قمة روسيا-افريقيا الثانية 2023وسعي روسيا للعودة الى القارة الافريقية

حيثيات القمة:
حدثت متغيرات دولية كبيرة خلال السنة والنصف الماضية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي نتج عنها فرض مجموعة واسعة من العقوبات على روسيا من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية بلغت أكثر من 10 الاف عقوبة لشخص او مؤسسة.
وأصبح توجه السياسة الخارجية الروسية نحو التعاون مع دول آسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية لتعويض المقاطعة الغربية وخاصة الأوروبية منها. وليست روسيا سوى جهة واحدة من عدة جهات فاعلة رئيسية تكثف الآن جهودها لجذب النفوذ السياسي والاقتصادي في أفريقيا – إلى جانب الصين والهند وتركيا ودول الخليج وكوريا الجنوبية، وبالطبع الدول الغربية، واليابان.
وعقدت تحت نفس شعار القمة الأولى عام 2019 “من أجل السلام والأمن والتنمية”، القمة الروسية الافريقية الثانية قبل شهر من عقد قمة مجموعة دول “بريكس” التي تستضيفها جنوب أفريقيا، والتي أكدت أن الرئيس بوتين لن يحضر تلك القمة في ظل وجود مذكرة توقيف صادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية، حيث ستكون جنوب أفريقيا ملزمة نظريا بتنفيذها لكونها من موقعي نظام روما الأساسي للمحكمة، وانما سيمثل روسيا في قمة بريكس وزير الخارجية سيرغي لافروف، كما حدث في قمة العشرين في اندونيسيا.

أجواء ما قبل القمة:
صرح مسؤولون روس بأن الدول الافريقية تعرضت لضغوطات كبيرة، مثل حرمانها من مساعدات البنك الدولي، لكيلا تشارك في القمة. ومع ذلك حضر ممثلون عن 49 دولة من أصل 54، ومنهم 16 رئيس دولة افريقية و5 رؤساء وزراء في مقدمتهم: رؤساء مصر وجنوب افريقيا والسنغال ورئيس وزراء اثيوبيا ورئيس الاتحاد الافريقي.
وشهدت التحضيرات للقمة جولات دبلوماسية عديدة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث عملت روسيا على استعادة العلاقات التاريخية التي كانت في العهد السوفيتي، ولكنها انقطعت خلال فترة التسعينيات لدرجة ان عشرات السفارة الروسية أغلقت في افريقيا. واليوم توعد روسيا بفتح المزيد من السفارات وتعزيز التعاون وتقديم المساعدات للدول الافريقية وخاصة ألاف الاطنان من الحبوب مساعدة مجانية لـ 6 دول افريقية صديقة لروسيا مثل ارتيريا وبوركينا فاسو ومالي وغينيا ومصر وغيرها.
وقد أشار الوزير لافروف إلى أن الغرب يضغط على دول افريقيا لتغير مواقفها السياسية تجاه روسيا دون ان يدفع لها مقابل. بينما روسيا تتعامل مع افريقيا على أساس الشراكة واستقلال الموقف.
وقد سبق القمة عقد العامة المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي الذي شارك فيه الزعماء الافارقة والرئيس بوتين.
كما كتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل انعقاد القمة الثانية مقالة لوسائل الاعلام الافريقية تحت عنوان: “روسيا وافريقيا” وعرض وجهة نظره حول صفقة الحبوب وأسباب امتناع روسيا عن تمديدها وخاصة ان الدول الغربية لم تلتزم بتنفيذ جزء من الصفقة المتعلق بتصدير الحبوب والاسمدة الروسية. وأشار الى ان أوروبا استحوذت على الكمية الكبرى من الحبوب ولم يصل الى الدول الفقيرة الا نسبة قليلة جدا. وقال بوتين: أؤكد لكم أن بلدنا قادر على استبدال الحبوب الأوكرانية، سواء على أساس تجارى أو على أساس مجاني.
أما الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية سيرغي بالماسوف فقد اعتبر ان روسيا تحاول استثمار القمة للترويج لرؤيتها للاستعمار الغربي الجديد في أفريقيا.، ومستندة إلى الإرث السوفيتي من التعاون والمساعدات لدول افريقيا.

القمة الأولى روسيا-افريقيا 2019 في سوتشي:
عقدت القمة الأولى روسيا-أفريقيا في 2019 في مدينة سوتشي الروسية وحضرها 43 زعيما افريقيا.
وحول نتائج قمة 2019 الاولى أكد تقرير منتدى “فالداي” الدولي للحوار بمناسبة القمة الثانية 2023، بعنوان “روسيا وأفريقيا: مراجعة العلاقات”، بأنه خلال السنوات الأربع منذ قمة روسيا- افريقيا الأولى في 2019، لم يتمكن قطاع الأعمال والهيئات الحكومية الروسية من تحقيق تعاون واسع النطاق مع الدول الأفريقية. وأنه كان يمكن لقمة 2019 أن تكون نقطة انطلاق، إذ كان الأفارقة ينتظرون استثمارات روسية في كافة قطاعات الاقتصاد، ولكن “أغلبية الشركات الروسية لم تتعلم حتى الآن أساسيات العمل مع أفريقيا: أين المداخل، ومن هم الشركاء المحتملون، وما الذي تحتاج إليه الدول الأفريقية. وكذلك لم يتمكن الجانبان الروسي والافريقي من تفعيل التنسيق والتعاون السياسي.
ومن باب المقارنة فإن القمة الأمريكية الافريقية الثانية التي عقدت في ديسمبر 2022 بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، حضرها 49 زعيم افريقي وتم الإعلان فيها عن تقديم 55 مليار دولار أمريكي من الولايات المتحدة للاستثمارات في افريقيا، بينما لا تملك روسيا هذه الرفاهية للاستثمار في افريقيا باستثناء تقديم شحنات مجانية من الحبوب للدول الصديقة في افريقيا وخاصة تلك التي حدثت فيها انقلابات عسكرية بمساعدة فاغنر والتي تصوت لصالح روسيا في الأمم المتحدة.

معلومات رسمية عن العلاقات الروسية الافريقية:
التبادل التجاري بين روسيا وإفريقيا بلغ 18 مليار دولار
صادرات النفط والغاز من روسيا إلى إفريقيا زادت بمقدار 2.6 مرة
روسيا بصدد إعادة توجيه نحو 18-20 مليون طن من المنتجات البترولية إلى إفريقيا عام 2023
يوجد 60 ألف مواطن روسي في افريقيا منهم 35 ألف في مصر.
من المتوقع وصول كمية الأسمدة والمعادن لأكثر من 50% ضمن الصادرات الروسية إلى إفريقيا عام 2024.
صدرت روسيا 10 ملايين طن من الحبوب إلى افريقيا خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري
يدرس ما يقرب من 35 ألف طالب من إفريقيا في الجامعات الروسية (منهم 10 الاف يدرسون الطب).
إجمالي ديون الدول الإفريقية التي شطبتها روسيا تبلغ 23 مليار دولار، وتخصص موسكو 90 مليون دولار أخرى لهذا الغرض.
لدى روسيا اتفاقات تعاون عسكري تقني مع 40 دولة إفريقية، وهي اول دولة في تصدير السلاح الى افريقيا.
تبلغ حصة روسيا في إجمالي الناتج العالمي أقل من 2 في المائة، وحصة أفريقيا 3 في المائة، رغم أن روسيا وافريقيا مجتمعة تملكان 45 في المائة من الثروات الطبيعية في العالم.

فاغنر هي الذراع العسكري الأمني لموسكو في افريقيا
تتواجد فاغنر في أكثر من 120 دولة بالعالم ولها نشاطات امنية وعسكرية تتلخص في دعم الانقلابات في افريقيا وحماية الأنظمة الديكتاتورية بالترافق مع كسب الأموال الكبيرة من خلال استخراج المعادن الثمينة مثل الألماس والذهب كما تفعل في السودان وافريقيا الوسطى. كما تحمي فاغنر مصالح الدولة الروسية ورجال الاعمال الروس الاوليغاركيين المقربين من الكريملين في سوريا وعدة دول أخرى. ولم تكن موسكو تعترف بوجود شركة امنية خاصة باسم فاغنر، حتى جاء التمرد الأخير في 24 يونيو فاعترف بوتين بأن الدولة الروسية قدمت 2 مليار دولار دعما لفاغنر، التي يجب على مقاتليها ان يختاروا بين الانتساب للجيش الروسي او المغادرة الى بيلاروسيا او الذهاب الى منازلهم. وعن نشاط فاغنر في افريقيا صرح الوزير لافروف بأنه سيبقى كالسابق وقد تعين قيادات جديدة لفروع لفاغنر.
ويأتي تصريح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في لقائه مع الرئيس بوتين في سان بطرسبورغ منذ أيام بأن مقاتلي فاغنر يطلبون منه السماح لهم بالذهاب الى وارسو (عاصمة بولندا) كسياحة. ولهذا التصريح معنى رمزي كبير ففيه تهديد مبطن لبولندا المعادية بقوة لروسيا ومن أشد المتحمسين لدعم أوكرانيا، وهي رسالة للغرب بأن فاغنر يمكن ان تكلف بأعمال عسكرية في أوروبا.
وكان رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين قد وعد رجاله مؤخرًا، بعد نزوحه من روسيا الى بيلاروسيا عقب تمرده الأخير، بتركيز أوسع على العمليات الأفريقية. وعلى الرغم من خلافه الواضح مع بوتين، فإن هذا سيساعد بالتأكيد على توسيع قدرة الكريملين على التأثير في الأحداث الأفريقية، لا سيما في منطقة الساحل الهشة للغاية – حيث أطيح منذ أيام برئيس النيجر محمد بازوم في انقلاب عسكري، وقعت قبله انقلابات في مالي وبوركينا فاسو وغينيا، وكل ذلك يصب في إطار الصراع الجيوسياسي بين روسيا والغرب في افريقيا.
قالت المحللة في معهد إفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، تمارا أندريفا إن الانقلاب في النيجر، قد يغير العلاقة بين نيامي وباريس، على غرار ما حدث في مالي وبوركينا فاسو، ويؤدي الى تقارب مع روسيا.

تعميق النشاط المسيحي في افريقيا:
من اللافت جدا حضور بطريرك روسيا كيريل في الجلسة العامة التي تحدث فيها الرئيس بوتين. وقد تحدث البطريرك كيريل عن العلاقات بين روسيا وافريقيا في المجال الديني حيث تنتشر المسيحية في العديد من الدول الافريقية، وأن هناك تنافس بين الكنيسة الروسية والكنيسة الارثوذكسية الأوكرانية التي تدعمها الكنيسة القبطية في مصر. وهنا نشهد تقليدا قديما في الدولة الروسية وهو استخدام الكنيسة لأغراض سياسية ولتحقيق مصالح السلطة الحاكمة في روسيا منذ عهد القياصرة.

المبادرة الافريقية للسلام في اوكرانيا:
مبادرة السلام في أوكرانيا قدمتها مجموعة من الدول الافريقية بقيادة جمهورية جنوب افريقيا وبمشاركة مصر. وقد زار وفد من المجموعة الافريقية روسيا في يونيو 2023 والتقت ببوتين على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ.
أكد بوتين بأن روسيا تحترم مبادرات السلام الإفريقية بشأن أوكرانيا وتدرسها بعناية ولا ترفض مناقشة الأزمة.
لكن نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس، أستاذ المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، أندريه باكلانوف، يرى أن القمة تعمل على سبل الدفع بالعلاقات الثنائية من دون وسطاء، مشككاً من جهة أخرى في قدرة الدول الأفريقية على المساهمة الفعّالة في إنهاء الصراع الروسي الأوكراني.

أهم تصريحات الرئيس بوتين في قمة روسيا افريقيا 2023:
تقوم العلاقات الروسية الإفريقية على روابط قوية من الصداقة والمساعدة المتبادلة، والخبرة الإيجابية.
المواقف الروسية والأفريقية بشأن القضايا الدولية متقاربة جدا
تقف روسيا والدول الإفريقية معا لتشكيل نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب يقوم على مبادئ المساواة في السيادة بين الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها
اهتمام روسيا بإفريقيا يزداد بشكل ثابت وموسكو مستعدة لاستعادة وفتح مؤسسات جديدة في القارة
 روسيا تزيد إمدادات المنتجات الزراعية إلى الدول الإفريقية رغم القيود المفروضة على الصادرات الروسية.
الوضع في العديد من مناطق إفريقيا غير مستقر بسبب إرث الحقبة الاستعمارية 
بوتين يعول على أن يصبح الاتحاد الإفريقي عضوا كامل العضوية بمجموعة الـ20 في سبتمبر 2023
روسيا مستعدة خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة، لتوفير 25-50 ألف طن من الحبوب إلى بوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا مجاناً (يوجد حضور ونشاط قوي لمجموعة فاغنر في تلك الدول التي تدعم المواقف الروسية في الأمم المتحدة)
ثلث حجم التجارة بين روسيا وأفريقيا من نصيب مصر.
من المهم توسيع الرحلات الجوية المباشرة مع الدول الإفريقية
يجدر استكشاف إمكانية افتتاح مدارس في إفريقيا لدراسة المواد باللغة الروسية
روسيا ستوفر 10 مختبرات متنقلة، وستقوم بتدريب مئات الأخصائيين كجزء من برنامج مشترك مع إفريقيا لمكافحة العدوى.
إعداد نحو 30 مشروعًا للطاقة بمشاركة روسيا في 16 دولة افريقية
ستواصل روسيا تأهيل العسكريين وضباط الشرطة والأمن من الدول الإفريقية في المؤسسات التعليمية المتخصصة في روسيا.

أهم تصريحات الزعماء الأفارقة:
رئيس الاتحاد الإفريقي رئيس اتحاد جزر القمر، غزالي عثماني:
أكد عثماني بأن إفريقيا ينبغي أن تمثَّل في مجلس الأمن الدولي، معرباً عن أمله في دعم روسيا لهذه المبادرة.
يجب إصلاح النظام الدولي اليوم، وخاصة منظومة الأمم المتحدة”. وينبغي أن تمثل إفريقيا في مجلس أمن الأمم المتحدة وموسكو تدعم هذا التوجه
روسيا شريك استراتيجي لإفريقيا وتساهم بشكل كبير في تخفيف انعدام الأمن الغذائي في القارة، وتطالب إفريقيا بتسهيل نقل الحبوب الروسية والأوكرانية، وقد يكون لتعليق صفقة الحبوب بعض التأثير على تعاوننا
دعا عثماني باسم الاتحاد الإفريقي إلى التعايش السلمي بين الشعبين الشقيقين الروسي والأوكراني
وأدان عثماني بشدة التمرد في النيجر وطالب بالإفراج الفوري عن الرئيس المنتخب.
وتحدث رئيس جنوب افريقيا مخاطبا الرئيس بوتين (في اللقاء مع رؤساء الدول أعضاء مجموعة المبادرة للسلام في أوكرانيا): إننا لم نأت الى هنا من اجل الحصول على شحنات مجانية من الحبوب بل نريد إعادة صفقة الحبوب التي تعيد التصدير الى افريقيا.
الرئيس المصري: دعا للتوافق بخصوص صفقة الحبوب ولحل سريع لمشاكل الغذاء، وأكد أن الدول الإفريقية تنشد السلم والأمن وتبحث عن التنمية المستدامة التي تحقق مصالح شعوبها، ويتعين عليها أن تبقى بمنأى عن مساعي الاستقطاب في الصراعات القائمة
رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي: المجلس الرئاسي الليبي يطلب الدعم في انسحاب جميع القوات الأجنبية من أراضي البلاد، وليبيا منفتحة لاستعادة روسيا دورها السابق في التعاون مع ليبيا في المجالات الاقتصادية والعسكرية.
رئيس مالي: مالي تمكنت من تعزيز قواتها المسلحة وأمنها بمساعدة روسيا

نتائج القمة الروسية الأفريقية الثانية 2023:
تم توقيع بيان ختامي للقمة، ووثيقة سياسية عامة، وخطة عمل مشتركة للفترة من 2023-2026، ووثيقة تتناول مكافحة الإرهاب، ووثيقة عن عدم نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي، ووثيقة حول أمن المعلومات الدولي.
عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعات مع اغلب الرؤساء الأفارقة المشاركين في القمة. وكذلك عقد لقاء مع المجموعة الافريقية لمبادرة السلام في أوكرانيا. وبعد انتهاء القمة بيومين، حضر الرئيس بوتين و4 قادة أفارقة وممثلي 5 دول أخرى في يوم 30 يوليو العرض العسكري للقوات البحرية الروسية بمناسبة يوم البحرية.
لوحظ انخفاض عدد الزعماء المشاركين في القمة وقد يكون للقرار الروسي في يوم 17 يوليو بإيقاف صفقة الحبوب دورا سلبيا، بالرغم من تأكيد روسيا على تصدير الحبوب والأسمدة الى افريقيا واتهام أوكرانيا باستخدام ممر الحبوب لأغراض “إرهابية”. وفي نفس الوقت تسعى أوكرانيا لتصدير حبوبها بدون مشاركة روسيا. بينما يسعى الرئيس التركي لإقناع البلدين للعودة الى الحوار والى تمديد صفقة الحبوب.
من أولويات الدول الافريقية في علاقاتها مع روسيا الحفاظ على تصدير الحبوب الأوكرانية والروسية الى افريقيا. وذلك انعكس في مبادرة السلام في أوكرانيا التي تقدمت بها مجموعة من الدول الافريقية بما فيها مصر وجنوب افريقيا، لما للأمن الغذائي من تأثير في الاستقرار السياسي، وتخلل ذلك كلمات الزعماء الأفارقة
تعمل روسيا على استعادة علاقات التعاون في كافة المجالات مع دول افريقيا منطلقة من إرث الاتحاد السوفيتي التاريخي مع الدول الافريقية في دعمه لها من اجل الاستقلال والتحرر من الاستعمار الأوروبي، علما ان الاتحاد السوفيتي كان دولة ذات أيديولوجية شيوعية واراد نشرها في العالم، بينما الدولة الروسية الحالية تتبع سياسة براغماتية وجيوسياسية تحقق مصالح الطبقة الحاكمة قبل كل شيء.
يرى بعض الخبراء أن روسيا نجحت في السنوات الأخيرة في كسب صداقات في افريقيا، ولكن هذه العلاقات تحمل طابعا مرحليا وليس استراتيجيا بسبب محدودية الإمكانيات الاقتصادية والاستثمارية الروسية في افريقيا، وكذلك بسبب الضغوطات الكبيرة على الأنظمة في افريقيا من قبل الولايات المتحدة والغرب، وبسبب النفوذ الصيني الواسع في افريقيا.
أحد أهم مجالات التعاون بين روسيا وإفريقيا يبقى تصدير الأسلحة الروسية وتوسيع التعاون العسكري.
من اللافت دعوة ديلما روسيف رئيسة بنك بريكس (رئيسة البرازيل سابقا) لحضور القمة والحديث عن التعاون بين بنك بريكس وافريقيا، ويبدو ان الرئيس بوتين يريد الاستفادة من دور بريكس في تعميق التعاون مع افريقيا- موضوع القمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.