سائس العقول

[بقلم القاضي محمد نور حميدي]

ان هذا الزمن هو زمن سائسي العقول الذين يحاولون طرح افكار وتوجهات لا تتطابق مع الحقائق الموجودة على ارض الواقع
يسعون الى تضليل الراي العام وتطويعه تحقيقا لاهدافهم ومن اكثر وسائل التضليل اهمية وخطورة بالرغم من تنوعها هي
اجهزة الاعلام والمعلومات التي تمثل الوسيلة الاساسية الاكثر خطورة فامتلاك وسائل الاعلام والسيطرة عليها شانه شان
اشكال الملكية الاخرى ومتاحة لمن يملكون راس المال والسلطة والنتيجة الحتمية لذلك ان تصبح محطات الاذاعة وشبكات
التلفاز والمجلات وغيرها فهي تشكل بمجملها الجهاز الاعلامي الذي يطلع بدور فعال وحاسم في عملية التضليل وتغييب الوعي
وتوجيه العقول والمفاهيم الانسانية بما يخدم مشروع ومخططات الجهة التي تسيطر عليه.

يتجلى بشكل واضح الدور الاعلامي التي تلعبه الاجهزة الاعلامية التابعة للنظام كقناة سما والاخبارية السورية وغيرها من خلال تحريف الواقع وتضليل الراي العام والفبركات الاعلامية بحيث تصور للمشاهد لتلك الاجهزة الاعلامية بان سوريا التي نعيشها اليوم لا تشبه سوريا على ارض الواقع حيث تقوم اجهزة النظام باجراء لقاءات مع اشخاص سبق لها ان لقنتهم ما يقولون اضافة الى تصوير حلقات تلفزيونية لاشخاصمن جسم النظام لتصوير الواقع على خلاف ما هو عليه الان حتى يخيل للمتتبع لتلك القنوات بان الحقيقة فيما يصورون ويقولون فمثلا في معركة داريا ومنذ اليوم الاول اظهرت تلك الاجهزة سيطرة الدولة على تلك المدينة الصامدة بشعبها وثوارها كما صورتاجهزة الاعلام بان الطاغية بشار قد ادى صلاة هذا العيد في حين ان الصورة تعود الى عيد سابق وقد قام الاعلام المضاد بفضحتلك الاكاذيب والفبركات الاعلامية ووضع المشاهد امام حقيقة ما يجري من احداث لذا يتوجب على الناس كافة عدم الانجرار وراءالاكاذيب التي يطلقها اعلام النظام لان المعركة الان لا تقتصر على السلاح فالحرب الاعلامية اشد خطورة وضراوة من الحرب التي تديرها الطائرات والمدافع لان كل معركة لها طبيعتها فطرابلس في ليبيا وبغداد في العراق قد سقطت اعلاميا قبل ان تسقط عسكريا وبالمحصلة مهما فعل النظام وحرف الحقائق وما يجري على الارض فان شعبنا قد وعى تلك الاكاذيب ولم يعد ما يقدمه الاعلام السوري من مواد محط تقبل او تصديق لذا يجب علينا ان نكون حذرين وان لا نقع في مصيدة هذا النظام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.