السياسة الروسية في سورية، حيثياتها، نتائجها وآفاقها-الجزء الرابع

[بقلم الدكتور محمود الحمزة]

نتائج السياسة الروسية في سورية:

جيوسياسياً:

  • بالرغم من الانتصار العسكري الروسي، والذي توقعت موسكو بأنه لن يطول عن ثلاثة أشهر، إلا أنها لم تنجز مهمتها ولم تحقق انتصارا جيوسياسيا يتعلق بالصراع الدولي. فالولايات المتحدة مع تعاقب الإدارات (الجمهورية والديمقراطية) فيها ما زالت تعادي موسكو وخاصة في ملف أوكرانيا المتوتر جدا هذه الأيام والذي اقترن بعقوبات غربية كبيرة ضد روسيا، إلا أن المتابعين للملف السوري والأدوار الإقليمية والدولية يؤكدون على وجود  تفاهمات أمريكية روسية  في سورية قد لا تصل الى مرحلة حسم الوضع في سورية لكنها تأكدت من خلال القمة الأمنية الرفيعة الامريكية الروسية الإسرائيلية في صيف 2019، والتي من المتوقع أن تكون روسيا تعهدت بضبط الوضع السياسي والأمني مستقبل في سورية بحيث تحافظ على أمن دولة إسرائيل كونها أولوية لها رقم واحد ، مثلما هي بالنسبة للولايات المتحدة،  وكذلك بأن تعمل موسكو لإخراج ايران من سورية (وغير مفهوم كيف سيتم ذلك باستثناء صمت موسكو عن الهجمات الجوية الإسرائيلية ضد المواقع العسكرية الإيرانية وكذلك المنافسة في المجالات الاقتصادية والأمنية المتعلقة بالنظام السوري). أي أن موسكو لم تتمكن من فرض سياستها في الساحة الدولية كقوة كبرى لأن الغرب ما زال في حالة مجابهة ويمارس ضغوطات كبيرة على موسكو.
  • للأسف، تعتقد بعض الدول العربية وخاصة الخليجية منها على أن تطبيع العلاقة مع النظام قد يؤثر سلبا على الوجود الإيراني ولكن هذه أوهام، والأسوأ من ذلك هو توجه تلك الدول الى التطبيع مع إسرائيل أيضا لمحاربة ايران علما ان تلك الدول نفسها لها علاقات تعاون واسعة مع ايران!
  • وحتى لو اعتبرنا فرضا ان إمكانية إعادة الاعمار قد تؤثر على تحسين حياة السوريين وقد تدفع النظام لبعض التنازلات، إلا أن الحقيقة أن النظام فاسد وقمعي ولا يؤتمن أبدا على مستقبل سورية. وليس صدفة أن قال دبلوماسي أمريكي منذ سنوات بأن المعضلة التي تجابه الكريملين، تكمن في أنه يريد جذب الاستثمارات إلى سورية، لكنه يتغاضى عن أن النظام السوري فاسد ولا يثق به الممولون.
  • نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية بتاريخ 24 /10/2016 مقالة بعنوان: “أمريكا حققت مهمتها الأساسية في سورية” وإن روسيا تتورط في حرب لا تعرف نهايتها!  وهذا يؤكد الاستنتاج بأن موسكو اليوم تقف أمام تحديات كبيرة تهدد وجودها في سورية وتهدد مصالحها إن لم تتعاون مع الدول الأخرى لفرض حل سياسي مقبول يخلق الاستقرار.
  • وسمعنا تصريحات وتعليقات حول انتصار النموذج الروسي في حل المشاكل وقمع الثورات وهو الذي قدمته في سورية. فهل استخدام القوة المفرطة في قمع الشعب السوري هو النموذج الروسي الافضل لدول المنطقة؟ وهل فرض انظمة شمولية قمعية فاسدة هو النموذج الأفضل؟ ام يجب احترام ارادة الشعوب ومنحها حقها في العيش الحر الكريم. وكما قال فيودور لوكيانوف الخبير الروسي في السياسة الدولية ومدير أبحاث منتدى فالداي للحوار: هل الأموال الصينية والطائرات الروسية ستخلق الاستقرار في الشرق الأوسط؟

عسكرياً:

  • بلا شك انتصرت روسيا عسكريا في سورية بعد تدخلها عام 2015 ولكن هذا الانتصار بين قوى غير متكافئة بالمطلق فمن جهة فصائل معارضة مسلحة اغلبها غير محترف ولديه أسلحة لا يمكن مقارنتها بأسلحة روسيا التي تمتلك جيش من أكبر جيوش العالم، واستخدمت خلاله أحدث الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا. وباعترافات وزير الدفاع الروسي وحتى الرئيس الروسي، جربت روسيا 350 صنفا من الأسلحة الجديدة في سورية وكأن سورية حقل تجارب للعمليات الميدانية. بالإضافة الى أن روسيا دربت حوالي 63 ألف ضابط من رتبة جنرال وحتى عسكري. وبالطبع خسرت روسيا مئات القتلى في جنودها وكبار ضباطها، بما فيهم طيارين وخسرت طائرات مقاتلة ومروحيات بما فيها طائرات حربية حديثة وطائرة استطلاع تجسسيه مزودة بأحدث التكنولوجيا وعلى متنها حوالي 14 خبير عسكري بالتقنيات الحديثة. وتفيد المعطيات الرسمية لدائرة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، بأن القوات الجوية الفضائية الروسية قامت منذ بداية العملية في سورية بأكثر من 28 ألف طلعة، ووجهت نحو 90 ألف ضربة جوية. ولأول مرة تم استهداف مواقع الإرهابيين بصواريخ “كاليبر” المجنحة. كما وجهت ضربات إلى الإرهابيين قاذفات استراتيجية بعيدة المدى. وحسب تقارير وسائل الإعلام، فقد استخدمت في سورية لأول مرة القاذفات الاستراتيجية “تو 160″ و”تو 95”. كما تم القضاء على 54 ألف إرهابي في سورية منذ بدء العملية. علماً أن الوقائع تفيد بأن القوات الروسية قصفت مواقعا مدنية واخرى تخص المعارضة ولا تمت بصلة للإرهابيين وذلك ضمن عملية تثبيت نظام الأسد ومنعه من الانهيار. وبالرغم من أن التقديرات غير الرسمية تقول بأن عدد القتلى الروس يقدر بعدة مئات، إلا أن بيانات وزارة الدفاع الروسية تفيد بأن 39 عسكريا روسيا فقط لقوا مصرعهم في سورية. وتم منح 4 منهم لقب “بطل روسيا”.  وخسرت القوات الروسية 4 مروحيات وطائرتين خلال العملية العسكرية. لكن مصادر المعارضة الروسية تذكر بأن تكاليف التدخل العسكري في سورية تزيد عن 5 مليار دولار.
  • وبالرغم من كسب روسيا قاعدتين عسكريتين: جوية في حميميم بالقرب من اللاذقية وبحرية في طرطوس، وفق اتفاقيات باستخدام الأراضي السورية لمدة 49 عاما قابلة للتمديد وبحقوق تخرق السيادة السورية مثل حصانة القوات العسكرية المتواجدة في القواعد. بالإضافة الى عشرات القواعد العسكرية الروسية الصغيرة المنتشرة في المطارات والمواقع المختلفة، إلا أنها غير مستقرة عمليا بسبب عدم استقرار الوضع العام في سورية وتعدد الدول والميليشيات المحتلة على الأراضي السورية والتي يمكن ان تهدد الوجود الروسي مادام الوضع بلا حل سياسي مستقر.
  • شكلت روسيا فيلقا عسكريا تابعا لها هو الفيلق الخامس ولكنه يصارع الفرقة الرابعة وتشكيلات عسكرية تابعة لطهران.
  • من اللافت ان الروس تحدثوا رسميا وكذلك في وسائل الاعلام بأنه لم يتبق من الجيش العربي السوري سوى ميليشيات تقتات على الحواجز وتلعب دور تشبيحي، وبعضهم دعا الى إعادة تشكيل الجيش ليصبح جيشا وطنيا[1]، بينما تشير تصريحات الرئيس بوتين في نهاية 2016 إلى أن الروس غير واثقين من حلفائهم الايرانيين والسوريين بعد سقوط حلب، حيث صرح: “آمل للغاية، ان يتمكن الجيش السوري من الحفاظ على سيطرته على حلب..” وذلك مرتبط بالهزيمة المدوية، التي منيت بها قوات الأسد والقوات الإيرانية في تدمر، حيث هربوا وتركوا الروس لوحدهم وسقطت تدمر بيد داعش.
  • من اللافت أن موسكو تعتمد كثيرا على الطرق غير الرسمية في الترويج لأجنداتها في المجالات المختلفة. فمثلا لم ترسل قوات برية إلى سورية باستثناء الشرطة العسكرية لأغراض الحماية والقيام بدوريات بينما أرسلت قوات مرتزقة من الشركة الأمنية الخاصة “فاغنر” التابعة لرجل الاعمال المقرب من بوتين وهو يفغيني بريغوجين صاحب شركات نفط وغاز تعمل في سورية منذ بداية الثورة. ولا يعترف الكريملين رسميا بقوات فاغنر علما انهم يعملون في دول عديدة مثل ليبيا وفنزويلا وجمهورية افريقيا الوسطى والسودان بإشراف الجهات الرسمية، لدرجة ان الامريكان عندما قتلوا مئات المرتزقة من فاغنر في دير الزور في 2018 لم تعترف موسكو بالحادث وانما اكتفت الخارجية الروسية بالقول قتل 4 اشخاص روس.
  • وردت اخبار غير مؤكدة بأن روسيا شكلت عدد من الفروع الأمنية لحماية المؤسسات الاستراتيجية في سورية مثل الإذاعة والتلفزيون والبنوك والمكتبة المركزية وأهم الوزارات وغيرها.

سياسياً:

  • اتذكر في بداية الاحداث عندما بدأ الاسد بقتل السوريين مستخدما الجيش والاسلحة الثقيلة، كان لافروف يقول ان الوضع في سورية لا يستدعي مناقشته في الامم المتحدة لأنه لا يهدد السلم العالمي. ولكن عندما أصبح نظام الاسد في خطر أصبح الروس يقولون ان سيادة سورية واستقرارها في خطر وأصبح الوضع خطرا على الامن والسلم العالمي.
  • تمكنت روسيا بمساعدة تركيا من عقد مفاوضات بين المسؤولين الروس وممثلي فصائل المعارضة المسلحة في انقرة في ديسمبر 2016، وهي نفس الفصائل التي كانت تتهمها وزارة الخارجية الروسية سابقاً بأنها إرهابية، مثل “أحرار الشام” و “جيش الاسلام”. وحتى أن رئيس وفد المفاوضين باسم المعارضة إلى استانا هو من “جيش الاسلام”. وأراد الروس تهميش دور “الهيئة العليا للتفاوض” كهيئة سياسية، بالتركيز فقط على الفصائل المسلحة.
  • يُشهد لموسكو أنها اقامت علاقات متينة مع أنقرة، ولكنها لم تصل الى حد الشراكة الاستراتيجية فتركيا عضو في حلف الناتو وهذا أمر لا يمكن تجاوزه ببساطة بل هناك مصالح اقتصادية وسياحية واستثمارية مشتركة بين البلدين. ونلاحظ في هذه الفترة اختلافات جدية بين البلدين بسبب نشاطات القيادة التركية في أوكرانيا وقره باغ وفي جورجيا والبحر الأسود وملفات أخرى، دفعت موسكو لإيقاف السياحة الى تركيا بحجة الكورونا.
  • بدأت روسيا بالتعاون مع تركيا ومع ايران لاحقاً بعقد مفاوضات أستانا التي استمرت حتى عام 2021 وعقدت 15 جلسة، وحققت نتائجا خطيرة لصالح النظام وحلفائه، وأهمها اتفاقية مناطق خفض التصعيد التي ادعت الدول الثلاثة الضامنة ان الهدف منها هو وقف اطلاق النار، لكن اتضح لاحقا انها فخ لاسترجاع تلك المناطق بمشاركة روسية وايرانية عسكرية فعالة كما حدث في دوما، فاصبح النظام مسيطرا على حوالي 64 % من اراضي سورية بينما كان قد فقد قبل التدخل العسكري الروسي، السيطرة على ثلثي مساحة البلاد على ايدي فصائل الجيش الحر والفصائل الاخرى. ولكن النظام حاليا لا يسيطر الا على 17% من الحدود البرية السورية وفقد السيطرة عمليا على كل المطارات والموانئ لأنها تحت اشراف روسيا وإيران وامريكا والميليشيات المختلفة.
  • اتبعت موسكو طرقا سياسية خبيثة مثل مفاوضات استانا واختراع قصة الدول الثلاثة الضامنة علما أن إيران وروسيا مشاركتان في الحرب إلى جانب النظام، وأصبحت تركيا تتماهى مع الموقف الروسي، وما نتج عنها من استرجاع اراضي لصالح الأسد، وكذلك ابتدعت موسكو مؤتمر سوتشي يناير 2018 تحت مسمى طنان وهو مؤتمر الحوار السوري -السوري (كانت تريد تسميته مؤتمر الشعوب السورية ولكن هناك من نصح بأن العنوان استفزازي لأغلبية السوريين). وقد حضره حوالي 1500 شخص اغلبيتهم الساحقة اختارتهم أجهزة الأمن السورية، وحينها اقترحت تشكيل لجنة للإصلاح الدستوري بموافقة من الأمم المتحدة وبرضى أمريكي. وبهذا قلبت موسكو تسلسل أولويات الحل السياسي في سورية التي وردت في قرارات جنيف-1 لعام 2012 وقرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، اللذين نصا على تشكيل هيئة حكم انتقالية تقود العملية السياسية. أما اللجنة الدستورية والدستور فلم يشكل يوما هما رئيسيا للسوريين كون المشكلة في سورية سياسية بامتياز وتتعلق بطبيعة النظام السياسي. وهنا ندرك كيف تكمل بعضها البعض سياسة موسكو وسياسة النظام بإغراق السوريين في التفاصيل المملة والفارغة، وكل ذلك يحدث بتطبيل دولي واقليمي في الجوقة الروسية الامريكية التي لا تريد تغيير النظام السوري.
  • لعبت موسكو بورقة الأقليات الدينية والقومية. حيث قال رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي أثناء تواجده في دمشق في 20 مارس 2017، أنه لا يمكن تحقيق مصالحة في سورية دون إقامة مناطق حكم ذاتي للأقليات. وأول من طرح فكرة الفيدرالية هو نائب وزير الخارجية الروسي ريابكوف. فنجد أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن صراحة بأن انتصار المعارضة السورية يعني قيام دولة سنية ستقتل العلويين[2]. ولا يبدو هذا الاهتمام الروسي بالموضوع الطائفي صدفة فروسيا تتحالف مع ما يسمى “الهلال الشيعي” المكون من إيران والحكومة العراقية ونظام الاسد وحزب الله اللبناني، الذين ساهموا في ابقاء الاسد في السلطة حتى اليوم.
  • وهناك فكرة جديرة بالاهتمام وقد قلتها مرارا وتتلخص فيما يلي: روسيا تدرك ان مصالحها لن تكون محفوظة في سورية الموحدة (لارتكاب روسيا جرائم ضد الأغلبية السورية) لذلك ستوافق قبل اي جهة اخرى على تقسيم سورية لحفظ مصالحها في دولة ممزقة (دويلة علوية ودويلة كردية تربطها بروسيا مصالح وصداقات) اما البقية فلا خبز لروسيا فيها.  كما أن دميتري مدفيديف حذر من تفكك سورية إلى تجمعات إرهابية وقال يجب “الاتفاق على مستقبلها عبر المفاوضات”. مع أن روسيا تبذل كل ما تستطيع لاسترجاع منابع النفط والثروات الزراعية والحيوانية الى سيطرة النظام لتمويل الإعمار المزعوم.
  • وتعتمد موسكو أدوارا سياسية لشخصيات ليست من المستوى الرفيع في الدولة ليقوموا بوساطات ولعب أدوار تسهم في تطبيق الاجندات الروسية مثلا الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف يقوم بمهمات حكومية غير رسمية لتوطيد التعاون الروسي مع دول الخليج، وكذلك ساهم في إطلاق سراح البحارة الروس وله علاقات ودية مع جهات ليبية مؤثرة وارسل مساعدات إنسانية لمناطق النظام وساهم في إعادة ترميم بعض المساجد في سوريا (كما نقلت وسائل الاعلام).

اقتصادياً:

  • تم توقيع 30 اتفاقية عام 2018 من خلال اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون بين البلدين ولم ينفذ منها بعد سنتين إلا القليل، والسبب حسب رأي الروس هو ان الأسد كان يتلاعب وكان يتأثر بإيران. ولهذا السبب بالذات ذهب وفد رفيع الى سورية مكون من نائب رئيس الحكومة الروسية يوري بوريسوف ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عام 2020 لحل المشاكل الاقتصادية وكذلك اللجنة الدستورية التي لم تتقدم خطوة واحدة منذ تشكيلها.
  • أسست روسيا عدد من الشركات بأسماء سورية ولكنها تعمل تحت اشراف روسي في مجالات النفط والغاز ومجالات تجارية واستثمارية.
  • يتنامى تأثير بعض الأطراف غير الحكومية على السياسة الروسية في الشرق الأوسط. ويدور الحديث عن شركات الطاقة الروسية والوكالة الدولية للتنمية السيادية التي أُنشئت في روسيا في عام 2019. ومن اللافت أن دور هذه الوكالة التي يترأسها قسطنطين مالافييف، يقتصر على توزيع أصول الشركات العسكرية الروسية الخاصة
  • نشرت وسائل الاعلام الروسية تفاصيل هيمنة داعش على حقول النفط والغاز في حقل الشاعر بالقرب من حمص ، حيث تعمل شركات روسية وتبيع للنظام النفط والغاز الذي تشتريه من داعش وتتمتع بحماية داعش!

إعلامياً:

  • قامت موسكو وبشكل متواصل على مدى 10 سنوات في الترويج لنظام الأسد وتلميع صورته وتبرئته من أي انتهاكات بما فيها استخدامه للأسلحة الكيماوية وتلقي التهم على معارضي نظام الأسد. وأكبر دليل عدد الفيتو التي استخدمتها موسكو في مجلس الأمن لمنع توجيه أي انتقاد لنظام الأسد عداك عن قبول انتهاكه لحقوق السوريين وارتكابه جرائم حرب.
  • كانت في أغلب الأحيان وسائل الاعلام الروسية تأخذ معلوماتها واخبارها مباشرة من الإعلام السوري المعروف بكذبه وزيفه وتعتبر تلك الاخبار حقائق مطلقة.
  • ومع ذلك في نيسان 2020 قامت وسائل الاعلام الروسية بحملة قوية غير مسبوقة ضد نظام الأسد وعائلته ووصفت بشار بأنه حاكم ضعيف ولا يتمتع بتأييد الى 20% من السوريين، وأن ماهر الأسد مجرم ويعمل في التهريب وأن رجال أعماله الاخوين قاطرجي يتعاونان مع داعش وقسد لشراء النفط والقمح. والهدف من تلك الحملة كان على ما يبدو “فركة أذن” لبشار لكيلا يخدع الروس في علاقاته الاقتصادية بشكل خاص
  • وطبعا كانت ردة الفعل السورية حادة تجاه تلك الحملة الإعلامية الروسية وتمثلت بمقالة لخالد العبود هدد فيها بوتين وقال يمكننا ابلاغ مجلس الأمن بان روسيا دولة محتلة. وطرح أفكارا أخرى استهجنها الروس ولكنه استفزهم وأصبحوا يكررون ان النظام ليس حليفنا والأسد ليس صديقنا، ولكنهم كالبالع للسكين على الحدين ينتقدون الأسد عند الضرورة القصوى ولكنهم يستمرون بدعمه. كما ساهم في الرد على الحملة الإعلامية الروسية بهجت سليمان ببيان عدائي ضد روسيا، كتب أسماء بعض الموقعين دون علمهم. وروى أحدهم بان مسؤولين في الخارجية الروسية ضحكوا من البيان وعلقوا عليه باستخفاف وعدم احترام.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.