الأسد والفرص الضائعة

[بقلم د مأمون سيد عيسى -كاتب سياسي]

 يطل بشار الأسد في بروفيل جديد بعد حقن البوتوكس. يذيل إعلانات المسرحية و كليبات الانتخاب بعبارة(الامل والعمل )يوحي لنا بان الدولاب سيدور  و سيبدئ الاعمار وبناء المجتمع المنسجم الذي تكلم مرارا عنه . ستفتح السفارات المغلقة في حي أبو رمانة وتتدفق الأموال من شرق وغرب على البلاد .

 .نستغرب تلك الثقة لديه .فهل لدى الأسد من خبر جديد وهل حديث مارك لوكوك البارحة رسالة بالقبول الدولي له  وهل في القادم  دخول  للمساعدات الدولية لمناطق معارضيه عن طريق نظامه؟

تتوارد الأسئلة .كيف ستكون إعادة الاعمار وخزائن دمشق فارغة والطريق اليها مغلقة بالحاجز الأمريكي ؟فهل سيزال  ذاك الحاجز من ذاك  الطريق.

 لم يبني الأسد في المدن والقرى التي احتلها و لو جدار, تم تعفيش كل شيء الشجر والحجر. اقتلع جنود الوطن في سراقب والخان ومدينة ابي العلاء كل شيء. حتى البلاط وحديد الاسقف وأسلاك النحاس قي الجدران. لم تعد تميز تلك المدن والقرى عن تلك القنيطرة.

في عودة للماضي يبدو الاسد بطل الفرص الضائعة . اختار القتل والدمار والانهيار، وضع اصابعه في أذنيه عندما طرح الاتراك بداية الحراك تغييرا لا يؤدي إلى انهيار الاستقرار

.طالب حينها  ال سعود باتخاذ إجراءات سياسية إصلاحية عاجلة .دعموا النظام بدفعة مئتي مليون دولار طلبها الأسد لدعم الاقتصاد والاصلاحات الاقتصادية وتهدئة الوضع والتعامل مع الأمور سياسيًا واقتصاديًا، ذهبت الى جيوب الأسد دون فعل شيء كما قال الأمير سلطان .

لم يستمع الابن الضال سوى لمقولة انيسة والعمائم السود. كن مثل أباك.

في الماضي كانت المبادرة العربيّة.  فرصةً لإنقاذ سورية مما هو متوقع قدومه. خطوة استباقية للعرب لتفادي تدويل الأزمة وانعطافها إلى مسار التدخّل العسكريّ.

 استقبل السوريون وفد الجامعة ومبادرته- وقد رافقتهم بأماكن عدة- في كل مكان بالتظاهرات وشعارات الترحيب تكلموا معهم قالوا خيارنا التغيير السلمي. رفع المتظاهرون شعاراتهم الثلاث “لا للطائفية والعسْكرة والتدخل الخارجي.

.لم تدعوا المبادرة التي يحملها الوفد للسوريين جميعا الى اسقاط النظام بل الى حكومة تشاركية مؤقتة وخلال شهرين تأتي  انتخابات حرة بإشراف دولي.

يضيع الاسد الفرصة .يغلق دماغه كعادته فلا يفكر لبرهة. ان لو دخل الانتخابات حينذاك لفاز  .لديه أصوات مليوني ونصف بعثي ونصف مليون من الجيش ومليون موظف في الدولة يتسارعوا جميعا للتصويت له ومعهم عائلاتهم وهم صاغرون .كذلك ثلاثة مليون من أصوات  أقليات اغلبها يصوت له. فهل كان المرشح الرئاسي محمود مرعي سينافس الاسد حينها على الفوز وهو الذي رفض حتى حزبه العتيد تأييده؟

غروب الشمس .ينام السوريون التائهون كل تحت نجم . صباحا يستيقظون وهم بين الامل والياس فهل الى خروج من سبيل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.