في الوحدة مع جزر القمر

تتحول سوريا الى حقل تجارب لأسلحة الدمار الشامل. يجلس الزبون في قمرة قيادة طائرة العمليات الروسية -البجعة- يشاهد تطبيقا لاستخدام السلاح الروسي على ارض الواقع وهو يحتسي الفودكا. يرى بأم عينيه دقة السلاح الروسي وإصابته المحكمة للمدارس والمشافي والقرى الأمنة. يشاهد الصواريخ البالستية تنطلق من سفن في البحر الأسود. قادمة نحونا .كنت اظنها مخصصة لحرب عالمية او لحرب النجوم .ليس لقصف مدينة صغيرة منسية مثل ادلب.
.تأتي الاخبار من” يديعوت أحرنوت بتجربة الاسرائيليين صواريخ تموز الفتاكة في سورية .كانت النتيجة مميزة وكانت قدراتها التدميرية فائقة ودقتها عالية .سيكون لتلك الأسلحة وجود في بازار السلاح المدمر بعد تجربتها في سوريا. أما الامريكان فاستخدموا الفوسفور الأبيض وقنابل شتى في تدمير حواضر السنة. الرقة والدير والموصل بحجة قصف داعش .لا أدري كيف حاربوا داعش ودمروا مدننا بذريعتها وقد وصف رئيسهم ترامب نظيره أوباما ومساعدته كلينتون بأنهما مؤسسا تنظيم “الدولة الإسلامية”.
عشر سنوات تستمر التراجيديا السورية .ينظر الغرب الى ما يحدث لنا ببرود . لا شيء يهم يقول لنا .يعقب الا ارسل لكم المساعدات .الا تصلكم الخيام و سلال الاغاثة وما تحويه من اطايب الطعام من برغل ومعكرونة و زيت عملي .يرتاح الضمير لديهم قليلا بعد ارسال المساعدات .ينهوا حديثهم لنا تأكلون وتنكرون مثل القطط.
تقتل الديمقراطية في بلاد الربيع العربي وتوأد الثورات واحدة بعد اخرى. يراقب الغرب ذلك في سرور وتأييد خفي. يعود العسكر للحكم في السودان ومصر .تقتل ثورة تشرين في بيروت و العراق ونترحم على ثورة ليبيا واليمن بعد تفجر حروبها الداخلية . اما تونس فيساعد الغرب على خنق الديمقراطية الوليدة بتخفيض المساعدات لها كي تعود للديكتاتورية . ليس الحق كله على الغرب .أيد السيسي ملايين المتظاهرين عند انقلابه قالوا له خذنا الى بر الأمان فشدهم اكثر نحو الهاوية. صمت التونسيون عن عودة الديكتاتورية لبلادهم وقتل الربيع. سيأتيهم الندم يوما كحال أهل مصر .
في سوريا بعد انتخابات ذات مسخرة يأتي اشقائنا العرب ليقول للأسد عفا الله عما مضى. لم يقتل الرجل سوى مليون سوري فلما كل هذه الشدة معه.
تدعوا الدول العربية التي كنا نهتف ملء حناجرنا لقومتيها وقضاياها الى عودة الاسد لجامعة الدول العربية والى التطبيع مع قاتل أطفالنا.
في المستقبل سنوثق علاقاتنا مع الكونغو وربما مع زائير او جزر القمر وسنقيم وحدة معها جكرا بالأشقاء العرب وردا على عظيم فضائلهم معنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.