نظام الإجرام الأسدي يستمر في إجرامه تجاه الشعب السوري منذ اتخذ الأسد الأب بمشاركة حفنة مجرمين من بطانته المقربة في نيسان/أبريل 1980، قراره بقمع وسحق الشعب السوري حتى الإبادة والتهجير بعد أقل من شهر على الإضراب العام لمعظم المدن السورية، ومعظم النقابات المهنية والعلمية
بدأه بحصار مدن الوسط والشمال، وتوجه في حينه بمجزرة حماة الكبرى التي مضى عليها أربعون عاماً بدءاً من 2 شباط 1982 طيلة شهر كامل، التي راح ضحيتها مالا يقل عن ثلاثين ألفاً.. إنهم ليسوا مجرد أرقام إنهم الأصدقاء والزملاء والرفاق والأقرباء والناس البسطاء
ولا يغيب عن ذهني من كانت تربطني معهم وشائج قوية كالمهندس الزراعي موفق الجابي والمهندس المعماري ياسين سللورة والمحامي تايه الجمعة والطالب الجامعي خالد جلاب، والكثير من أفراد عائلتي الكبيرة ومعظم عوائل المدينة
كان عمل الإبادة الموجه لـ حماة، رسالة لكل سوريا ومن يفكر بالاحتجاج أو التمرد سيواجه المصير ذاته، وكان النظام المجرم يعد العدة لمواجهات أكبر، لم يتردد الأسد الابن بمتابعة نهج أبيه، فواجه الحراك السلمي وثورة الحرية والكرامة عام 2011 بالحديد والنار وأراد أن يجعل من درعا التي كانت مهد الثورة السورية حماة أخرى، يخمد فيها الحراك والعمل المعارض إلى عدة عقود لكن الانفجار الشعبي والانتفاضة السورية كانت أكبر، فرفع شعار الأسد أو نحرق البلد ولم يترك وسيلة إلا واستخدمها، بدءاً من البراميل المتفجرة إلى السلاح الكيماوي، بدعم كامل من حليفيه الإيراني والروسي وبتغطية أو تخاذل دولي، وكانت الكارثة الكبرى، من تمزيق ورهن سوريا ومن قتل بلغ المليون ومئات ألوف المعتقلين والمغيبين وتهجير نصف الشعب السوري ومن تبقى مازال يذبح بالجوع والحرمان وتحويل حياة البشر إلى جحيم
هذا النظام المجرم يجب أن يزاح ويقدم قادته إلى محاكم دولية ويفرج عن المعتقلين وتطبق القرارات الدولية التي انتزعتها دماء الشعب السوري، لا يجب التهاون تجاه محاولات تسويقه من جديد أو التطبيع معه، نظام الإجرام والإبادة مصيره الزوال، والأمثلة عبر التاريخ كثيرة، ولابد أن يجد الشعب السوري ونخبه المخلصة الطريق للوحدة والنهوض، لفرض إرادته بزوال نظام الإجرام والخلاص من الاحتلالات وإقامة دولة المواطنة والمساواة دولة الديمقراطية والحريات
المقال التالي