تصعيد مرتقب بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية

في مؤشر على تصعيد محتمل، خلال الايام القليلة القادمة نتيجة الخلاف بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تقريرها الذي اتهم طهران، بتاريخ 30 مايو/أيار، الذي اعتبر طهران “بمواصلة انتهاك التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، حيث ارتفع إجمالي اليورانيوم المخصب بمقدار 612.2 كيلوغراما، بما في ذلك 43 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاوة تصل إلى 60%، بزيادة قدرها 10 كيلوغراما تقريبًا” منذ التقرير ربع السنوي الأخير للوكالة.ووفقًا للتقرير الربع سنوي للوكالة، “فقد أخفقت إيران أيضًا في تقديم إجابات لأسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن المواقع التي حددتها الوكالة في عامي 2018 و 2019 التي كان لديها نشاط نووي داخلها”.وفي المقابل واصلت ايران سياسة الانكار والتصعيد، حيث نقلت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء المحسوبة على الجناح المتشدد عن وزارة الخارجية الإيرانية قولها: “للأسف هذا التقرير لا يعكس حقيقة المناقشات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”.وأضافت الوزارة أن “التقرير غير عادل ومتوازن، وتسببت ضغوط الصهاينة وبعض الأطراف في انتقال التقرير من المجال الفني إلى المجال السياسي ونأمل أن يتم تصحيح هذا المسار”.ربما هذه التطورات قد ترجح احتمال اصدار قرار ادانة، قد يمهد الارضية لتهديد ايران بإحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن الدولي في حال استمرت إيران في سياستها التصعيدية ورفض الاجابة عن اسئله المفتشين حول المواقع السرية الثلاث ووجود اثار يورانيوم عالية التخصيب فيها.المؤكد ان طهران تسعى لمحاولة امتلاك ورقة ضغط مضادة، ما يرجح أن تسعى واشنطن لحشد حملة ضغط دولية تشمل دول الخليج العربية وإسرائيل وربما عدد آخر من حلفاء واشنطن في شرق أوروبا وجنوبي شرق آسيا لمطالبة مجلس حكام الوكالة بإقرار إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي، مدركين خطورة استثمار ايران لملف الازمة الاوكرانية ونقص امدادات الطاقة العالمي.خلافا للموقف الأوروبي الذي دعم طرح قرار لإدانة امتناع إيران عن استثمارها لسياسة حافة الهاوية النووية ورفضها سابقا السماح بتفتيش عدد من المواقع يرجح أن يتبلور الموقفان التاليان خلال اجتماع الوكالة المقبل:

  1. موقف روسي-صيني-أوروبي معارض لإحالة ملف إيران النووي لمجلس الأمن الدولي. وسيمتلك هذا الموقف مبدئيا ٥ أصوات من إجمالي عدد أصوات أعضاء مجلس حكام الوكالة البالغ ٣٥ صوتا بسبب المزيد من الحرص على عدم التصعيد خاصة بسبب الظروف الدولية الراهنة على وقع الازمة الاوكرانية.
  2. موقف أمريكي تسعى من خلاله لحشد ما لا يقل عن 24 صوتا (أغلبية الثلثين) من أصوات أعضاء المجلس لضمان تمرير قرار يوبخ طهران من عواقب المماطلة مع التلويح بجزرة مكافاتها من خلال غض الطرف عنها لاستئناف تصدير نفطها للخارج لاسباب ودوافع عديدة من ابرزها موازنة الضغوط الروسية على اسواق الطاقة.

السيناريو المتوقع يشير الى عدم التشدد الدولي واستحالة إحالة ملف إيران لمجلس الأمن الدولي على الرغم من سياسات ايران التصعيدية،سيتحقق هذا السيناريو إذا ضمنت واشنطن تأييد 24 من أعضاء مجلس حكام الوكالة للطاقة الذرية لقرار بهذا المعنى، ويتوقع أن تدخل في مساومات مع طهران خاصة مع اقتراب ادارة بايدن من التصويت النصفي لانتخابات الكونغرس الامريكي وحرصها على عدم انعكاس تداعيات الازمة الاوكرانية على مزيد من ارتفاع اسعار الطاقة على الداخل الامريكي وبالتالي خسارة مدوية للديمقراطيين.في حال نجاحها في تمرير هذا السيناريو “المؤقت “سيمثل ورقة ضغط تدعم حجة واشنطن مستقبلا بشأن مخالفة إيران لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي واحتمال امتلاكها برنامجا نوويا سريا، وسيؤثر ذلك تأثيرا جوهريا في موقف أعضاء مجلس الأمن الدولي مستقبلا.ان تاجيل سياسة التصعيد من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ادانة ايران وإحالة ملفها النووي لمجلس الأمن الدولي سيعزز هذا السيناريو احتمالات فشل واشنطن في التعامل مع ايران بسبب الظروف والمتغيرات الدولية سيسهم في استمرار ايران نحو عسكرة برنامجها النووي والصاروخي والفضائي وبرامج الطائرات المسيرة الإيرانية.يرجح سعي واشنطن وتل ابيب لسياسة تصعيد بديلة تتضمن فرض عقوبات أحادية الجانب من جانب ادارة بايدن الى جانب استمرار إسرائيل بمسلسل عمليات الاستهداف والتخريب ضد ايران.يرجح كذلك مطالبة واشنطن دول الخليج العربية وإسرائيل بالانضمام إلى نظام دولي متعدد الأطراف لمحاولة عزل روسيا والصين، وفرض عقوبات على أي عمليات تجارية وعسكرية مع إيران، الى جانب مواصلة الترويكا الأوروبية جهودها لإطلاق مسار تفاوضي متعدد الأطراف مع إيران.تبدو فرص هذا السيناريو محدودة في ظل رفض واشنطن لخفض سقف شروطها، خاصة مع رفضها القاطع عن رفع الحرس الثوري الايراني عن قائمةالارهاب.

سوريا الأمل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.