السياسة الروسية في سورية، حيثياتها، نتائجها وآفاقها-الجزء الخامس

[بقلم الدكتور محمود الحمزة]

التحديات أمام روسيا في سورية:

  • تنظر روسيا إلى علاقاتها مع دول الشرق الأوسط باعتبارها ورقة من الأوراق الرابحة التي تلجأ إليها في تفاعلها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
  • من جهة، تنظر روسيا إلى الشرق الأوسط باعتباره مصدرا مهما للاستثمارات، وسوقا لتسويق منتجات بعض قطاعات الاقتصاد الروسي (ومنها، بالدرجة الأولى، الصناعة الحربية، والإنتاج الزراعي، وقطاع الطاقة النووية، والنفط، والغاز، والبتروكيماوية). ومن ناحية أخرى، لا تزال الميزانية الروسية تابعة لأرباح تصدير النفط والغاز
  • ومن الدوافع الأخرى وراء السياسة الروسية في الشرق الأوسط- كما تقول موسكو-  كان القلق المستمر من الحركات الإسلامية المتطرفة في روسيا وآسيا الوسطى
  • تدرك القيادة الروسية بكامل الوضوح أن الظروف الاقتصادية قبل كل شيء تمنع بلادها من لعب دور قيادي في هذه المنطقة. ولا تزال دول الشرق الأوسط تركز في المجال الاقتصادي على التعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا الغربية والصين والهند التي تشهد النهضة.
  • تخشى القيادة الروسية (وليس هذا الخوف بلا أساس) من أن يؤدي تقليص الوجود الروسي في المنطقة إلى تراجع اهتمام دول الشرق الأوسط، ولاسيما دول الخليج، بموسكو وإلى تراجع استعداد هذه الدول للتعاون.
  • تأتي في مقدمة أولويات السياسة الخارجية الروسية إيقاف توسع الناتو نحو حدودها الغربية واثبات أنها دولة عظمى ليس فقط في فضاء الجمهوريات السوفيتية السابقة وانما بعيدا عن حدودها (كما هو الحال في سورية).
  • ما نلاحظه في المواقف الروسية أنها تتناغم مع السياسة الامريكية في نهاية المطاف (وافقت أمريكا على نتائج مفاوضات استانا كلها وعلى تشكيل اللجنة الدستورية ومقررات مؤتمر سوتشي وعلى التدخل العسكري الروسي في 2015).
  • من خلال لقاءات الروس مع ممثلي الولايات المتحدة والدول الاوروبية والدول العربية المعارضة لبقاء الاسد تحاول روسيا اظهار نفسها بالمتعاونة وانها تتفهم تلك المواقف السياسية للشركاء وفي حالات اخرى تحاول روسيا ايصال رسائل لنظام الاسد بشكل صريح وعلني وتنقل مواقف الدول المعارضة للأسد.
  • العامل التركي يؤثر على الموقف الدبلوماسي الروسي نظرا لأن أوساط رجال الاعمال الروسية تعطي اولوية للمشاريع الاقتصادية وتوسيع التعاون مع تركيا، خاصة أن تركيا تلعب دورا سياسيا مهما احيانا مخالف للموقف الروسي، يجب مراعاته (مكره اخاك لا بطل). وفي هذا الإطار يرى بعض الخبراء أن موسكو تخشى من انقلاب شركائها مثل تركيا وأحداث أوكرانيا تشير الى هذا الاحتمال الصعب بالنسبة لموسكو.
  • غالبا ما تلجأ النخب المحلية في المنطقة إلى تعزيز التعاون مع روسيا بغية استخدام هذا الملف كورقة رابحة في المساومة مع واشنطن للحصول على شروط أفضل للتعاون الثنائي.
  • وتريد روسيا أن تقول للمواطن الروسي انظروا حققنا أرباحا من الاستثمارات في سورية. وقد قالها دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي خلال وجوده في دمشق في 2014: المواطنون الروس ينتظرون تعويض كل دولار صرفناه في سورية! وسمعت من صديق روسي زار سورية مع وفد من رجال الأعمال منذ سنتين. قال لهم مسؤول سوري تعالوا واستثمروا وسنعطيكم امتيازات كبيرة. فرد عليه رجل أعمال روسي قائلا: نحن مستعدون للاستثمار وشركاتنا جاهزة، لكن قدموا لنا المال.
  • قال صحفي روسي معتدل- حتى لو اعتبرنا أن الأسد انتصر في الحرب فإنه لن يكسب السلم. وهذا الذي يقلق الروس اليوم. ولكن الواقع يقول ان موسكو تخشى من التغيير في سورية
  • يشكك بعض الخبراء الروس في جدوى الاتفاقيات طويلة الأجل التي عقدتها موسكو مع نظام الأسد المتهالك، ويذكرون بالاتفاقيات التي عقدتها روسيا مع جورجيا وتركمنستان لبناء قواعد عسكرية لمدة 25 سنة، ثم الغيت بعد سنوات قليلة نتيجة تغير الأوضاع السياسية في تلك البلدان.

روسيا ومستقبل سورية:

  • التوجه السائد في الاوساط الرسمية الروسية حول آفاق الحل في سورية في الفترة القادمة هو سيناريو «النتيجة غير المحددة”، وهذا يعني أنه لا توجد خطة أكيدة وإنما حسب الظروف والوقائع يتم تحديد الحل بشرط ان يحقق أهداف الدولة قدر الإمكان. وهناك آراء اخرى حول هذا السيناريو:
  • هذه المخاطر تؤثر على سمعة روسيا. ففشل المفاوضات حول الدستور ستظهر روسيا على انها فاشلة في لعب دورها الفاعل في سورية وسيبقى دورها شكلي.
  • هذا السيناريو يتطلب من موسكو ان تبذل جهودا اضافية للتمسك بنظام الاسد وتأهيله وكذلك التخفيف من مظاهر الاحتجاج الشعبية على ضوء الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية في سورية.
  • على موسكو ان تبذل جهودا اضافية لحل المشاكل داخل بنية النظام والتي ظهرت للعلن مؤخرا.
  • استعرضت القيادة الروسية مرارا تأثيرها على رأس النظام وتعاملت معه بطريقة مهينة. فالرئيس بوتين زار دمشق لمرة واحدة واستقبل الأسد في مقر القيادة العسكرية الروسية في دمشق، وكأن بشار هو الضيف وبوتين صاحب البيت. واستدعى بوتين الأسد بمفرده للمرة الرابعة (مرتين في روسيا ومرتين في حميميم) بلا مرافقة وبلا بروتوكول. وفي مرة نشر الروس فيديو يقوم أحد الضباط الروس بجر بشار من يده ويوقفه ليفهمه أنه لا يحق له مرافقة بوتين بل يجب أن يتوقف ويشاهد العرض العسكري من بعيد (ديسمبر 2019)
  • زلت لسان لافروف عام 2012 وصرح بأن النموذج اليمني في الحل يمكن تطبيقه في سورية، أي أن  يرحل الاسد وتجري اصلاحات معينة، لكنه تراجع بسرعة عن هذا المقترح.
  • من الغريب أن الروس رحبوا باتفاق الليبيين في ابريل 2021 على حل سياسي يضمن سيادة ليبيا واستقلالها من خلال انتخاب مجلس رئاسي مكون من 3 اشخاص يمثلون الأقاليم الليبية الثلاثة ورئيس للحكومة الوطنية المؤقتة فلماذا لا يساهمون بحل سوري عادل.
  • اذكر انني في سنة 2013 اقترحت على السيد ميخائيل بوغدانوف مقترحا بتطبيق السيناريو اليمني في سورية، وأعدت طرح الموضوع على شكل مبادرة لإنقاذ سورية عام 2018 ، وكان جوهرها ان سورية تحتاج لتغيير يخلق استقرار ويضمن مصالح روسيا المشروعة ومصالح الشعب السوري.  وفي 2020 أعدت المقترح للروس وبالرغم من أن المعطيات والظروف تغيرت ونضجت لتطبيق تلك الاتفاقية إلا أن الروس مازالوا يضعون رؤوسهم في الرمال.
  • لقد توحد جميع السوريين في المعاناة ويجب ان يفتح ذلك عيونهم على وحدة المصير والهدف وهو انقاذ سورية من الكارثة التي فرضتها عصابة الأسد مدعومة من حلفائها وفي ظل صمت وتخاذل دولي معيب أمام إبادة الشعب السوري بكافة شرائحه.
  • لقد أصبحت سورية ممزقة وموزعة بين نفوذ دول وميليشيات اجنبية ومرتزقة ومتطرفين والكل ينهش بجسم هذه البلاد بتغاضيهم عن أي مساعدة للناس او نشهد في كل مكان في سورية نهب ثروات البلد لأمراء الحرب وتجار الدم.
  • الموقف الروسي والأمريكي منعا حدوث حل سياسي وحافظا على نظام الأسد بالرغم من التصريحات والممارسات المختلفة للبلدين ولكن النتيجة واحدة وهي أن سورية أصبحت دولة فاشلة. ويتساءل الكثيرون: لماذا لم تقدم روسيا ولا أمريكا حلا سياسيا يخلق استقرارا في سورية ويخرج شعبها من الهولوكوست الذي تعيشه. وألم يحن الوقت لتتقدم موسكو بمقترح سياسي عقلاني يرضي الشعب السوري ويحافظ على مصالحها ويستقطب توافقا دوليا.
  • فالأسد لا يصدق التعامل مع الروس وبدأوا يشعرون بذلك وهذا يفسر المقالات الروسية الناقدة بقوة، التي وجهت السهام ضد الأسد فاضحة ضعفه في إدارة البلاد وأن شعبيته لا تصل الى 20%، وانتشار الفساد في عائلته ومحيطيه وفي مجمل النظام وكذلك تبجح النظام ومناداته مدعوما من إيران بالحل العسكري بالرغم من ان موسكو تردد ليلا نهارا انها تريد الحل السياسي وبالفعل لم يعد من مصلحتها فتح معارك والاصطدام مع تركيا او أمريكا.
  • لولا تدخل موسكو العسكري في 2015 لسقطت دمشق. قالها الوزير لافروف وقبله قالها حسن نصر الله والمسؤولون الإيرانيون واعترف بذلك نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف. وكل منهم يحاول تثبيت انتصاره في الحرب الظالمة ضد الشعب السوري دعما لنظام استبدادي اجرامي فاسد.
  • سرّب المحلل السياسي والمستشار في الخارجية الروسية رامي الشاعر في شباط/فبراير الماضي نص رسالة (قال إن هناك 40 رسالة بالخصوص) أرسلها بشار الاسد إلى الرئيس بوتين في عام 2013 يستنجد فيها بروسيا من امكانية توسع المعارضة وفقدان السيطرة على مساحات واسعة، رغم أن النظام- كما أدعى الأسد-  أوفى بوعوده وأتلف الاسلحة الكيماوية. ويبدو أن الكشف عن الرسالة في هذا التوقيت له دلالات عدة وتبعث رسائل مختلفة للعالم:
  • إن مصير النظام يبقى معلقا بيد روسيا التي انقذته في 2015 من السقوط وليس بيد إيران أو غيرها.
  • رسالة للنظام الذي تسربت معلومات عن اتصالات بينه وبين دول غربية وإسرائيل لإمكانية التعاون معها والتخلي عن روسيا وايران.
  • ورسالة للعالم بأن موسكو مستعدة للتفاوض على مصير الاسد شريطة توفر الصفقة المناسبة لها.
  • وتزايد عدد كتاب ومحللين روس يؤكدون أن استمرار وجود الاسد وعائلته في السلطة لن يساهم في استقرار سورية.
  • الامريكان يلعبون على هذا الوتر بالذات وهم غير مستعجلين على الحل من بداية الثورة وحتى اليوم. فهم من جهة يزيدون العقوبات على روسيا بسبب أوكرانيا وبسبب اعتقال المعارض الروسي نافالني والناشطين الآخرين، ووصل الامر الى درجة وصف بايدن لبوتين بأنه قاتل، وهذه حادثة تستحق التوقف عندها، فلها دلالاتها الكبيرة في العلاقات الدولية. وبالطبع يتزامن كل ذلك بتوتر وتصعيد غير مسبوق في العلاقات الروسية الأوروبية وخاصة حول أوكرانيا. ونرى الإدارات الامريكية والدول الأوروبية غير مكترثة بشكل رسمي بالحل في سورية وتركت الامور بيد روسيا وخاصة حتى انتهاء العمل العسكري. وهناك من يعتبر في روسيا بأن الولايات المتحدة نجحت في جرها الى المستنقع السوري.
  • من خلال متابعة المواقف الروسية في الداخل والخارج يتبين أن القيادة الروسية تسعى لاتخاذ بعض المواقف الدولية لتدعيم سياستها الداخلية، كما تستخدم القيادة الروسية بنجاح الفكرة الوطنية (القومية) الروسية والانتماء الارثوذكسي في حشد تأييد شعبي روسي لسياستها الخارجية، وتعتمد القيادة الروسية في دعم سياستها الخارجية على تأييد المؤسسات الدينية الروسية المختلفة.
  • أنطون مارداسوف، الخبير العسكري، رئيس قسم دراسات نزاعات الشرق الأوسط في معهد التنمية المبتكرة، قال: على افتراض أن الهدف هو إبقاء الأسد في السلطة، والحفاظ على المؤسسات السورية، فقد تم إنجاز هذه المهمة. ولكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن دمشق ارتكبت أخطاء كثيرة، وسيكون من المفيد بالنسبة لروسيا أن تتجنب الارتباط مع الأسد.
  • المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، صرحت في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز” البريطانية (13/4/2018): قبل نزع السلاح الكيميائي من سورية كان بشار الأسد الصديق الأفضل ليس لموسكو، لكن لواشنطن ولندن. وأن “وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري كان، إبان عضويته في مجلس الشيوخ، على علاقة ودية مع الأسد الذي قضى معظم حياته في بريطانيا،إنه رجلكم أكثر مما هو رجلنا”. 
  • موقع “لينتا.رو” الالكتروني المعروف في روسيا بتميزه عن الإعلام الرسمي، نشر مقالتين يومي 18 و24 إبريل 2020، إحداهما بعنوان “بشار الأسد يخون روسيا لصالح إيران ويقتل آلاف السوريين”، كتبهما فلاديمير كورياغين وألكسي نعوموف.
  • صحيفة “موسكوفسكي كومسومولتس” الروسية نشرت مقالة بعنوان “كمين بمسمى “الأسد”، بقلم الصحفي اندريه كاماكين (26/4/2018): قال فيها إن بشار الأسد، وإن كان حليفنا، كان ولا يزال “ابن العاهرة”.
  • كتاب روسي مهم بعنوان ” الأفق السوري” كتب مقدمته وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وكتب خاتمته وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأوصيا بقراءة الكتاب لأهميته. وهو مجموعة ابحاث ودراسات لخبراء روس، صدر عن مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا ( 2016) ، نشر في مواقع عدة، منها مراكز مقربة من الكريملين والخارجية الروسية بإشراف الباحث الروسي م. شيبوفالينكو، وهو يقع في 2004 صفحات. وكُرس للبحث في دور روسيا وقواتها المسلحة في سورية. يؤكد أن أسلحة الدمار الشامل في سورية استخدمت من “كلا الجانبين” (أي المعارضة والنظام). وهذه المعلومة تتناقض مع كل السياسة الخارجية الروسية في ملف استخدام السلاح الكيماوي في سورية.
  • رئيس تحرير صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”، كونستانتين ريمتشكوف (4/3/2018): روسيا تحمي بشار الذي يستخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه، وهي التي استخدمت هذا السلاح في بريطانيا (في إشارة إلى عملية تسميم الجاسوس الروسي المزدوج، سيرغي سكريبال). لذلك أعتقد أننا أمام لعبة دولية جيوسياسية كبيرة. يمكن لروسيا أن تسلك فيها طرقا مختلفة. يعتقد ترامب أن موسكو يمكن أن تتخلى عن إيران. إسرائيل تريد أن تصفعها وأميركا أيضا. ولكن، ماذا يمكن أن نطلب في المقابل؟ بقاء الأسد؟ هذا هو الغباء بعينه، فالأسد ليس عمنا ولا خالنا، لكي نتحمّل كل هذه العقوبات الغربية، بسبب دعم نظامه. 
  • الباحث الروسي، نيكولاي كوجانوف، عن مستجدات الموقف الروسي: “الآن، تغيرت المعطيات، وتمت إعادة بشار إلى منصبه. حيث أخذ زمام المبادرة. في الواقع، جرّنا السوريون إلى الغوطة الشرقية على مضضٍ منا. ونحن الآن في طريق مسدود”. 
  • الباحث العسكري الروسي، كيريل سيميونوف، كتب مقالتين، “من يحكم سورية؟” و”الجيش السوري تحول مليشيات”:
  • يعرّف سيميونوف كل فرد في عائلة الأسد وأقربائهم وأهم الشخصيات العسكرية والأمنية والسياسية الموالية والمحيطة بهم. ويعرض، بطريقة غير معتادة في الاعلام الروسي، وبموضوعية وصدق الوضع في سورية. ويشير إلى أن عائلة الأسد هي التي تحكم سورية، وتساعدها في ذلك شريحة من الضباط العلويين، وأنه ما دامت هناك سلطة إدارية لدى عائلة الأسد، لا يمكن إجراء إصلاحات حقيقية في سورية. ويكتب سيميونوف: زال الآن الخطر الأساسي عن النظام، بفضل تدخّل روسيا وإيران، فلولاه لسقط النظام بيد المعارضة. ويتابع: عندما نقول إن النظام كسب الحرب يجب أن ندرك أنه لم يكسب السلام. فكل المشكلات التي أدت إلى الحالة الثورية في سورية تعمقت أكثر خلال الحرب، أي أن أسباب الثورة ما زالت قائمة، بل تعمقت أكثر نتيجة التدمير والتهجير القسري والتهجير إلى خارج سورية، ونتيجة تفتيت المجتمع. ويلاحظ الخبير أن مستوى الفساد ارتفع بدرجات غير مسبوقة، وأن الأموال تجمعت في أيدي فئةٍ محدودة، خصوصا الشبيحة. ويستنتج الكاتب: إن لم تجر إصلاحات عميقة تمسّ أسس النظام السياسي، ستكون الظروف متاحة لمزيد من التصعيد والتوتر. ولذلك، من الأفضل تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 وتشكيل هيئة حكم انتقالية. ويرى أن من الأفضل تحويل البلاد إلى نظام برلماني لتقييد سلطة الرئيس. ويجب إشراك المعارضة السياسية والمسلحة في عملية التغيير، وإلا من الصعب المضي نحو الأمام في سورية. وكانت مقالة سابقة للخبير سيميونوف تناولت الوضع الذي آل إليه الجيش السوري النظامي، واستنتج أنه تحول إلى مليشيات تقتات على ما تجنيه من الحواجز. 
  • يتحدث الكاتب عن الاختلاف في المصالح الاستراتيجية، بين موسكو وطهران؛ إذ ليس من مصلحة إيران حدوث أي تقارب بين روسيا والدول الغربية. حتى إن مصالح الأسد اليوم لا تتطابق مع المصالح الروسية؛ فحلم بشار الأسد كان انتصاره في الحرب الأهلية، لكن هذا الحلم لم يتحقق. ولن يتمكن من الهيمنة على الوضع.
  • يتابع الكاتب مهما يكن شكل الحل السياسي السلمي؛ فإنه يقتضي إصلاحات سياسية تؤدي إلى إزاحة بشار الأسد عن السلطة. وكل المسألة تكمن في توقيت إزاحته، وهو يحاول إطالة عمره. وفي أحسن الأحوال، مصير الأسد هو النفي، بل حتى هذا المصير غير مضمون؛ لأن الدماء المهدورة كبيرة في سورية. باختصار: النصر غير واقعي والسلام أيضًا غير متوقع. من هنا نفهم لذلك يسعى الأسد وأنصاره لإطالة عمر الحرب، فهي الطريق الوحيد لبقائه حيًا، بالمعنى السياسي والفيزيائي.
  • لا ننكر وجود مصالح جيوسياسية واقتصادية وعسكرية لروسيا في المنطقة وخاصة في سورية- البلد الأقرب تاريخيا لها. ولكن ما حدث يثير الاستغراب من ناحية طريقة تحقيق تلك المصالح وحتى فهمها.
  • يرى خبير روسي أن أي تنازلات روسية في سورية غير ممكنة، إلا لو تضمّن ذلك تطبيع العلاقات الروسية الأمريكية بشكل إجمالي. وفي انتظار أن يتوصّل الأميركيون والروس إلى تفاهم جديد أو صفقة تتحوّل حرب شمال غربي وتتحول إلى عملية استنزاف طويلة.
  • مستشار وزير الدفاع الروسي، أندريه إيلنيتسكي أشار إلى أن واشنطن تواصل بناء “قوس مزعزع للاستقرار”، يمتد من البحر الأسود إلى البلطيق، وهناك تلعب بيلاروسيا أحد الأدوار الرئيسية. وأن مركز راند الامريكي اوصى بالتأثير على روسيا من خلال سورية واوكرانيا.
  • يتحدث بعض الخبراء الروس عن سعي واشنطن لعرقلة بيع الاسلحة الروسية من خلال الضغط على الصين والهند أكبر المشترين للسلاح الروسي. علما ان مداخيل بيع الاسلحة الروسية يشكل عشرات المليارات.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.