هل ينته التكلس الذي أصاب المسألة السورية؟!

كان باديا ان التكلس (إن لم نقل التعفن) الذي أصاب المفاصل المحركة لحل المسألة السورية قد يكون عصيا على المعالجات العرضية او المسكنات التي بتم ضخها دوليا لادارة (او إطالة) عمر الازمة…بعض هذه المسكنات محلية كالكلام عن إصلاحات هيكلية في جسم الائئتلاف المعارض والاقلاع عن عملية تبديل الطرابيش الممجوجة..وقد تصل الى ندوات اقليمية احدثت ضجة كبرى وانشغالا اكبر بها..واصطف فريقان مؤيد ومشارك بها وفريق اكبر معارض لها ..سورية الى اين؟؟ هل هي ندوة بحثية..ام اجتماع نخب منتقاة بعناية لتشكيل سياسي وليد جديد يستطيع التعامل مع المستقبل بعقلية جديدة ومنهجا جديدا يطيح بالاشخاص والمناهج والعقليات التي
اعتراها التكلس او تآكلت بفعل الصدأ الذي اعتراها…
أما دوليا فلا مانع من منغصات او أرهاصات لتتكدير الحلم الثوري الوردي بالتغيير…
فمرة يطل علينا مندوب الرئيس الروسي للملف السوري لافرنتيف ليقدم اجتهادا فقهيا دستوريا ان كتابة الدستور السوري لاتعن بالضرورة تغيير راس النظام الحالي….او قد لايغيب علبنا طويلا السيد بيدرسون ليخبرنا ان جميع الاطراف الفاعلة بالملف السوري اتفقت على سياسة الخطوة خطوة(ولم يوضح هل هي خطوات إلى الأمام أم إلى الخلف)..وان طهران قد اخبرتنا نيابة عنه ان لا أحد من المعارضة السورية او الدول الفاعلة يطالب بتغيير النظام ..تقوم الدنيا على بيدرسون ويتبارى الجميع بالصراخ من قال لك ذلك..ويصبح مقياس الوطنية او الثورية هي الصراخ بوجه اضعف اللاعبين بها وهو السيد بيدرسون ويطالبونه بنفي مانقل عنه بطهران…لكنه يؤثر الصمت ويقول من اورد التصريح هو من يكذبه وكأنه يقول خلو الطابق مستور
ومن عوامل التكلس ايضا..ترويج هائل لقرب الهرولة العربية والاقليمية على دمشق طالبة الصفح عما بدر منها ومباركة( للبطل) الذي انتصر على المؤامرة الكونية..ولاشك ان القبة التي يروج لها اعلام النظام ومحور المقاولة ليست من فراغ بل من حبة اردنية واعفاء امربكي او تعطيل لبعض العقوبات لتمرير الغاز العربي الى دولة حزب المخدرات والمسيرات …وبمكن تضخيم تصريح هنا او لقاء بروتوكولي للمقداد هناك..لنصل لنتيجة ان حج العرب سيكون الى دمشق قريبا وان الجمرات ستلقى على الابالسة الذين ثاروا على الفارس المنتصر الذي يمتطي جوادا فارسيا ويتوشح بسيف روسي…
حدث مالم يكن بالحسبان ..فبعد ان كانت دمشق على ملء خزائنها بالمال الفارسي الذي سيفرج عنه راعي البقر العجوز بفعل اتفاق سعى اليه لكي تبقى النار الفارسية المقدسة متقدة ومتوهجة بحيث تضيئ سماء العرب بل وتحرق كل من لايقدسها او ينحن أمامها..وإلا فمصيره نيازك وشهب مسيرة ستتساقط عليه من كل حدب وصوب
وكانت دمشق على وقع حدث جلل..لقد غاص الدب الروسي الجائع او النهم لافتراس الفرائس الصغيرة او الداجنة بالقن الذي بجانبه…ولم بكن يدرك ان الوحش الامريكي قد نصب له شركا ..وترك له دجاجة بريئة دون راع يحميها ..وعندما هم الدب الروسي بنزهة بسيطة الى البحر الاسود والتهام الدجاجة كان الوحش الامريكي بانتظاره ليغوص في اوحال الارض والتاريخ واوحال الاخلاق والقيم الانسانية التي حاول الدب الغبي تجاهلها وتصديرها للعالم ان عضلاته اقوى من اي تحد لها
وجد مختار دمشق نفسه في ورطة كبرى ..حليفان صلبان دافعا عنه باسنانهما..وحمياه من السقوط(كل لمصلحته الخاصة وليس هياما به) هؤلاء الحليفان الان تحت العقوبات الدولية القصوى ومختلفان او مفترقان مع بعضهما افتراقا كبيرا ..
قد يتعرض المختار لشد أيراني من يده اليمنى وشد روسي من اليد اليسرى للتنازع عليه مما قد يؤدي ذلك لهلاكه…او اتفاق الخصمان اللدودان على ان يكون هو وليمة الصلح بينهما…وللقصة بقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.