ببقلم الدكتور باسل معراوي]
لعل انتفاضة درعا وما تمخض عنها خاصة احداث يوم 29 تموز…حيث كما قيل لن يكون بعد ذلك اليوم كما قبله…
اثبتت احداث ذلك اليوم ضعف النظام على كل الاصعدة…
لم ينجح في ادارة العملية التفاوضية ومن المؤكد انه هو من افشلها للوصول للحل الامني او العسكري باسوا تقدير بعد حصار مضن وعدم امتلاك الاهالي الا اسلحة خفيفة وقليلة العدد ايضا…
الفشل الامني بسوء تقديره لمدى تكاتف المجتمع الحوراني المشهور بالفزعة..واستكانته لحالة الانهاك وزرع العملاء وتقطيع الاوصال جغرافيا وحالة القمع الشديد والمعهودة منه اضافة لاغتيال عدد كبير من عناصر التسويات الذين لايأمن جانبهم…فقد حصلت الفزعة من ارياف درعا قبل طلبها من المحاصرين في درعا البل
الفشل العسكري تجلى ايضا وبفرقته الرابعة ولواء الغيث قوات النخبة حيث سقطت الحواجز دون قتال والسبطرة على 7 دبابات واسر العشرات وانشاق البعض…
كانت احداث اليوم 29 من تموز مذهلة ولم بتوقعها اكثر المتشائمين من طرف النظام…فقد كان يلوح بالافق خلاف روسي مع راس النظام من ناحية عدم امتثاله للمطالب الروسية بامور عديدة ومحاولة تقليص الدور الروسي على حساب تنامي الدور الصيني حيث ابدى حفاوة زائدة بزيارة وزير الخارحية الصيني وتوقيع بالاحرف الاولى على عديد من المشروعات..ظنا من النظام انه استفاد من الجهد العسكري الروسي باستعادة الكثير من المناطق وتوقف المعارك الكبرى ..وان الازمة الاقتصاديةوالمعيشية الخانقة لن يساعده بحلها الى التنين الصيني…وكان النظام السوري لايزال منتشيا باجراء (الانتخابات الرئاسية..والقسم بعدها) وعلى وقع تصريحات العاهل الاردني من واشنطن ..ان النظام السوري امر واقع وعلينا التعامل معه
لاثبات شرعية النظام بسيطرته على معظم الاراضي السورية اراد التخلص من( جيب متمرد في حي من احياء درعا)بطريقته المعهودة الجوع او الركوع ثم ترحيل من لايرغب الى الشمال السوري
كان واضحا غياب الطيران الروسي عن اجواء المعركة وبالتالي الاستنتاج ان الروس غير موافقون على نقض النظام لكامل اتفاق التسوية الروسي (والذي لم يطبق اصلا كما يجب) كان الروس ممكن ان يقبلوا بتمدد للنظام وابقاء اتفاق التسوية كاطار يحفظ ماتبقى من سمعتهم ..
لم يأبه النظام وحلفاءه من الميليشيات الايرانية للرغبات الروسية وبدؤوا المعركة وحصل ما ذكرناه سابقا من نتائجها..
الان يوافق النظام على تمديد الهدن دون الوصول لاي اتفاق…واظنه لن يقبل بهذه الهزيمة المدوية التي اظهرت الانهيار الكامل لميليشياته…
لاشك ان الميليشيات الايرانية تريد الوصول او السيطرة على كامل الحدود الجنوبية لسورية المحاذية للاردن واسرائيل..
ومن المعروف ان انسداد المفاوضات لاحياء الاتفاق النووي تقتضي تبادل رسائل عسكرية بين الولايات المتحدة واسرائيل من جهة وايران من جهة ثانية…وان ولاية الرئيس الايراني المحافظ ستبدأ بالخامس من الشهر الحالي وهو مرشح الحرس الثوري والمرشد ..وسيبدأ مدته الرئاسية بالتصعيد بعد ان خابت اماله بتوقيع اتفاق نووي يفرج عن المليارات المجمدة والتي ستنعكس انتعاشا اقتصاديا في بداية عهده
الغليان الشعبي في الداخل الايراني ايضا وقرب انفجار الوضع اللبناني قريبا لاتدع مجالا للشك ان ايران عبر ميليشياتها وميليشيات الفرقة الرابعة ستقبل بالهزيمة في حوران
تصريحات رامي الشاعر (والتي يمكن اعتبارها تشكل او تؤشر للموقف الروسي) ان النظام لايسيطر على الشمالين الغربي والشرقي ولا على الجنوب..حتى بمناطق سيطرته لايسيطر على شوارع المدن الرئيسية وقد اكد ان النظام يسيطر فقط على مراكز افرعه الامنية وثكانته العسكرية مع وجود حالة سخط وتذمر بين العسكريين…
وماتسرب من زيارة المستشار الرئاسي الروسي الرفيع لدرعا قبل الاحداث الاخيرة بايام واجتماعه باحمد العودة وتاكيده له ان سلاح الجو الروسي لن يستخدم باي معركة بدرعا ..وتأكيد العودة قائد اللواء الثامن من الفيلق الخامس المدعوم روسيا ..ان عناصره ستنضم لاهالي حوران باي مواجهة مع قوات النظام..جاءت تلك المعلومات بصحيفة الشرق الاوسط بمقال لابراهيم حميدي
سيحاول النظام دحض المزاعم الروسية بانه اولا يسبطر على الجنوب وثانيا انه يمكنه حسم معاركه بدون تدخل سلاح الجو الروسي.. مع ان الهدف الاستراتيجي لايران الوصول للحدود وازاحة الكتلة البشرية المعارضة لها والضغط على الاردن واسرائيل ومن خلفهما امريكا..لكل تلك الاسباب لن يقبل النظام باي اتفاق لايحقق ذلك واظنه يدبر امر ما…ويكسب الوقت..
لابد من الثناء على خطوة ثوار درعا بتسليم الاسرى والمحتجزين وعدم اعطاء المبررات للنظام لتصعيد عسكري ..لان لامجال للمقارنة بالقوى العسكرية بين الجانبين.