثها أن سبب كرهها للسوريين يعود إلى انخفاض مستواهم الثقافي، ومطالبة بطردهم إلى بلادهم لتكمل حديثها الساذج وتقول أن من حق بشار الأسد رفض عودة السوريين إلى سوريا، دون أن تبين “عجوز الشوكولامو” إلى أي كوكب تريد أن ترسلهم، مادامت تريد طردهم من لبنان وتدافع عن النظام المجرم الرافض لعودتهم، وهذا لايهم في الحقيقة، فهي مجرد مطبلة للنظام المجرم، وكغيرها من المطبلين المجردين من أدنى حدود القيم الإنسانية والأخلاقية وحتى المهنية.

لا تكمن المصيبة في كلام “الأحمدية” الساذج، بل في فكرها العنصري المنتشر في معظم مؤسسات الدولة اللبنانية، والذي يتغذى بشكل مستمر من طائفية ميليشيا حزب الله وأعضائه المغروسين في مفاصل الدولة اللبنانية ومن يواليهم من أتباع ميشيل عون، ليتحول فكر “الأحمدية” إلى تراجيديا سوداء تلاحق السوريين الأبرياء الذين هجرتهم ميليشيا حزب الله من حمص والقصير والقلمون وبيروت، فحديث الإعلامية العنصرية يأتي في ذات السياق التي تتعامل به الدولة اللبنانية بجميع مؤسساتها مع السوريين، فلا حقوق للسوريين ولا ناصر أو معين لهم إلا الله، فإذا أخطأ أحد السوريين في عدم التعرف إلى شوكولامو الأحمدية، فهذا الخطأ يتحول بموجب المنظومة القيمية العنصرية التي تحكم الدولة اللبنانية إلى جريمة يعاقب عليها الأمن اللبناني بتسليم السوري إلى ميليشيا النظام المجرم، ليواجه مصيره الذي قد ينتهي بالموت تحت التعذيب، فلا رادع أخلاقي أو قانوني يوقف ما تقوم به قوات الأمن اللبنانية التي تواصل تسليم عشرات العائلات السورية رغم المناشدات التي صدرت عن المنظمات الحقوقية.

منذ بداية شهر يونيو الجاري دقت أكثر من عشرين منظمة حقوقية ناقوس الخطر ودعت الجيش اللبناني وقواه الأمنية إلى التوقف عن الاعتقال العشوائي للسوريين وتسليمهم إلى مخابرات النظام المجرم ، إلا أن الجيش اللبناني ضرب بعرض الحائط جميع تلك النداءات ومازال يواصل عمليات الإعتقال الجماعي للعائلات السورية بما فيها النساء والأطفال ومن بينهم مطلوبون أمنياً ومنشقون ومطلوبون للتجنيد في ميليشيا أسد، وأخر انتهاكات الجيس اللبناني للقوانين الدولية هي التهديد بترحيل الضابط السوري المنشق “صالح نمر السمر” بشكل قسري إلى نظام أسد المجرم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.