تصويت العار العربي

 على قرار إنشاء مؤسسة أممية والمعنية بمتابعة البحث والتقصي عن المفقودين

من المستغرب بأن اخوتنا العرب يتقصدون قهر السوريين، سواءً على الشاشات أ وفي التصريحات وعلى مواقع التواصل الإجتماعي ،ويُنصبون  أنفسهم أعداءً للسوريين فماهي الغاية التي يجنيها العرب  من هذا العداء للشعب السوري الذي عانى من القتل والتشريد والنزوح والتهجير  ، على ايدي بشار الأسد وحلفاؤه من  الميلشيات الطائفية الرديفة ، ولازال يعاني من القهر والظلم على مدى خمسون عاما على يد حافظ الأسد ومن بعده وريثه القاصر بشار .

منذ أيام وعندما طرح قرار تشكيل مؤسسة  أممية  من أجل التصويت  على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإنشاء مؤسسة مستقلة للكشف عن مصير أبناء وبنات  المفقودين والمخفيين قسرياً على الأرض السورية ، وهم بعشرات الآلاف . لتكون معنية بالبحث عن المفقودين في زنازين وسجون ومعتقلات بشار الآسد ، ١٢قامت  دولة عربية (فقط) بالإمتناع  عن التصويت . ماعدا موقف  قطر والكويت الانساني الذي تجلى بالحكمة بالإنسانية والقيم والمنطق والعقل، ‏ شكرا من القلب  قطر شكرا من القلب الكويت.

‏لقد قدمت الدول العربية وجامعتها كل ما تستطيع ، وما لديها لتأهيل بشار الأسد وعصاباته ، بتجاهل تام لجرائمه وارتكاباته . غير أن سيل الكبتاغون الوارد من دمشق والذي يصدره لهم ، لم يتوقف بالبر والبحر والجو . لأن هذا كل ما لديه ، وما يمكن أن يعطيه . والحدود الأردنية خير شاهد على ذلك .

أن الهيئة المستقلة المكلفة بمتابعة المختفين قسريا في سوريا ..والمعنية بمتابعة البحث والتقصي عن المفقودين. تم تزويدها من قبل أشخاص ومنظمات حقوقية باسماء مختفين عددهم تقريبا 100ألف شخص موثقين بالصور او الاسماء، والكثير من هذه الدول العربية التي صوتت ضد القرار ، كثير منها لهم  مفقودين ومخفيين منذ سنوات طويلة عند نظام الأسد .في الفروع الأمنية وأقبية المخابرات وخاصة بفرع فلسطين سيء السمعة والصيت.

والأمر المخزي جداً أن تمتنع الحكومة اللبنانية عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي قضى بإنشاء مؤسّسة مستقلّة من أجل جلاء مصير آلاف المفقودين في سوريا على مدى 12 عاماً من الحرب. ، و من غير المفهوم  ما هو الدافع الذي منع السلطة اللبنانية من تأييد هكذا قرار، واللافت للنظر  من ذلك  كله هو تصريح  وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، في حكومة تصريف الأعمال المسبق بأن  لبنان سيمتنع عن التصويت على مشروع قرار لإنشاء هيئة مستقلة ترعاها المنظمة الدولية مهمتها توضيح مصير المفقودين والمخفيين قسراً في سوريا”،  فهل هذا رجل وزير خارجية لبنان ام سوريا؟ وربما لإيران؟ 

وهل الحكومة اللبنانية تعي بان عائلات عشرات المعتقلين منتظرين أي خبر عنهم؟

وهل يذكر الوزير أن رفيقه (سابقاً) بطرس خوند معتقل أيضاً؟

وكل ذلك يدل على ان نظام حافظ الأسد ومن بعده بشار زرع جواسيس وعملاء له في لبنان  والحق كل الحق عندما إستشعر البطريرك  اللبناني مار نصرالله بطرس  صفير عندما نبه اللبنانيين من انصياع رجالات لبنان السياسيين لمخابرات الأسد وإذعانهم فوصفهم بالقول :    

(ما في حلفاء لسوريا بلبنان وانما عملاء!)

إن موقف الوزير لبناني يدل على أن معاليه لايريد أن تفتح أبواب جديدة على المجرم بشار وسؤاله عن مئات اللبنانيين الذين تم إخفائهم في فرع عنجر ونقلهم إلى أقبية مخابرات الاسد ومن ثم تصفيتهم وهل تناست الحكومة المعتقلين والمفقودين البنانيين في السجون السورية؟

لقد روج  الكثير من إخوتنا العرب أن الدول التي احتضنت مجرم الكيماوي أخذت تعهداً في اجتماع عمان وقمة الرياض . بعودة اللاجئين والكشف عن مصير ثمانمائة ألف معتقل . هاهي الدول الإثنتا عشرة ذاتها تمتنع عن التصويت على قرار يكشف عن مصيرهم على مرأى من العالم.  فمرة أخر لتمييز الخبيث من الطيب نقول ىشكراًمن القلب قطر شكراً  جزيلاً للكويت ، لان موقفكم سيسجله التاريخ.

أبواق  بشار الأسد من العرب والسوريين والمشاركين معه أو الموافقين معه بأفعاله الإجرامية 

ألا تريدون أن تكونوا ضامنين لتطبيق القرار 2254  أم انتم شركاء المجرم في تغييب مصير المفقودين والسكوت عن مقتل مليون سوري والتغيير الديموغرافي ، وعدم عودة المهجرين وتوطين بدلا عنهم الأفغان والشيعة الباكستانيين والعراقيين واللبنانيين.

مندوب النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ يقول إن الولايات المتحدة أوصلت ملايين السوريين إلى حالة انعدام الأمن والاستقرار وحولت جزءًا كبيرًا منهم إلى لاجئين ونازحين ، وهنا ليس دفاعاً عن امريكا ، فهل يا ترى امريكا هي من قتلت مليون سوري وهل هي من قصف السورين بالكيماوي هل هي من قصف المدن بالبراميل المتفجرة أم هل هي من امرت بارتكاب المجازر بيد حزب اللات  والميلشيات الشيعية الطائفية الحاقدة ، وهل امريكا من امرة امجد يوسف بارتكاب مجزرة التضامن  ، وهل امريكا من تعتقل نصف مليون اغلبهم لا يعرف مصيرهم.

أيهــــــــــــــــــــــا العــــــــــــــــــــــرب :

هل دماء مليون سوري سالت على أرض سوريا رخيصة عندكم  ، و هل الدماء التي تجري في عروقكم لازالت تتصف بنصرة المظلوم والشهامة والرجولة وإغاثة الملهوف   ، أليس من العار أن تعيدوا فتح سفارتكم مع من دمر المساجد على المصليين ، حرق السوريين احياء ، ومع من دفنهم احياء ، ومع من قتل أطفال ونساء الغوطة  بالكيماوي وفرشوا له السجاد الاحمر 

أما مسرحية الاعتراض على عملية حرق القرآن، عبارة عن دعاية فقط وإستعراض  لغاية في نفوسكم باتت أمر مفصوح، ‏وأيضاً كل الدول التي تقف مع روسيا كانت ضد القرار او امتنعت عن التصويت .وهي الدول التي حياة شعوبها لاتساوي عندها جناح بعوضة .

للأسف الشديد ‏الدول العربية التي امتنعت عن التصويت لصالح القرار الخاص بإيجاد آلية أممية للبحث في مصير المفقودين في سوريا، والقضية هي إنسانية بحتة ورمزية؛ هذه الدول هي نفسها  تقريباً التي أمرت، تحت شعارات إنسانية، بتقديم المساعدات إلى سلطة آل الأسد بعد الزلزال، وليس إلى المناطق الأكثر تضرراً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.