الرئيس بايدن وهيبة الولايات المتحدة الأميركية

عندما يطلع المرء على تصريحات الرئيس الامريكي ووزارة الخارجية والأمن القومي الامريكي يتفاجأ من برودة هذه التصريحات، حتى بدأ الأمر بأن الولايات المتحدة مجرد مراقب سياسي للغزو الروسي القادم لأوكرانيا، ولسي القطب الأوحد للقوة في العالم، وتقف معه دول اوربا واليابان واستراليا وكندا، بل ان روسيا تقف وحدها لا نصير لها، حتى الصين ما تزال مترددة في توضيح موقفها من الغزو الروسي.
منذ بدأت التهديدات الروسية والإدارة الأمريكية تركز عينها على الساعة الجدارية لتعملنا بأن خلال اسابيع او أيام او ساعات سيبدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، وومعلومات عن التحشد العسكري الروسي على الحدود مع اوكرانيا، لم تتختلف مواقف الدول الأوربية عن مواقف الإدارة الأمريكية، كأنها تتابع الأنواء الجوية وليس تهديدا خطيرا يهدد اوربا نفسها، وحلفاء امريكيا.
بل الأغرب من هذا هو الضعف او التهاون الأمريكي تجاه الرئيس الروسي الذي توضح مع تصريح بايدن “أعتقد ان ما سترونه هو ان روسيا، ستحاسب إذا قامت بغزو اوكرانيا، وهذا يعتمد على ما ستفعله إذا كان توغلا بسيطا، هذا شيء، وسينتهي بنا المطاف حول ما يجب القيام به وما لا نفعله، فستكون كارثة بالنسبة الى روسيا إذا قاموا بغزو اوكرانيا بشكل أكبر”. وهذا ما أكده المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي في 21/2/2022 بقوله” في حال قرر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تنفيذ غزو واسع النطاق في أوكرانيا فإن هذا سيضع القوات الروسية في مواجهة الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي”.
لقد اعطى بايدن غريمه الروسي الإذن بغزو بسيط لأوكرانيا، لا شك ان الرئيس الروسي بوتين أذكى من بايدن، فقد إستخف بتصريح بايدن واعتبره علامة ضعف، وتهديد سخيف لا قيمة له مطلقا.
فعلا على أثره قام الرئيس الروسي بالإعتراف بالمقاطعتين المنفصلتين في شرق اوكرانيا (دونيتسك ولوغانسك). وطلب من الكرملين الموافقة على إرسال قوات روسية خارج الحدود اي الى المقاطعتين الانفصاليتين، على اعتبار ان القوات الروسية موجودة اصلا في سوريا وليبيا، وحصلت موافقة الكرملين على الأعتراف بإستقلال المقاطعتين وارسال القوات لتأمين الوضع الأمني فيهما.
أما رود الفعل بعد هذا التطورات فقد كانت اتفه من أن يشار اليها، في البداية وافق بايدن على توصية لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع االأوربيين لغرض تجنب الخلافات بشأن العقوبات الاقتصادية القاسية التي من المحتمل أن تصدرها واشنطن بحق موسكو. وكنا نتوقع فعلا قساوتها وإذا بها” توقيع الرئيس الأميركي، أمرا تنفيذيا بحظر التجارة والاستثمار بين الأفراد الأميركيين والمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا التي اعترفت روسيا باستقلالهما”. وحذا رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون حذو سيده بايدن فأعلن حزمة من العقوبات البريطانية” تستهدف خمسة مصارف روسية وثلاثة، أفراد أثرياء”. من المؤكد ان الرئيس الروسي حسب حساب العقوبات الأمريكية والأوربية، ووجد انها أضعف من ان توهن قواه وعزيمته على الغزو.
استمر حلف الناتو والرئيس الأمريكي يتحدثا عن شبح الحرب، الى أن تحول الشبح الى واقع ملموس، بدأ الغزو وهما ينظران الى الخراب، وجاء آخر تصريح لحلف الناتو بأنه لا توجد لديهم خططا لإرسال قوات الى اوكرانيا. ونظن ان هذه اجمل هدية قدمها حلف الناتو للرئيس الروسي. وربما ستكون تايوان هي هدية الرئيس بايدن وحلف الناتو للصين إسوة بأوكرانيا.
نقول للرئيس بايدن يا حبذا لو تشاهد مسرحية (إنتهى الدرس يا غبي)، ويترجمها لك المستشارون طالما انه لا شاغل لديكم بعد ان دمرتم هيبة الولايات المتحدة وأعدتم روسيا لتكون القطب الأول، وانهيتم قاعدة أحادية القطب.
من المؤكد ان الرئيس الروسي سيمارس أقسى قوة في هجومه على اوكرانيا ليبين للولايات المتحدة واوربا مقدار قوته، وترسانته التسليحية من جهة، وستكون اوكرانيا مختبرا يجرب فيها بوتين أسلحته الجديدة من جهة أخرى.

سوريا الأمل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.