عنوان الحرب الدولية القادمة “تحطيم الهلال الإيراني المنفلت”

[بقلم الدكتور باسل معراوي]

كانت ذروة الصدام بين الجهاد السني العالمي والولايات المتحدة باعتبارها قائدة وحيدة للنظام الدولي الجديد كان تفجيرات الحادي عشر من ايلول 2001..واستحق ان يطلق عليه الجهاد السني المنفلت يقابله جهاد شيعي منضبط تقوده ايران ويمكن التحكم به من مراكز معروفة وهو يمثل بشكل او بآخر ارهاب الدولة…

كان من نتيجة الهجمات على الولايات المتحدة غزو افغانستان واسقاط حكم طالبان ومطاردة تنظيم القاعدة الذي تبنى تلك العمليات ..كان واضحا ان الانتقام الامريكي لضرب رموز السطوة الامريكية على العالم تجاريا وعسكريا باستهداف برجي التجارة العالمية والبنتاغون لن يتوقف عند حدود افغانستان .بل سيتوجه الى تدمير مكان محتمل آخر ممكن ان يهدد الولايات المتحدة بعقر دارها ..وكانت كل المؤشرات تدل على ان العراق هو المكان المحتمل لاحتضان كل تلك الجماعات السنية الجهادية ..حيث كان نظام الرئيس صدام حسين يعاني من عقوبات اقتصادية شديدة اعقبت هزيمة قواته الساحقة بالكويت والتي اعقبها استسلام كامل بما عرف بشروط خيمة صفوان(وقد صنف البعض غزو النظام العراقي للكويت وضمها اليه بانه تطرف سني منفلت) اتجهت كل الانظار للعراق باعتبارها الهدف الثاني للولايات المتحدة كحرب استباقية وقائية ضرورية جدا للحفاظ على الامن القومي الامريكي…وبدأ تهيئة المسرح العراقي عبر اتهامات استحواذ العراق لاسلحة الدمار الشامل ..وصلات بالتنظيمات الارهابية الى اخر الفيلم الهوليودي الذي كان قمة الاثارة به عرض كولن باول وزير الخارجية الامريكي باجتماع لمجلس الامن منقول على الشاشات لقطعة معدنية قال انها الدليل الصارخ على امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل(رغم نفي كل تقارير لجان المفتشين الاممية لذلك الاحتمال).

كان قرار غزو العراق قد اتخذ على اعلى المستويات للاسباب التي ذكرتها سابقا وكان يجري البحث عن الذرائع..وتم الغزو.
قام الجهاد السني المنفلت باعطاء ذريعة للجهاد الشيعي المنضبط بالقيام بتفجيرات سامراء التي اعقبها حرب مذهبية طالت كل المجتمع العربي السني وليس من قام بالعملية بالذات وكانت الحجج اما بعثي صدامي او قاعدي..وتم ارتكاب مجازر على الهوية بحق العرب السنة واجتثاثهم من ارضهم..حيث بدت ملامح تنسيق امريكي مع العشائر العراقية السنية لحرب تنظيم القاعدة وحققت نجاحات كبيرة وعرف ذلك التحالف بالصحوات..وكان الخط الاحمر الايراني عدم تحالف العرب السنة مع الامريكان تحت اي عنوان وتم اجهاض ذلك بالحرب المذهبية التي اعقبت تفجير المرقدين بسامراء

حصل بعدها الانسحاب الامريكي من العراق بال2011 ثم تفجر الربيع العربي والذي اعقبه فوضى وعدم استقرار وبات واضحا ان من سيفطف ثماره ببعض الدول هو حركات الاسلام السياسي السنية وفعلا وصلت للحكم بعدد من الدول…

كانت ادارة الرئيس اوباما مضطرة مضطرة للعودة مرة ثانية الى المنطقة بشكل مباشر على إثر ظهور تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وسيطرته عل ثلثي مساحة سورية ونصف العراق خلال فترة قصيرة جدا وانهيار الجيش العراقي بالموصل امامه بشكل لازال يطرح كثير من الاسئلة بان موضوعا مدبرا قد يكون قد احيك بليل…ولم يكن صعبا على التظيم (بعد اعلان البغدادي للخلافة في جامع النوري بالموصل بصيف 2014) لم يكن صعبا عليه في سورية اجتياح المناطق المتاخمة للعراق والوصول لحدود محافظة حلب ..وكانت نقطة التحول الكبرى وصوله الى عين العرب (كوباني) ..عندها تم تشكيل تحالف راغبين من اكثر من 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة تحت اسم حلف مكافحة الارهاب (والمقصود ضمنا الارهاب السني .ولازال الحلف قائما)..ومثل محاربة التنظيم ذروة الصدام العالمي مع الارهاب السني المنفلت

لم يكن غريبا مشاهدة قاسم سليماني (قائد فيلق القدس) وهو يقود المعارك الارضية في سورية والعراق ضد داعش تحت حماية جوية دولية وامريكية خاصة ..وكانت الاسلحة الامريكية التي تصل للجيش العراقي سرعان ماتشاهد مع افراد الحشد الشعبي( الذي تم تشكيله للتصدي لتنظيم داعش)…وهو الامر الذي لم يحدث سابقا اذ ان قوانين بيع السلاح الامريكية تشدد بل وتحظر انتقالها للميليشيات او اعطائها لغير الجهة التي تسلمتها..بل فوجئ الجميع بذروة العقوبات الامريكية على ايران بعهد الرئيس السابق ترامب وبعد اعلان انتصاره على تنظيم داعش بعد معارك الباغوث باواخر 2017 ان الرئيس طلب من الكونغرس ايقاق التمويل المالي لبعض فصائل الحشد الولائية الذي كانت تدفعه الولايات المتحدة….

3 تعليقات
  1. محمد سيسونو يقول

    أمريكا فجرت الأبراج بنفسها ولم يكن هناك طائرات أو إرهابيين.
    فكيف تحلل الوضع الآن؟

    1. محمد سيسونو يقول

      تكفي فكرة واحدة لإثبات أن الأبراج فُجِّرَت من الغراوند زيرو، وهي، أن الطائرات لا يمكنها اختراق الأبراج بهذه الطريقة وكأنها تخترق اللبن، كان على الطائرات الاصطدام بالجدران الفولاذية والارتداد والسقوط أمام البناء. ولكن الطائرات لم يرتد منها ولا برغي واحد وإخترقت الجدران الفولاذية وكأنها من الخشب حتى أننا نرى في إحدى الفيديوهات كيف ظهرت مقدمة الطائرة من الطرف الآخر من البناء، هذا يسمى السحر التصويري.

  2. محمد سيسونو يقول

    المشروع هو أرض الميعاد، ولا يمكن تحقيقه إلا بحرب فناء، هذا يعني أن أي حركة سلام في العالم ستعرقله، لذلك يجب ضرب السلام في كل مكان لتشريع الحروب، وهذا هو ما كان كل الوقت يحصل، ضخ السلاح بكل الأساليب في دول أرض الميعاد، وفي كل مكان عمليات إرهابية، صنع كتل قوية لتقتل الكتل الضعيفة وفي النهاية يأتي الغرب بتشريع هيئة الأمم لضرب الكتل القوية الإجرامية وتفريغ أرض الميعاد.
    وخلصت الحكاية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.