[بقلم الأستاذ خالد حربا]
كلنا يدرك أن العوامل المؤثرة في القضية السورية خلال سنوات عشر، عديدة جداً ومتشعبة. وهذا التأثير يتغير بين الإيجابي والسلبي تبعاً للزمن وتداخل القضية السورية مع غيرها من الملفات الدولية. وفي العموم نجد أن الثورة فقدت الكثير من مكتسباتها وتدنى سقف المطالب والآمال والتطلعات والأهداف وسقطت أو تكاد الكثير من الثوابت.
ورغم أن العوامل المؤثرة بالثورة السورية متنوعة بين خارجية وداخلية. والتمايز بالتأثير ضمن العوامل الخارجية من جهة وضمن العوامل الداخلية من جهة أخرى.
والسؤال لماذا دائما نوجه أصابع الاتهام للائتلاف ونحمله مسؤولية كل ما حصل ويحصل من منعكسات سلبية ساهمت بما قد يعتبر فشلاً للثورة السورية رغم وجود العديد من العوامل الداخلية والخارجية والتي لا يمكن نكرانها؟!
للجواب عن هذا السؤال بموضوعية ودون تحامل أو تحيّز أو طعن يمكننا مقاربة الموضوع بتعميمه.
- فرب الأسرة يتحمل مسؤولية الفشل بتربية أبنائه وانحرافهم
- ومدير المدرسة يتحمل مسؤولية تدني المستوى التعليمي بمدرسته
- وكذلك مدير المصنع أو المؤسسة أو الدائرة.
- وقياساً على ذلك يمكننا أن نحمّل الائتلاف كافة المسؤولية فيما حصل ويحصل للثورة السورية للأسباب التالية :
أولاً إن من تصدروا الواجهة السياسية وخصوصاً بالائتلاف اختاروا برغبة شخصية القيام بهذا الواجب وتلك المهمة ولم يجبرهم أحد وهم يدركون عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
ثانياً إن الائتلاف يُعتبر العقل المدبر للثورة والمعارضة ويفترض به ان يوجد الحلول لكل القضايا المفصلية ويسيطر سيطرة كاملة على مقدرات الثورة كافة وكل فشل بذلك يتحمل مسؤوليته.
ثالثاً تقوقعه ولفترة طويلة حول ذاته واحتكار عضوية الائتلاف ورفض ضخ دماء جديدة فيه والتخندق الفكري والفئوي داخله ومحاربة من يغرد خارج توجهاتهم لإقصائه
رابعاً الترفع والتعالي والتكبر الذي اتصف به غالبية أعضائه للظهور وكأنهم لا يخطئون مطلقاً والاتهام بالجهل وقلة المعرفة لكل من يحاول طرح أفكار قد تخدم القضية السورية.بالرغم من انطباق هذه السمة على غالبية أعضاء الائتلاف وخصوصاً عند توزيع المهام وتشكيل فرق العمل الاختصاصية
خامساً الوقوع بالفخاخ التي نصبت بكافة المجالات للإيقاع بالثورة وإفشالها.
مثل تحويل مسمى الثورة لمعارضة وتقديم ملف مكافحة الإرهاب على الملفات الأخرى. والقبول بتحويل الملفات فوق التفاوضية كملف المعتقلين لملفات تفاوضية بحجة عدم وضع شروط مسبقة.
والقبول بالتلاعب بالقرارات الدولية التي لم تحقق إلا الحد الأدنى من تطلعات الشعب السوري. والوقوع بفخ المصطلحات والمسميات المبهمة والتي يفسرها كل طرف كما يشاء
وتحويل الثورة السورية من مفهوم ثورة محقة تطالب بالحرية والكرامة والعدالة والأمان وإسقاط منظومة حكم أمني قمعي فئوي دمر سوريا.
لمفهوم قضية إنسانية وكأنها كارثة طبيعية كالنزوج واللجوء والعمل الإغاثي وووو
والأمثلة عديدة جداً بهذا السياق.
سادساً فشل الائتلاف بالحفاظ على الدعم الدولي الذي بلغ ذروته بداية الثورة
وفشله بالحفاظ على الاعتراف الشعبي به كممثل له.
ما أدى لسحب الاعتراف الشعبي به وفقدانه التأثير بالمكونات الثورية كالعسكرية والنقابية والإعلامية وعامة الشعب وخصوصاً النخب الفكرية منهم..
كل هذا وغيره جعل الائتلاف بموقف الطرف الأضعف في المعادلة السياسية إن كان مع العدو وحلفائه أو مع الأصدقاء والشركاء وحتى بتعامله مع الأطراف الرمادية.
ونتج عن هذا وذاك فشلاً ذريعاً بالملفات كافة
وفي الختام لن أقوم بتقديم أي مقترح للخروج من الحالة التي آلت إليها ثورتنا كي لا يذهب اقتراحي بمهب الريح أولاً وثانياً لأني أعتبر الائتلاف هو العقل المدبر وعليه البحث بعدة خيارات ويمضي بالخيار الأفضل
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير والنصر والتمكين لثورتنا المباركة المظفرة
مع تحيات ابن البلد الأستاذ خالد حربا ابو معاوية