ليلة القبض على حسن نصرالله

يمكن لنا تسجيل يوم 14 تشرين اول2021 كحدث تاريخي ليس في لبنان فقط بل كل المنطقة التي تعاني من ارهاب حزب الله….
الحزب الطائفي اللبناني الجنسبة الايراني الاهداف والذي اعلن انتصاره الكبير من غزة الى اليمن ومن العراق الى المغرب..هذه الذراع المدللة والضاربة للحرس الثوري الايراني..والتي كان السعي واضحا لجعلها درة المشروع الميليشياوي التوسعي…كان التركيز على بنائها ليس العقائدي فقط بل النوعي ايضا…اذ كانت قاطرة لاذرع الحرس الثوري الايراني من الناحية التقنية ..فقد عهد اليها بتعليم وتدريب اذرع الحرس الاخرى على تقنيات استخدام الاسلحة الدقيقة الذكية واستخدام تقنيات اطلاق المسيرات وتدريب الاذرع الاخرى على تقنيات الاتصالات والإستخبارات وجمع المعلومات
كان الخداع والتقية الذي مارسه الحزب ناجحا جدا حيث كانت صور “سيد المقاومة” ترفع في اغلب الشوارع العربية وتعلق بارفع الامكنة بالمحلات العامة بل والبيوت احيانا
كانت للثورة السورية الكاشفة لكل السوءات والنظريات المضللة من ممانعة ومقاومة اكبر الاثر بفضج الدور الاجرامي والحقد المذهبي الاسود للحزب الايراني بحيث لم يعد مخدوعا بشعاراته الا حفنة من الضالين والمضلين…
كان الحزب رقما صعبا في كل معادلات المنطقة بل واكثر من ذلك…احترف تجارة المخدرات وانشأ شبكات محكمة على مستوى العالم وكان نشاطه بامريكا الوسطى والجنوبية واضحا ..امتهن منذ نشأته القتل والارهاب فنفذ عشرات العمليات الخارجية وفي الداخل اللبناني ..ويوضع الان على قوائم الارهاب في اغلب الدول الاوربية والولايات المتحدة والدول العربية الغير خاضعة للتابعية الايرانية
هذا الحزب الذي كان يطل امينه العام من جحره عبر الشاشات ويستخدم اصبعه مهددا امريكا واسرائيل والخليج العربي ويتباهى وعلى رؤوس الاشهاد انه الذراع المتقدم والمنفذ لمشروع ولاية الفقيه وان تمويله وتسليحه وتوجيهه من الولي الفقيه ويفخر بذلك
حكم الحزب لبنان منفردا منذ قتله للرئيس الحريري ولغاية انفجار المرفأ ب4 آب 2020 ..كان الموت سبيل كل من يعترض عليه ايا كانت طائفته او دينه ..اتى بالرؤساء وشكل الحكومات واسقطها…وامن غطاءا مسيحيا له عبر قوى محلية اهمها التيار العوني وتيار المردة وانشأ سرايا للمقاونة من بقية الطوائف لتقديمه كحزب لبناني يقود مشروعا متوافقا عليه داخليا….
بدأت تتوضح للشعب اللبناني المغلوب على امره بعض خفايا اكاذيب المقاومة والشعارات الفارغة..فقد كانت البلاد تنهار رويدا رويدا بفعل انشا ء الحزب لدوبلة موازية كانت الحاكم الحقيقي وذات الاقتصاد الموازي (اقتصاد الظل الغير شرعي) فقد كان للحزب موانئه البحرية ومعابره البرية الخاصة مع سيطرته المطلقة على المطار .كل ذلك كان يتم علنا وبقوة السلاح لايجرؤ احد على تغيير الواقع…واغرق الاحزاب والشخصيات المشاركة معه كديكور ليس اكثر في السلطة اغرقها بالفساد والافساد فكانت فضائح حليفه جبران باسيل صهر الرئيس عون ورئيس التيار العوني وسرقته لعشرات مليارات الدولارات من وزارة الكهرباء خاصة..واوصل البلاد الى العتمة فاصبح يطلق عليه اللبنانيون تيار العتمة
بعد مظاهرات تشرين 2019 وبدء التمرد الشعبي المدني على الحزب اولاوعلى النظام اللبناني برمته الذي انشأه الحزب ويحميه ..كانت الشعارات والتجمعات تشي بولادة جيل من اللبنانيبن ينبذ الطائفية والمحاصاصات ببن زعماء الطوائف وتم رفع شعار الرحيل للكل.كلن يعني كلن..وكان المقصود بالدرجة الاولى حزب الله
ساءت الحالة الاقتصادية اكثر وانشغل اللبنانيون جزء يتأمين معاشه اليومي وجزء يجول على ابواب السفارات لتامين هجرة له خارج البلد وساءت الظروف اكثر بتعرض لبنان كغيره من دول العالم لاجتياح وباء اخر غير وباء حزب الله ..كان كورونا سببا في تدمير بقايا الاقتصاد الهش خفوت صوت الاحتجاجات والمظاهرات ..الى ان اتى تفجير المرفا الذي دمر جزءا من بيروت المدمرة بالاساس اجتماعيا واقتصاديا فكان القشة التي قصمت ظهر البعير…
كان ادراك الشعب اللبناني والمجتمع الدولي ان المسؤول الاول والاخير عن تفجير المرفأ هو حزب الله الذي يسيطر كما اشرت سابقا على كل المعابر ..وكانت مسؤوليته عن استيراد شحنة النترات وتخزينها وتوصيلها للنظام السوري لحشو البراميل المتفجرة بها..
استهزء الحزاب باللبنانيين جميعا وطالب بالدليل على مسؤوليته وكيف سياتي دليل وهو المسيطر على مفاصل الدولة والمؤسسات كلها فتم تعيبن عدد من القضاة وعزلهم وقتل بعض الشهود الى ان تم الاتيان بالمحقق العدلي القاضي طارق بيطار الذي قلب كل التوقعات.

ماهي ملابسات حادثة 14 اكتوبر ؟

لوحظ بعد تفجير المرفا ..وخلال العام الذي سبق احداث الطيونة..تحول لبنان من سويسرا الشرق الاوسط الى بلد جائع فقير يغرق بالظلام ووكر لتصدير الارهاب والمخدرات ومن تخلي المانحين الخليجيبن والدوليبن عن مساعدته نتيجة سيطرة حزب الله عليه…تم رصد حادثتان ذات دلالة قبل الحادثة الاخيرة…
لم تعد هناك هيبة لسلاح الحزب وسطوته..فقد تم باحدى القرى الدرزية اعتال مجموعة للحزب كانت تحاول اطلاق صواريخ على اسرائيل من منصات متحركة .تم منعهم وضربهم واهانتهم وقيل لهم اطلقوا صواريخكم من مناطقكم(القرى الشيعية)..
ثم حادثة عرب خلدة (السنية) ..حيث اقدمت مجموعة من بدو خلدة على الانتقام لفتى قتله حزب الله قبل عام بالمنطقة..وبعد سنة تم الاخذ بثاره من قبل عشيرته باطلاق نار ونصب كمائن للحزب وتم قتل 6 مقاتلين للحزب منهم مسؤول المنطقة…ولم يجرؤ الحزب على اي رد فعل
بتمرد الدروز والسنة على سلاح الحزب كان الدور قادم للمسيحيبن الذين تضررت احياؤهم الشرقية من تفجير المرفا اكثر من غيرهم…
لم يهتم احد كثيرا لحديث وليد جنبلاط لاحدى الصحف المحلية عن وجود مخطط مدروس لتسليح فئات مهمة من الشعب اللبناني ..
ماحدث في 14 اكتوبر الماضي هو استعداد الشعب اللبناني لمواجهة شطط الحزب وتهديداته بالسلاح ..بالرد عليه بالسلاح….ومن اهم مظاهر ضعف الحزب( والذي كان رقما صعبا في المنطقة) عدم قدرته على اقالة قاضي معين من الدولة اللبنانية مع ان الحزب هو من يشكل الحكومات..الاستنتاج الوحيد الواجب التعامل معه ان قوى كبيرة دولية ومحلية تقف وراء منع تنحية القاضي بيطار عن ملف التحقيق وان الحزب مع امل يلجا للسلاح والشارع والترهيب لاقالته
يمكننا القول الان ان زمن اجتياح القمصان السوداء على درجاتهم النارية لبيروت قد ولى…وولى معه خوف اللبنانيين من سلاح الحزب بل واستعدادهم لمواجهة السلاح بالسلاح …
لم يكن اطلاق الرصاص من عين الرمانة على مسلحي الثنائي الشيعي الذين كانوا يحنجون على عدم اقالة القاضي بيطار..كان اطلاق الرصاص منظما ومدروسا ان لم نقول مبيتا…استمرا المعركة لاربع ساعات يعني ان هناك حماية للبنايات وامدادا بالذخيرة وتوجيها وقبادة ثم انسحاب..ومن عين الرمانة برمزيتها انطلقت الحرب الاهلية اللبنانية بالعام1975…
مابهمنا نحن السوريون ان فائض قوة وسلاح حزب الله الذي استخدم لقتلنا وقتل اشقائنا العرب الاخربن..بات الان غير قادر على ضبط بيروت نفسه وعلى بعد عشرات الامتار من حارة حريك…
مايهمنا نحن ان الذراع الضاربة للهلال الشيعي تعاني من الخور والضعف وقد تكون انتقلت كليا الى مرحلة الدفاع الذي يسبق الانزلاق للقاع والتفكك…
يمكننا القول الان ان الدائرة تدور وستستمر بالدوران على ايران واذنابها ومشروعها في المتطقة.

تعليق 1
  1. Hasan deb يقول

    لولا الدعم الدولي للولي السفيه واذرع البغي وتشكيلات الخيانة ،لما تمكن الهلال الشيعي من الوجود .
    لقد كان لحلف حُثالة الأقليات الذي أنتجه حافظ واستخدمه بشار وبرعاية دولية وإسرائيلية ،الدور الكبير في إضعاف القوى الوطنية والديمقراطية في منطقة المشرق العربي .
    وبعد الرد القوي في لبنان ، على ذراع الخيانة الممثل بحزب حسن نصر الفرس وحركة نبيه بري ،من قبل الحركات الوطنية اللبنانية ،أصبح مشرعاً لنا أن نستشف بارقة أمل في التحرر من عصابات طائفية خائنة للأوطان ، وتخدم المشروع التوسعي الفارسي في المشرق العربي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.