هل باتت الصفقة الكبرى حول سورية وشيكة؟

لايشك احد ان التصعيد الكبير او حالة الاشتباك السياسي والدبلوماسي وحمى التصريحات والمناورات الحربية واستعراض العضلات الجارية حاليا بين روسيا من جهة وامريكا والناتو من جهة أخرى على الحدود الاوكرانية ستفضي الى اي نوع من انواع او اشكال الحروب مهما كانت محدودة..لان لايتصور صناع القرار في الازمة الجارية حاليا اي احتمال لحدوث حرب بين اهم القوى النووية بالعالم ..وماهي مصلحتهم بذلك…
يمكن القول ان كل طرف سيحقق اهدافه من التصعيد الاخير….
موسكو التي لاترغب الا باعادة الاعتبار لقيصرها العجوز على ان روسيا هي دولة عظمى وليست دولة إقليمية كبرى (كما وصفها الرئيس السابق باراك اوباما)..ويمكن ان يكون لها راي وقرار في النظام الامني العالمي ويمكن اخراج تسوية دبلوماسية لرغبة روسيا بابعاد قوات الناتو العسكرية عن حدودها او الاتفاق بشكل ضمني وغير معلن على عدم تمدد حلف شمالي الاطلسي شرقا..لكن المطلوب منها اما التحالف مع الغرب في صراعه البارد الان مع مشاريع الصين التوسعية العالمية او على الاقل بقاءها على الحياد في الصراع هذا….
مايمكننا البناء عليه انه باستحالة الحرب بين الفريقين لابد من التوصل لتسوية كبرى بينهما ترضي الطرفين .
ان الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي الامريكي الروسي التي انطلقت في جنيف في العاشر من كانون الثاني قد تكون رسمت ملامح التسوية الكبرى بينهما ومن ضمنها الملف السوري وهو ما يهمنا اولا واخيرا
لايمكن لنا الا متابعة الحراك الحاصل بالمشهد السوري…
فقد تكاثرت المؤتمرات والزيارات من قبل ممثلي المعارضة الرسمية الى الدوحة ..إضافة الى مؤتمرات ماتسمى الدبلوماسية الموازية التي ستجرى في استامبول وبعض العواصم الاوربية في اشارة الى نفض الغبار عن المسالة السورية
ويلاحظ الان تسارع حركة وتصريحات المبعوث الدولي بيدرسون حيث اكد بعدة مناسبات على خطته المسماة استراتيجية الخطوة مقابل خطوة بين النظام والمعارضة(وفي الحقيقة ان هذه الاستراتيجية سمعناها بعد لقاء الرئيسين بايدن وبوتين في قمتهما الاخيرة بروما) حيث تبادلا الخطوات وقف الفيتو الروسي لتمرير القرار الدولي 2585 مقابل اعفاءات من عقوبات قانون قيصر بما سمي وقتها بالانعاش المبكر او التعافي المبكر…
ايضا يؤكد المبعوث الاممي ان لاخلافات استراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص الملف السوري ..وتاكيده ان الحرب في سورية قد انتهت ..
يمكن ايضا قراءة زيارة المبعوث الرئاسي الروسي لافرنتيف الى الرياض ولقائه ولي العهد السعودي شخصيا مع مستشاره للامن الوطني ورئيس جهاز الاستخبارات السعودي وعدم حضور اي ممثل للخارجية السعودية..يدل على ان ماتم بحثه موضوع ذو اهمية عالية طرح بهذا اللقاء…وقد عرج المبعوث الروسي الى دمشق وابلغ على مايبدو رئيس النظام السوري بما تم بحثه….
ايضا لوحظ ايضا زيارة وزير الخارجية العماني الى دمشق مؤخرا (وكما هو معروف ان مسقط هي المطبخ الذي يتم به طهي التسويات وبكل سرية) ولم يصرح الوزير العماني باي تصربح فيما صدر بيان من رئاسة النظام جاف ومقتضب ومعتاد ان الطرفان تحدثا عن اهمية العلاقات العربية العربية
براي ان لا احد يمانع من القوى الدولية والاقليمية بدور محوري ورئيسي لروسيا في سورية في سبيل طرد او تحجيم النفوذ العسكري الايراني القائم حاليا ..وان اساس التسوية الكبرى والدعم الدولي والاقليمي سيتم بهذا المنحى
لذلك لا ارى انه مستبعدا ان نرى تزايد المؤشرات على نضوج تلك الصفقة وتذليل العقبات واستكمال المباحثات بتقدم الوقت ومن المرجح ان يترافق ذلك مع توصل الناتو وروسيا لتسوية ما بالملف الاوكراني..
قد تحمل الشهور القليلة القادمة تطورات مفصلية يكسر الجمود او الاستعصاء الحاصل بالمسالة السورية…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.