الدنيا دوارة

يفتك الجوع بمناطق النظام و يأتي القرار منذ يومين بتوقف دوائر الدولة عن العمل ويغلق كراج البولمانات في دمشق فليس ثمة ليتر من المازوت او البنزين كي تسير الباصات والسيارات العامة والخاصة. ليس ثمة كهرباء في مدن سيطرة النظام الا لساعات قليلة,  ليس ثمة برادات تعمل في الصيف او مراوح تدور , ليس ثمة مازوت في المدافئ في هذا البرد القارص و معظم رواتب النظام لم تعد تكفي لإطعام موظفيه وعائلاتهم وجبة يومية من فلافل .

 احب ان اذكر  السوريين في دمشق وحماة وحلب والساحل

يوم كانت الطائرات تمر فوقكم لتدك داريا والغوطة وريف حلب وريف دمشق وادلب وتهدم بيوتها فوق ساكنيها ,حينها  كانت تعقد مؤتمرات الأطباء والصيادلة والمهندسين في دمشق وتلك المدن وكانت تقام الندوات الاقتصادية والثقافية ويدخل مسؤولو النظام على المجتمعين لينقلوا تحيات الاب القائد ويقولوا للمجتمعين قضينا على الإرهاب ستاتيكم السعادة والرفاه قريبا

كانت الحفلات والاعراس شغالة والمطاعم مليئة ومصايف الساحل والكفرون ليس ثمة طاولة فارغة بها  الا طاولة من كان ينزل على الدبكة على وقع أغنيات على الديك وباقي الديوك بينما كنا نموت حينها والقصف كان علينا بكل سلاح حتى السلاح الكيماوي وكانت بيوتنا تعفش ولا يبقى منها شيء حتى الحديد الذي في الاسقف واشرطة الكهرباء التي في الجدران

عن ماذا أتكلم

هل احكي عن بساتين الفستق الحلبي والزيتون في مورك وخان شيخون التي رعاها من زرعها كما يرعى اولاده حتى كبرت وحان قطافها وهو يرى ثمارها  تسرق ثمارها كل عام  بينما أصحابها لا يطالوا حبة منها لأنهم نازحون الى المخيمات في الشمال.

هل احكي عن الموالون من ادلب في مناطق النظام كيف شكلوا مجلس محلي للمحافظة وجهزوا انفسهم لاستلام ادلب بعد ان يسترجعها النظام حتى لو هدمها كلها على من فيها.

هل تريدون ان اذكركم ايضا…… تفضلوا

يوم افتتح معرض دمشق الدولي جهزت نفسها الشركات السورية في مناطق النظام لإعادة اعمار مدننا والقرى  التي دمرها الأسد والروس والإيرانيين فقط لانها ثارت من اجل الحرية ليس لمن قصفوا بل طالبوا بالحرية للسوريين جميعا دون استثناء .

يوم كان الطيارون الروس بعد انتهائهم من قصف ادلب ينزلون لأسواق حماة ويشترون اغراضهم ويدخلوا المحلات ليتسوقوا والمطاعم ليأكلوا

كان الجميع يقول ما دخلني ….مالي علاقة .

لا احد يقول شو بيطلع بأيدهم

المليونين ونصف نازح من الاحرار من كافة المحافظات الموجودون في المحرر ونصفهم نازحون في خيام واكثرهم فقراء لم يخافوا على حياتهم وعلى أولادهم وعلى أراضيهم و اعمالهم يوم قالو لا للظلم قالوا نريد الكرامة

 عشر سنوات لازالوا يعيشون الموت البطيء من اجل كلمة الكرامة تلك لكنهم ابدا ………………لم يقولوا ما دخلنا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.