[بقلم د. باسل معراوي]
مع دخول العام 2021 تكون الحرب الدائرة في سورية قد دخلت عامها العاشر…ومن اهم مآسيها هي وجود المخيمات حيث حسب ارقام احصائية حدبثة نشرتها وحدة تنسيق الدعم تتالف كتلة المخيمات في الشمال الغربي السوري من 485 مخيما..تأوي 117.140 عائلة تتكون من 646.341 فردا…
طبعا عدا عن المخيمات او التجمعات العشوائية التي تنتشر تحت اشجار الزيتون وعلى اطراف القرى والبلدات ..
ان الغالبية العظمى من اطفال تلك المخيمات لم يرو موطنا آخر سوى هذه اامخيمات التي ولدوا فيها والتي لاتتوفر فبها ادنى المقومات الاساسية للحياة
1—الوضع الطبي والصحي
تنتشر الامراض بكثرة في المخيمات لاسباب كثيرة منها طبيعة بنية وبيئة المخيم من حيث التزاحم المكاني (حيث من الشائع ان تضم كل خيمة اكثر من اسرة بعدد افراد يصل الى اكثر من 10) وعدم توفر المياه بشكل دائم وعدم كفاية عدد مراكز الرعاية الصحية الاولية التي قامت بادارتها بعض المنظمات الطبية او عدم الانتشار الجغرافي لتلك المراكز بشكل تبقى بعض المخيمات بعيدة عدة كيلومترات عنها…
عانى سكان المخيمات بالعام المنصرم(ومازالوا يعانون) من تفشي وباء كوفيد19..اكثر من غيرهم …لاسباب معروفة .
وبعتبر مرض الجرب مرضا شائعا ..وبأتي بعده مرض انتشار القمل ..والليشمانيا (حبة السنة)..الى جانب الامراض الاخرى من انتشار الانفلونزا العادية وخاصة عند الاطفال الخ.
تفتقر مراكز الرعاية الطبية الاولية الى العدد الكافي من الكوادر الصحية البشرية…والمعدات والمستلزمات الطبية والادوية….بسبب شح الدعم المقدم لها والطلب المتزايد على خدماتها
2—السكن والمأوى
يبقى قطاع المأوى والسكن هو الاهم لانه يؤمن استمراية العيش بشكل آمن بعيدا عن مخاطر الحروب.
ويتفاقم الوضع مع حلول كل شتاء.ليعود السؤال القديم الجديد لماذا لم نأخذ الامر بالحسبان قبل وقوع الكارثة التي تتكرر كل عام؟؟.
حيث تصبح الحياة اكثر قسوة وبؤسا بانخفاض درجات الحرارة وحدوث العواصف والامطار وربما الثلوج والتي تؤدي الى غرق وطوفان كثير من الخيم في المخيم او طوفان المخيم كله في بعض الاحيان حيث لاتتوفر بنية تحتية او آلية مستحدثة لتصريف مياه الامطار.
3′—المياه والصرف الصحي
يعتبر الحصول على مياه صالحة للشرب من اكبر المشاكل التي تواجه المخيمات..حيث تفوم جرارات زراعية تجر خزان مياه يتم تعبئته من احد الابار القريبة بتوزيع حمولته على عدة خزانات منتشرة على اطراف المخيم..لبتم استخدامها لاغراض الشرب والنظافة..
وتغيب عن المشهد كليا اليات لجمع القمامة ..اذ يقتصر الامر على جرارات بدائية ..حيث لايوجد مكب للنفايات مما يضطر ادارة المخيم الى تجميعها في مكان واحد ومن ثم ترحيلها دفعة واحدة.
وقد تقوم بعض الخيم بحرق نفاياتها امام خيمتها للتخلص منها..
اما ع صعيد قطاع الصرف الصحي فتكثر الحمامات الخاصة التابعة لخيم الافراد والتي صنعت على عجل من الطين او البلوك ..وتتوفر في بعض المخيمات حمامات عامة للرجال والنساء..
4–التعليم
تتوفر المدارس والتي مازال الكثير منها عبارة عن مجموعة من الخيام..ويوجد مدارس بنيت ع طريقة كولبات ابنية مسبقة الصنع ويوجد قليل من اامدارس مببنبة من الحجر..
وتعاني كل المدارس من نقص في عدد المعلمين ونقص حاد في المواد القرطاسية والكتب والاثات الضروري لتشغيل تلك المدارس…
5–المساعدات الغذائية
بالرغم من وجود عدد جيد من الجمعيات والمنظمات الخيرية والتي تقدم المساعدات لاهالي المخيمات في الشمال الغربي لسورية ..الا ان حاجة السكان تتزايد باستمرار نتيجة وافدين جدد او مواليد جدد …حيث تعيش بعض المخيمات في شح كبير من السلل الغذائية والمعونات حيث قد يتم احيانا تقنين عدد ربطات الخبز او ايام توزيعها…مع غياب لاشهر عن سلة النظافة التي يحتاجها الجميع..
وبناءا على ماذكر في الدراسةيجب العمل على دعم عملية سياسية تنهي الحرب الدائرة وتساعد المهجرين في العودة الى قراهم وبلداتهم ومدنهم التي فروا منها خوفا على حياتهم وريثما يتم ذلك يجب العمل على تأمين متطلبات الحياة الانسانية الكريمة ضمن مناطق اقامتهم المؤفتة.