الملف السوري ينتظر جلاء الصورة في فيينا

تنتظر الملفات الساخنة والتي لايران تواجد فيها عبر ميليشياتها..ما ستتمخض عنه الجولات التي تم استئنافها في فيينا بين المجموعة الدولية وايران..اللهيب يتصاعد من كل المناطق التي تتواجد بها ميليشياتها ..ولاشك ان تستشعر الخطر المحدق بمشروعها الطائفي ..فقد خسرت ميليشياتها التي تعرف بالحشد الشعبي العراقي الانتخابات البرلمانية بنتائج مذلة كانت تجسيدا عمليا لرفض الحاضنة الشعبية (الشيعية) لممارساتها ومشاريعها وسقوط اوهام الهوية الشيعية الجامعة التي تسعى ايران لبنائها وتكريسها ضمن هلالها بعد ان حكمت تلك الميليشيات العراق متذ الغزو الامريكي للعراق..وكانت الشعارات الشعبية العراق حرة حرة وايران تطلع برة..هي الاستفتاء الشعبي الحقيقي على مشروع ولاية الفقيه الذي يراد فرضه بالقوة والارهاب في المنطقة
في سورية حيث تعتبر ميليشيا جيش النظام السوري احد الاذرع الايرانية بالمنطقة ..لاتستطيع الاقوال والحركات البهلونية التي يقوم بها النظام محاولا تجسيد شعور او نشوة الانتصار لاتجد لها صدى في الشارع في مناطق سيطرته..حيث وصلت نسب معدلات الفقر الى ال90% من مجموع السكان مع انعدام تام للخدمات الاساسية والغلاء الفاحش وانعدام كل انواع المحروقات ..وهذا يتم رصده من خلال الفضاء الافتراضي والذي يتداول به السكان همومهم والامهم ..في حين ترتفع معدلات خروج الشباب وهجرتهم الى اي مكان متوفر..وعلى مايبدو من خلال تسهيل النظام لخروجهم فانه لايرغب ببقاء العنصر الشاب في مناطقه والذي ممكن ان ينفجر باي لحظة احتجاجا على الظروف المعيشية المأساوية
ان استمرار الحالة الاقتصادية التي يمر بها النظام السوري طويلا تؤرقه كثيرا ويسعى جاهدا لارسال الاشارات للعرب والغرب ولاسرائيل ايضا انه مستعد لتغيير بوصلته الايرانية فيما اذا تم دعمه اقتصاديا وتعويمه سياسيا…
هذا ما يمكننا استنتاجه من الاتصالات العربية التي تمت مؤخرا معه..وآخرها زيارة وزير الخارجية الاماراتي الى دمشق
ميليشيا حزب الله في لبنان والتي قادت لبنان الى الحضيض تواجه اوضاعا حرجة في ظل انهيار شامل اقتصادي واجتماعي غير مسبوق اوصل البلد اليه…
كما ان فشل هجوم الحوثي باليمن على مأرب وخسارته ل27 الف قتيل في موجاته البشرية منذ حزيران الماضي دون اي انجاز ملموس على الارض واستمرار نزيف خزينة الحرس الثوري (المفلسة اصلا) في دعمه. يجعل ملالي طهران يفكرون مليا ان انجازاتهم السابقة في بناء هلالهم مهددة بالزوال سواء داخليا كما حدث بالعراق او خارجيا كما يتوقع الجميع هزيمة حوثية مدوية على يد التحالف العربي قريبا..
كل ذلك يجعل ايران مستعدة لتقديم التنازلات المطلوبة للحصول على المال المجمد بفعل العقوبات الامريكية
يتفق الجميع على عدم امتلاك الولايات المتحدة لاستراتيجية واضحة حيال سورية خاصة ..وحيال مجابهة النفوذ الايراني بالمنطقة عامة…
فقدت القضية السورية فرصة تاريخية للحل اذ ان عهد الرئيس الراحل ترامب والذي تميز بفرض اقصى العقوبات والضغوط الاقتصادية على إثر انسحابه من الاتفاق النووي ..هذه الفرصة كانت سانحة في ظل تراجع وانهيار في القوة والهيبة الايرانية ..اذ كانت الادارة تفتقر لخطة لجمع الاطراف وفرض تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة
بوصول الادارة الديمقراطية الجديدة استمرت اللامبالاة الامريكية اتجاه الملف السوري والتي تمثلت بعدم تعيبن مندوب خاص يمثل الولايات المتحدة خلفا للسفيرين جيفري وريبورن…
وانتقلت السياسة الامريكية التي كانت سائدة بالعهد الجمهوري وهي 1-الدبلوماسية..2–التهدئة..3–الردع…الى سياسة ديمقراطية تمثلت ب الدبلوماسية …التهدئة..والمساعدات الانسانية التي حلت بدل الردع..فكانت التنازلات الامريكية التي قدمت للروس واضحة عند تجديد القرار الاممي 2585 الذي يتيح دخول المساعدات الاممية عبر معبر وحيد هو باب الهوى..حيث تم ادخال بنود للتعافي المبكر واعفاءات من عقوبات قانون قيصر على بعض الانشطة والافراد ..
لم يخف الامريكان انهم لاينظرون للقضية السورية الا من خلال البعد الانساني والاغاثي ..اعقب ذلك السماح باعطاء جرعة كورتيزون منشطة للنظام وابرة مخدر للسكان بالموافقة على ماعرف بمرور الغاز الاسرائيلي عبر الانبوب المصري الى لبنان .. اعقبه مؤخرا قرارا امريكيا باعفاء المنظمات الخيربة غير الحكومية بمناطق سيطرة النظام من عقوبات قانون قيصر لانشطة معينة….
لو كان هذه التسهيلات او الدعم الانساني ستصل للانسان الفقير بمناطق النظام لما اعترض احد على ذلك ولكنها ستذهب الى شبيحة وازلام النظام ولن يصل منها شيىء للفقراء…
ان المقاربة الامريكية للقضية السورية مازالت غير مجدية وخاصة ان السياسة الامريكية تنظر الى القضية السورية بشكل منفرد وخاص والقضية اللبنانية بشكل منفرد وكذا في العراق او اليمن او الخليج….بينما تتعامل قيادة الحرس الثوري بملفات المنطقة كوحدة متكاملة بقيادة واحدة واهداف موحدة
يرى فريق ان القضية السورية ستكون على مفترق طرق ولحظة حاسمة (على اعتبار ان سورية كما لايخفى على الجميع اصبحت نقطة صراع دولية) يمكن ان يؤثر بمستقبل مآلات الاحداث السورية احد امران :
1— نظرا للظروف السيئة والكارثية التي تعاني منها ايران واذرعها اجتماعيا واقتصاديا واستعدادها لتقديم تنازلات مؤلمة للوصول لاتفاق مع واشنطن…ونظرا لعدم إغفال الرغبة الامريكية بالوصول لاتفاق جديد مع ايران يكرس لها تخفيف تواجدها بالمنطقة والتوجه لمجابهة الصين وروسيا…فان التوقيع على الاتفاق ممكن ان يؤدي لتطبيق متعثر للقرار الدولي 2254 ورفض ومراوغة النظام لذلك قد لاتجد نفعا ولن تكون صالحة كما كانت المراوغة في الماضي تؤجل الدخول باي عملية جدية للمراهنة على تغير الظروف الدولية لمصلحته…وعند اي دخول بعملية سلمية حقيقية من بدايتها سيتداعى النظام لانه لايقبل اي نوع من الانفتاح او المشاركة ولن يستطيع احد قبوله كما هو الان..ولن يجد ذلك الدعم الايراني والروسي المطلق له بالظروف الجديدة
2– اذا لم يتم التوصل لاتفاق نووي قبل نهاية العام الحالي…فان سورية والمنطقة كلها ستعود 10 سنوات للوراء وندخل في حقبة 2011 ..والصراع مفتوح على مختلف الاحتمالاتىوستخسر ايران واذرعها بالنهاية لانها لن تستطيع مواجهة الاقليم والغرب والعرب…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.