أيمن جابر والحجز على أمواله

[بقلم د. محمد حاج بكري]

المقال يتعلق فقط بعلاقة أيمن جابر ببشار الأسد

يعتبر قرار الحجز الذي صدر عن وزارة المالية بحكومة نظام الأسد ، على أموال أيمن جابر وزوجته، تصفية وجودية  لرجلٍ بات يشكل خطرا متعدد الصفات من النواحي العائلية والاجتماعية والإقتصادية على مستوى سوريا بشكل عام وفي الساحل السوري بشكل خاص بالرغم من كل الإخلاص والتفاني في خدمة آل الأسد.

أراده بشار الأسد طبعًا برغبة أسماء الأخرس سيدة المال والطمع في لقمة عيش السوريين  أن يكون عبرةً لكل من يرفع رأسه من الموالين وأن لا أحد منهم، يستطيع أن يتخطاه أو يحلم بمنافسته . وكي تكون إزاحته من توزعات مراكز القوى داخل بنية النظام، صمام أمان جديد، لاستمرار حكم آل الأسد، من وجهة نظر رأس النظام وشقيقه.

يبدو أن شماعة فساد المقربين العصا السحرية التي يستغلها ال الأسد والأخرس للإستحواذ على الأموال وخاصة وزارة المالية ومديرية الجمارك وكأن هؤلاء التجار لم يكونوا برعايتهم وحمايتهم والضاربين بسيفهم.

مهما منح ال الأسد للمقربين منه  من دعم و منح ومراتب وجاه وسلطان وسلطات ، وتأييد وإسناد وتسهيل معاملات  ومهما وفر لهم من إمكانيات وأوجه دعم متعددة الأشكال والأوجه ، فإن كل ذلك لن يغير من قناعاته ومسلماته التي لا شك فيها ولا جدل والتي يؤمن بها بأن هؤلاء عبارة عن مجرد مستأجرين يتم استخدامهم لتنفيذ أجندته وأهدافه التي هي عبارة عن أجندة وأهداف محدودة مختزلة ومستوحاة من أجندة وأهداف أسيادهم الكبرى والأشمل والأكثر خطورة ، وأن مهمتهم محدودة ومزمنة بانتهاء المهام والمسؤوليات المنوطة بهم والأدوار الموكلة إليهم ، وما إن تنتهي يتحول هؤلاء إلى كروت محروقة ومستهلكة وفضلات لا مقام لمن سلم منهم من القتل غير مزبلة التاريخ ودهاليز المنفى يتسكعون على أبواب السفارات الأوربية بحثا عن اللجوء المهين والمذل بعد أن كان من الممكن لهم أن يعيشوا  أعزاء كرماء في وطنهم وفي أوساط شعبهم.

لذا من السخف أن يتوقع المقربون جدا من الأسد وعائلته بأنهم من في مأمن وراحة مهما قدموا من فروض الطاعة وأن يحلموا بالبقاء بالقرب منهم وديمومة الدعم الذي يمنح لهم خلال  فترة عملهم وخلال تنفيذهم المهام المكلفون بها والمطلوب تنفيذها إلى ما بعد انتهاء المهمة فكل شيء لدى آل الأسد بحسابه ، بمعنى أن الدعم على قدر الطاعة والأدوار والمهام التي يلعبها في هذا الجانب ومع ذلك يظل الدعم مؤقتا، وإذا ما رأى الأسد بأن مرتزقته أو بعضهم لم يعد محتاجا إليهم  أو لاحظ بوادر قوة ولو بسيطة جدا يبادر إلى الخلاص منهم وعدم تحمل أي تعهدات أو التزامات مستقبلية تجاههم ودائما ما يكون الحديث هنا مبررا بالفساد وإستغلال الدولة ومؤسساتها .

بالمختصر المفيد لحاشية الأسد بالمطلق نهاية محتومة لا بد منها ، وهي نهاية بشعة ومستقبحة لا يقبلها أي إنسان حر شريف لنفسه على الإطلاق ، من تصفية على يد أسيادهم فليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الأسد حاشيته ولكم في اصف شوكت ورستم الغزالي وجامع جامع وال مخلوف وغيرهم الكثير ولامجال لذكره الان ، ومع ذلك لم يكونوا درسا لغيرهم ومازال البعض يتجاهل حقيقة هذه العائلة  من أجل المصالح المادية والشخصية وطاعة للشيطان المتمثل بنظام الفاسد الذي  أصبح من الماضي وأنه من الاموات الاحياء

وأنا أعتقد جازما بأن من يصعد مركب النظام، فإنه سيغرق بالتأكيد، فقد فات أوان حياته، فلماذا يقبل البعض، ومن حيث يشعر او لا يشعر، أن يتحول الى طوق نجاة للديكتاتور في لحظات عمره الاخيرة؟

ليدع الجميع الديكتاتور يلقى مصيره لوحده، وليستفد الجميع من تجارب الماضي، الذاتية منها تحديدا، حتى لا يتحول الى حمار يمتطيه الديكتاتور لينحني أمام العاصفة.

لقد قيل قديما أن كل شيء في أوانه جميل، فلو أن نظام الأسد الفاسد تنبه الى أخطائه في الوقت المناسب لما انجرت بلدنا الى الفوضى والاحتلال والى الحروب العبثية

ويقولون أن النمور أسرع الحيوانات في الجري، سواء كان جريها هروبا أو وراء فريسة لكن ما يحدث الان ومنذ عدة سنوات اثبت أن كائنات اخرى أصبحت أسرع من تلك النمور في الهروب وبالذات إذا ما كانت تحمل غنائمها أو فريستها وهي تهرب، هذه الكائنات يطلق عليها الطغاة ويوما قريب سترون بشار الأسد أسرع من النمر.

إقرأ أيضاً: خيانة بشار الاسد لرامي مخلوف

د محمد حاج بكري 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.