دلالات الموقف السعودي الأخير من النظام السوري

لا احد يشكك بقوة وفاعلية الموقف السعودي (وهو القاطرة الخليجية بل العربية) للمواقف العربية والتي تم البناء عليها دوليا ..حيث كانت المملكة العربية السعودية وراء طرد النظام السوري من شغل مقعد سورية في جامعة الدول العربية وصياغة المبادرة العربية للحل في سورية..ولم تبخل يوما بتقديم مختلف اشكال الدعم للثورة السورية السياسي والإغاثي الانساني والعسكري ..واستقبلت على اراضيها الآلاف من الفارين من ارهاب النظام السوري ومنحتهم الاقامة وفرص العمل ولم تبني خيمة واحدة للاجئ سوري على اراضيها…وكان دعمها لتجمعات اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري واضحا وجليا..
بعد القمة الخليجية الثانية والاربعون والتي عقدت مؤخراو التي اعقبت جولة الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ..تلك القمة رصت الصفوف ووحدت المواقف الاستراتيجية من القضايا الكبرى..يمكننا اعتبار ان الموقف السعودي الاخير هو موقف دول مجلس التعاون الخليجي كله من النظام السوري ..وبعد ان فشلت آخر محاولة لوزير الخارجية الاماراتي وقبله مبادرات الملك عبد الله الثاني بمحاولة سحب النظام السوري من العباءة الايرانية ..لم يعد المجال يحتمل الا موقفا واضحا وحازما واستراتيجيا
المعلمي: النظام السوري نظام ابادة بشرية
في الدورة الثالثة والخمسين للجمعية العامة للامم المتحدة وفي جلسة مخصصة لمناقشة ملف حقوق الانسان في سورية…ومن موقع السفير المعلمي الذي يمثل الدولة السعودية في اهم محفل عالمي ولايمثل الحكومة السعودية التي يمكن لاحد وزرائها الاتيان بتصربح تكتيكي لغاية معينة ..او صحيفة مقربة من الحكومة او مسؤول سعودي متقاعد…
المعلمي يمثل رسميا الدولة السعودية واعطى الموقف النهائي للمملكة من الشد والجذب والذي وصل لحد المراهقة السياسية من قبل بعض الانظمة العربية بنية دعوة رأس النظام السوري الى اجتماع الحامعة العربية المقرر عقده في آذار العام المقبل..
لاتصدقوهم النقاط العشرة التي ذكرها السفير المعلمي ..في محصلتها ان النظام السوري نظام ابادة بشرية جماعية ..لم تنه العرب كما يروج لها النظام وداعميه وتم اصافة الفي شهيد هذا العام الى سجل النصف مليون شهيد مدني التي قتلهم النظام السوري من السوريبن…
ولايحق للنظام التكلم بمكافحة الارهاب لانه هو الارهاب نفسه …هو الذي ينتج الارهاب وهو الذي يتحالف مع حزب الله اللبناني الارهابي ويتحالف ايضا مع الميليشيات الارهابية التي تحمي نظامه وتقتل شعبه الاتية من الشرق ومن شرق الشرق في اشارة دبلوماسية الى ايران وشرقها باكستان وافغانستان
لايحلم النظام السوري باعادة اعمار بنية تحتية لان الاعمار يجب ان يتم للنفوس والقلوب قبل اعمار الحجر…وبوجود هذا النظام لايمكن ذلك
ولم يحقق النظام السوري كل انواع الامن ومنها الامن الغذائي..حيث تمت اضافة مليون ونصف سوري الى مادون خط الامن الغذائي اضافة الى العشرة ملايين السابقة…بمعنى ان من بقي فوق خط الفقر هو النظام وطغمته وبعض مواليه او عشيرته الاقربون
إن وصف السفير المعلمي لرئيس النظام السوري بانه يدعي انتصارا زائفا على قمة هرم من جماجم السوريين ابناء بلده هذا ليس انتصارا بل ابادة جماعية لابناء من يفترض انهم من شعبه
واوضح المعلمي في كلمته انه لاتصدقوهم ان فتشووا باوراقهم والتفتوا حولهم يمنة ويسرة لاتهام غيرهم وتحميلهم وزر افعالهم ..هم الارهابيون والمجرمون وذكر المثل (رمتني بدائها وانسلت)
اوضح السفير المعلمي ايضا ان تقارير الأمم المتحدة تنسب الغالبية العظمى لانتهاكات حقوق الانسان التي جرت متذ انطلاق الثورة السورية تضعها على عاتق النظام السوري ..وهو النظام الذي لم يسع يوما لتأمين عودة طوعية آمنة للاجئبن السوريين الى ديارهم التي اخرجوا منها.تؤمنها عملية سياسية شاملة وفق القرار الدولي 2254 ومسار جنيف 1
وشدد السفير السعودي على دعم جهود الامم المتحدة ومبعوثها الخاص الى سورية بيدرسون واعرب عن تأييد المملكة لاستئناف اعمال اللجنة الدستورية
واعلن السفير المعلمي عن ترحيب المملكة العربية السعودية بعودة سورية الى محيطها العربي اذا تخلصت من سيطرة الميليشيات والجهات الاجنبية في سورية .
مايمكن استخلاصه من كلام المعلمي
1– إن النظام السوري هو نظام ابادة جماعية بحق شعبه ويشكل خطرا على الجوار والعالم ايضا.
2–انظمة الابادة الجماعية تختلف عن الانظمة الديكتاتورية .
فانظمة الإبادة الجماعية (كما نظام هتلر وموسيليني) لايمكن التفاوض معها حتى لو تم هزيمتها في حرب…بعكس الانظمة الديكتاتورية التي يمكن التوصل معها لتفاهم
3–بما أن النظام السوري نظام إبادة جماعية فلم تعد اي جدوى من مشاركته بالحل عبر تطبيق القرار الدولي 2254 وغيره
4— هذه الانظمة تسقط بتحالف دولي وحليف محلي على الارض..بحرب عسكرية طبعا مع استمرار العزل السياسي والعقوبات الاقتصادية
5– ذهاب أدراج الرياح النصر الذي يدعيه النظام وحليفه الروسي ومحاولة تسويق ذلك عربيا ودوليا .وبالتالي انسداد كل الافق امام العدو الروسي لاي استثمار سياسي او اقتصادي مكافاة له على جرائمه بحق الشعب السوري..
وفي النهاية اختار رأس النظام المحور الايراني ولم يلتفت لاخر المحاولات من محيطه العربي..
واغلب الظن ان بشار الاسد لم يعد الدجاجة التي تبيض ذهبا لاحد او حتى لايران وقد يكون اصبح عبئا عليها….
انطلقت الرصاصة العربية من البندقية السعودية على الاسد ولكن هل ستسبقها رصاصة ايرانية تطيح بها وتبحث عن حل وتتخلص من المشكلة..
هذا التساؤول كفيلة بالاجابة عليه النصف الاول من العام القادم ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.