الشمال السوري المحرر…بين الواقع والطموح

[بقلم د.باسل معراوي]

ساتناول بحلقات الواقع الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والصحي والثقافي والامال والطموح ومعاجة مخلفات الحرب خلال عدة حلقات

يطلق الشمال السوري المحرر على الشريط الشمالي الغربي المحاذي للحدود التركية وهو المنطقة التي انكفأت اليها الفصائل الثورية وجمهور الثورة عموما والتي تشكل 12% من مساحة الدولة السورية بعدد سكان يقارب الخمسة ملايين نسمة…وتتالف هذه المنطقة من راس العين شرقا الى جسرالشغور غربا(بانقطاع جغرافي يمتد بشريط حوالي 100 كم من غرب تل ابيض الى جرابلس…ويضم الشمال الغربي اجزاء من محافظات الحسكة والرقة وحلب وادلب وحماة واللاذقية…

وبات دارجا تسميتها وفق العمليات العسكرية التي حررها الجيش السوري الحر بدعم من الجيش التركي او حافظ على ماتحرر منها مثل نبع السلام..درع الفرات ..غصن الزيتون ..وادلب او مايسمى درع الربيع…

تحققت تهدئة نسبية على طول خطوط وقف اطلاق النار مع قوات النظام السوري وقوات مايسمى مجلس قوات سورية الدبمقراطية المعروفة اختصارا بقسد والتي ييبطر حزب الاتحاد الديمقراطي byd على قيادتها ورسم سياساتها..

استمر الهدوء على الجبهات بشكل نسبي دون الوصول لوقف اطلاق نار بعد منذ نهاية المعارك الكبرى والتي ادت لسيطرة قوات النظام وحلفائها على احزاء واسعة من ارياف حلب وادلب

المناطق المحررة الثلاثة باستثناء ادلب.تخضع لسيطرة الائئتلاف السوري المعارض وادارة ذراعه المدني المسمى بالحكومة المؤقتة وتتواجد بها قوات الجيش السوري الحر التي اخذت تسمية الجيش الوطني

يمتاز الشمالي الغربي دونما بقية المناطق السورية (منطقة سيطرة قوات النظام ومنطقة الجزيرة السورية التي تسيطر عليها قسد) بانها المنطقة الوحيدة التي افرزتها الحرب ولايوجد فيها تجنيد اجباري..حيث ان القوات العسكرية فيها (الجيش الوطني)..هي قوات تنضم لها طوعيا…

هذا الامر يجعلها مقصدا للهاربين من المنطقتين (الاسدية والقسدية) الشباب الهارب من تجنيد اجباري وحمل بندقية ومواجهة ابناء بلده او تنظيمات داعش او غيرها… اذ يتدفق الشباب عبر المهربين الى منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون(بسبب اغلاق المعابر النظامية) بشكل يومي بعد دفع مبالغ طائلة (قد يضطر اهالي الشباب لبيع منازلهم او ممتلكاتهم) لتامين اولادهم المطلوبين للخدمة الاجبارية او الذين انهوا دراستهم الجامعية .طمعا بالامان والتهرب من الجندية وعلى امل بناء مستقبل ما بالمنطقة ان كان بوظيفة او عمل خاص او العبور الى تركيا(تهريب ايضا) على امل العمل او الانضمام للاسرة او محاولة الوصول لاوربه على امل الحصول على فرصة لحوء باحدى الدول الاوربية

تنتشر في المنطقة مجموعة مخيمات تقدر بالمئات منها مؤسس من بداية الثورة وعمليات القمع العنيف التي ادت لفرار ملايبن المواطنين بحثا عن الامان..وجزء اخر عشوائي يقام على عجل لاستيعاب اعداد من المهجربن عقب كل جولة صراع…
بدأنا نلاحظ حديثا الاهتمام ة

اكثر بالبنية التحتية من تعبيد للطرق..وزيادة حفر الابار والاهتمام بتبديل تدريجي للخيام القماشية المهترئة والكرافانات بخيم حجرية حديثة تتالف من غرفتين ومنافع خاصة لكل مسكن..مع انشاء شبكات صرف صحي وتنظيم المخيمات من الناحية الادارية التنظيمية والمرافق العامة من مدارس ومسجد ومايشبه الحديقة للهو الاطفال الخ. ويجري العمل على تزويد المخيمات بالكهرباء وتوزيع ضمن خطط لالواح طاقة شمسية..وتوسيع شبكة المراكز الطببة الصحية وانتشار الدفاع المدني بحيث يتم تغطية متوازنة
تقوم بكل هذه الاعباء منظمات سورية وعربية ودولية باشراف منظمة افاز التركية .

يعزي البعض سبب الاهتمام المتأخر بالاهتمام وتحسين ظروف العيش للنازحين على امل تحول تلك المخبمات لتجمعات سكتية دائمة ..حيث بعد حدوث اي حل او تسوية ما (ونامل ذلك باقرب وقت)..بعدم تمكن بعض القاطنين بتلك المخيمات من العودة لقراهم وبلداتهم ..بسبب مشاركة جزء مهم او اولادهم بالثورة السورية وخشية حدوث انتقامات عائلية او عشائرية او ريما طائفية في حال عودتهم…

لذلك من ابسط حقوقهم تأمين اماكن تؤمن الحد الادنى من متطلبات الحياة الانسانية الكربمة.

وسبقى الشمال السوري المحرر موئلا ومقصدا للترحيل القسري الذي يقوم به النظام اذا ان باليومين الماضيين وصلت عائلات من ريف القنيطرة للمنطقة …

وفي الجزء التالي ساتناول الوضع الاقتصادي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.