أهمية وجود البعد العربي بالهويات الوطنية لدول المشرق العربي وسورية خاصة

[بقلم د.باسل معراوي]

نظرا لاهمية الموضوع في الظروف الحالية التي تمر بها سورية..ساقسم الحديث الى جزئين..الجزء الاول يجلي ويوضح بشكل مختصر معنى الهوية وفي الجزء الثاني كيف تشكلت الهوية الوطنية السورية ودواعي الخروج من مأزق التشظي الهوياتي وبروز هويات فرعية واهمية ذلك في بلدان المشرق العربي التي تتشابه مع سورية في كثير من الخصائص…

الهوية(بضم الهاء)كلمة ماخوذة من هو وتعني السمات والخصائص المميزة للفرد أوالجماعة.

بذلك تكون الهوية الوطتية هي مجموعة من الخصائص التي تتشكل عبر التاريخ لجماعة بشرية بحيث تصبح شعبا واحد ومن الممكن ان يكون المجتمع(المكون لهذا الشعب) متعدد الخصائص والقوميات والاديان واللغات والثقافات …

لذلك غالبا ما ترتبط الهويات الوطنية بمكونات المجتمع ومعتقداته وقيمه وعاداته وتقاليده ولغته بحيث تتشكل تلك الهوية عبر تاريخ ليس قصيرا من التفاعل بين هذه العناصر التي يحملها المجتمع الساكن ضمن ارض محددة.

تتميز الهويات الوطنية بانها دينامية متحركة وليست ثابتة..اذا ممكن ان تتطور بفعل عوامل ذاتية او خارجية عبر صيرورة تاريخية.. عمد محاولة فهمها احيانا لانصل الى اجابات محددة بل الى طرح مزيد من الاسئلة..

كما اشرنا لايوجد اجماع عام على موضوع الهوية..انما يمكن تفكيك عناصرها وعقلنتها…

كثيرا ما شكلت الهوية الوطنية عامل وحدة وقوة للجماعة بتمييز تفسها عن غيرها وانضواء مجتمعات متعددة ضمن هوية شعب كبير..وبالمقابل كثيرا من الحروب والصراعات اندلعت بين الشعوب على اساس هوياتي…

وتتميز الهويات بتبلورها بالحالات المضطربة والمخاضات العسيرة وليس في المجتمعات الهادئة او الساكنة.

ويوجد امثلة تاريخية على نجاح تجارب مهمة بنجاح الدولة الوطنية بتشكيل الدولة الامة والهوية الوطنية الجامعة.وغالبا لايتم ذلك بطريقة سلسة هادئة.بل عبر صراعات دموية.على سببل المثال مر تشكل الدولة الامة والهوية الفرنسية بصراع دموي لفرضها عبر الالغاء او الاقصاء احيانا.حيث كانت في الدولة الفرنسية ثمانية لغات يتكلم بها الشعب وتم اعتماد لغة سكان باريس والغاء الباقي ولم بتم الاعتراف بوجود القوميات الاخرى ضمن حدود الدولة كالباسك او الكوسيكيين او الكتلان…اذا يجرم من يتكلم او يكتب باللغة الكاتولينية ..حيث قدم الاباء المؤسسون للجمهورية مشروعهم المتضمن لغة فرنسية واحدة…انتماء واحد..دولة مواطنة واحدة وعلى الجميع الانصهار في هذا المشروع وعدم التمايز عنه.

بينما كان النموذج في جارتها المملكة الاسبانية يقبل بالتعايش اذ ضمن الهوية الاسبانية تم الاعتراف بالهوية الكاتالونية بحيث الزائر لبرشلونة يرى الكتابات بكلتا اللغتان الاسبانية والمحلية لاضير في ذلك.

وحديثا طرح موضوع البريكهست وخروج بريطانية من الاتحاد الاوربي واستعادتها سيادتها الوطنية وعملتهاالرئيسية (الجنيه الاسترليني)..مع اصوات اوربية يمينية غالبا بعدم المساس برموز الهويات الوطنية (من عملات واعلام وسبادة)..طرحت مزيدا من الاسئلة تتنظر اجابات بالمستقبل

ويمكن ان نعدد هنا اهم عناصر تشكل الهوية الوطنية لشعب ما:

1-‘الموقع الجغرافي..اذ ان من يشتركون بهوية وطنية يجب ان يكونوا يقيمون ضمن حدود جغرافية محددة..كجدود الدول الوطنية المعترف بها.
2–التاريخ….وهو التاريخ المشترك الذي يربط من يشتركون في الهوية الوطنية الواحدة بمعنى الاحداث التي مر بها اسلافهم بصفتهم الجماعية على هذه الارص.
3–الافتصاد..حيث ان من يشتركون بالهوية الوطنية الواحدة يجب ان يربطهم رباط اقتصادي ومالي واحد(والعملة الوطتية من اهم ركائزه)
4–العلم الوطني….وهو الرمز اامعنوي الذي يجمع كل ابناء الشعب الواحد .وهو شيئ مادي ملموس له رسم وشكل محدد بالوان محددة حيث يرمز الى قيمة معنوية هامة وهي الهوية والانتماء لهذا الوطن.
5–النشيد الوطني…حيث غالبا ما يشكل اثرا معنويا هائلا عند ترديده او في الاخطار او المنلسبات الوطنية.
6- الحقوق المشتركة…يتمتع ابناء الهوية الواحدة بالحقوق ذاتها.(كحق التعليم والاعتقاد..وحق التعبير عن الراي وكامل الحقوق المدنية..الخ).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.