سوريا.. و غزة(الشهيدة).. و القاتل واحد.

بالرغم من محطات.النكبة والنكسة والهزيمة..التي وسمت تاريخناالسوري العربي المعاصر..بسبب انظمة الحكم التي اغتصبت السلطةالسياسية والارادة الشعبية لدينا.
وما تلاها من مهاوي اللجوء والنزوح والتهجير ..وما استوى معها من اشكال الخيبات وصور الاذلال وافانين القهر و انماط التجويع والقمع وفظاعة ممارسات عصابات نظم الاستبداد الاسود الذي طغى وهيمن على جميع مناحي حياتنا منذ بُعيد الاستقلال الاول عام 1946.باستثناء ومضة بعض السنوات من هذا التاريخ… والذي توج اساليبه العدوانية الباطشة بتدمير مدنناالامنة وذبح اكثر من اربعين الف من ابنائنا المسالمين في الثمانيات من القرن المنصرم .
وبالرغم من بشاعة الحرب الاهلية التي غذاها وشارك فيها المقبور حافظ الاسد والتي انتهت بتراجيديا انهاء وجود المقاومة الفلسطينية المعروف في لبنان الشقيق….
وبالرغم من التوصيف الذي استقر عالميا على نمط حياة مجتمعاتنا وشعوبنا سياسيا واقتصاديا وحضاريا بماسمي بالتخلف والتاخر والعالم الثالث المفوت تاريخيا ..
وعدم توفر القدرة والاهلية لدى هذه المجتمعات لدخولها عصر الحداثة بسبب الموروثات التاريخية الكابحة والمانعة لذلك…؟؟
بالرغم من كل ذلك على اطلاقه و فظاعته وتوحشه وانعدام انسانيته …لم يكن ذلك ليشبه في التاريخ القديم والمعاصر. … ذاك الذي تحقق علينا وحدث على شعبنا فيما بعد. اي ذاك الذي حدث في زمن محطات ثورات الربيع العربي من القرن الراهن وماتلاها. اذ ان ممارسة التدمير الهائل للاحياء السكنية وبناها التحتية في مدننا وقرانا وبلداتنا الامنةفي اريافنا .. والقتل الممنهج لابنائنا والتهجيرالقسري لهم والتغيير الديمغرافي لطوائفهم. واستعمال الاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا. وتنفيذ العشرات من المجازر التي ارتقت الى مستوى جرائم الحرب والابادة التي تحاسب عليها القوانين الدولية المعاصرة…
هذه الجرائم التي نفذها العميل بشار الاسد .بحق شعبناالسوري المكافح….بكل برودة. ومنهجية..وتصميم لايهتز..
وكذلك ما فاقه فظاعة ووحشية من تدمير وابادة جماعية اقرتها محكمة العدل الدولية اخيرا بحق شعبنا الفلسطيني المناضل منذ خمس وسبعين عاما في سبيل تحرره وطرد الاحتلال الصهيوني الاستيطاني من ارضه ..ومايوازيه كذلك من عمليات عسكرية تدميرية تنفذ اليوم في لبنان واليمن والعراق وسورية بادارة وقرار الصهيوني القذر نتنياهو….بكل صلف وعنجهية واحتقار للعرب وذلك على مرأى ومسمع وتبني الدوائر المركزية لارباب النظام الدولي المعولم…
وعلى راسهم زعيمة هذا النظام امريكا..
لكن …
وبالمقابل نعتقد مماتقدم ان جميع ماتم الاتيان عليه..
قد كشف لناولشعوبنا العربية ولاول مرة في تاريخنا المعاصر ولشعوب العالم اجمع…وحدة الاداةوالهدف والقرار والجهة المشغلة في ماحصل في سورية ولايزال..وفي مايحدث في غزة(الشهيدة) منذ اكثر من ماءة وستة وعشرين يوما ولايزال…..
هذا الانكشاف الفاضح الذي مهد له كما نعلم ماتم الاعلان عنه والترويج له وتداول حيثياته منذ بضع سنوات ماسمي بمشروع الشرق الاوسط الجديد وملحقاته وكذلك مفاهيم الفوضى الخلاقةالتي تم تداولها… ظهرلنا اخيرا بشكله الفاقع والوقح والمتوحش مما يمكننا ويمنحنا الحق والبرهان والقدرة على انتهاز هذه الفرصة التاريخية لنؤسس من وجهة نظرنا كمناضلين وكشعوب مكافحة من اجل الحرية والعدالة والسيادة والاستقلال . (فاتحة جديدة) لمرحلة تاريخية جديدة…في هذا العصر الحديث..
مرحلة تعتبر وتستفيد من وحدة وتمفصل العناصر الوحشية واللاانسانية المنكشفة والتي باتت ممارساتها موثقة اعلاميا و في ضمير الشعوب التي ثارت ضد هذه المنظومة الدولية المعولمة..
هذه العناصر التي كانت تشكل السمة العامة للقرن الماضي والتي كانت منتِجا. لنظام دولي .. تمكنت ثورات الربيع العربي…ومن ثم احداث غزة الشهيدة ان تعري زيفه ونفاقه وازدواجيته وبنيته الاستعمارية الناعمة القبيحة التي تمتص خيرات الشعوب ونسغ قدراتها…وتدمر مستقبلها ..متذرعة ومبشرة بعالم معولم تحتكره تقنياتها الحديثة واتمتتها الالكترونية الزاحفة..وتروج له بمفاهيم الحداثة من ديمقراطية وحريات وحقوق انسان ودول المواطنة والانسانية…..
وامام هذا الانكشاف ايضا يمكننا طرح مبادرتنا التاريخية وممارسةحقنا في ان نعيد كشعوب عربيةواممية حساباتنا الدولية.. وان نعمل بشكل حثيث وثوري على ان ننتج نخباومثقفين وروادا…لادارة هذه المرحلة التاريخية..لعلنا نسهم في دفن هذا النظام المافيوي اللااخلاقي واللاانساني والذي بات واضحا بما لايدع مجالا للشك بانه يستهدف ابادتنا وجوديا كما سبق واباد اسلافه جنس الهنود الحمر في القارة الامريكية… ونشارك كذلك في العمل على تحقيق نظام عالمي اكثر انسانية واكثر عدالة واكثر رخاء…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.