عنوان الحرب الدولية القادمة “تحطيم الهلال الإيراني المنفلت” 2

[بقلم الدكتور باسل معراوي]

ظهور الارهاب الشيعي المتوحش

كان وصول ادارة الرئيس اوباما الى اتفاق نووي مع ايران (مهما كان) في ذروة الصراع مع تنظيم داعش مطلبا امريكيا..وتم الافراج عن عشرات المليارات المجمدة في الولايات المتحدة والغاء كامل العقوبات الاقتصادية بل وانفتاح غربي قوي على ايران وكانت النتيجة ان هذه المليارات ذهب جزء كبير منها الى تقوية الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الايراني ..فقد بدى المشهد قبل خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بال2018..ان الميليشيا المرتبطة بالحرس الثوري الايراني تسيطر على اربعة عواصم عربية وتتحكم بالطريق الواصل بين طهران والموانئ السورية واللبنانية على البحر الابيض المتوسط ..اضافة لسيطرتها على ميليشيا حركة حماس بغزة ومضيق باب المندب على البحر الاحمر وبالطبع على مضيق هرمز..حيث اضحت ممرات حيوية للتجارة الدولية تحت سيطرتها ..وارتكبت ايران حماقة لم يرتكبها غيرها على مر التاربخ اذ زودت الميليشيا غير النظامية المرتبطة بها اسلحة نوعية لايجوز ان تكون بحوزة غير الجيوش النظامية
يرى البعض ان الادارة الامريكية وبعد هزيمة داعش(بمعنى هزيمة الارهاب السني المنفلت) اكتشفت انها امام وحش ميليشياوي عابر للحدود لايعترف بالحدود بين الدول ويمتلك اسلحة دقيقة من صواريخ وطيران مسير واستغلت ايران فترة الاتفاق لازياد نفوذها عبر الميليشيات وتشكيل خطر محدق على المصالح الامريكية بالمنطقة وعلى الحلفاء..فكان ان خرجت من الاتفاق النووي ومارست سياسة العقوبات القصوى على ايران بهدف اضعافها وارغامها على توقيع اتفاق نووي جديد يتضمن بحث النشاط الصاروخي عبر البرنامج البالستي الايران واضيف له ملف الطيران المسير بالاضافة الى مناقشة النشاط المزعزع للاستقرار او التمدد الاقليمي لتهديد دول الجوار ..
وماتسرب عن تعثر مفاوضات العودة للاتفاق النووي ان كل المسائل الفنية قد تم الوصول الى اتفاق بشأنها ولم يتبقى الا الملفان الصاروخي والاقليمي وهو ماتصر واشنطن على ربطهما بالاتفاق النووي وترفض ايران ذلك بشدة ..هذا الخلاف ينذر بعدم عقد جولة سادسة ومواجهة كافة الاحتمالات التي تترتب على ذلك

كيف تحول الارهاب الشيعي المنضبط الى منفلت؟

كان من اهم نتائج الخروج من الاتفاق النووي ومحاولة ايران ارغام الولايات المتحدة على العودة اليه هو تهديد المصالح الامريكية ومصالحىالحلفاء بشكل لم يكن بالمتوقع..ويمكننا رصد الحوادث المهمة مثل ..اقدام ايران على استهداف وتدمير منشآت آرامكو في السعودية بايلول 2019 واستهداف جماعة الحوثي للمملكة بشكل دوري لمختلف المنشآت المدنية وتهديد الملاحة البحرية التجارية بالخليج العربي سواء باستهداف الناقلات او خطفها..واخرها كان استهداف الناقلة الاسرائيلية وقتل وجرح عدد من بحارتها وقرصنة سفن امام ميناء الفجيرة الاماراتي وقبل الدخول لمضيق هرمز..هذه الحوادث تم رغعها لمجلس الامن ..ويرى البعض ان استهداف حركة حماس لاسرائيل بحرب غزة الاخيرة ب9 ايار الماضي بالف صاروخ هو ارهاب شيعي منفلت ..ومن شهر حزيران الماضي لغتية الان تم شن عشرة ضربات ايرانية على القواعد الامريكية في سورية والعراق سبعة منها في قاعدة مطار اربيل وباستهداف مباشر للقوات الامريكية..
ويمكننا رصد مؤشرات التحالفات الدولية لمحاربة الارهاب الشيعي عبر مؤتمران على غاية من الاهمية احدهما اخذ صبغة دولية والاخر بنكهة اقليمية…
مؤتمر روما بالصيف الماضي كان مؤتمر قمة لوزراء الخارجية برئاسة وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن تحت مسمى التحالف الدولي لمكافحة الارهاب وحضره العديد من الدول باستثناء ايران وروسيا..
والمؤتمر الثاني الذي عقد ببغداد ب28 آب الماضي تحت مسمى مؤتمر الشراكة والتعاون وحضرته 9 دول من دول جوار العراق اضافة لفرنسا ..وحضرت ايران بشكل منفرد واستثني محورها من الحضور عبر منع مشاركة النظام السوري والدولة اللبنانية التي يتحكم بها حزب الله…وكان كل ما تم استنتاجه من المؤتمر ان ايران بواد ودول الاقليم بواد آخر…
لابد للنظام الدولي بالتعاون مع دول الاقليم من مجابهة المحور الشيعي المتفلت والذي اكد ذلك هو وصول ابراهيم رئيسي الى راس السلطة التنفيذية بايران وهو بالوقت نفسه مرشح المرشد والحرس الثوري وبعد توقيع اتفاق الشراكة بين ايران والصين..توحي كل تلك المؤشرات ان عنوان الحرب الدولية المقبلة هي الحرب على الارهاب الشيعي المنفلت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.