اختلفت الترجمات حول تصريح الرئيس التركي أردوغان ، ولكن مالم يختلف به أن جميعها تؤكد اعتراف تركي بتعاون استخباراتي لم ينقطع مع نظام الأسد ، وبمحصلة تقود قطعيا الى استحالة الحصول على موافقة روسية لتنفيذ العملية التركية في شمال وشرق سوريا على مناطق تتحصن بها ميليشيات كردية تصفها تركيا بالارهابية ، وهو الأمر الذي كنا نتوقعه ولم يكن مفاجئا لنا البتة ، فروسيا لايمكن أن تسمح بمثل هذه العملية التي تعطي فيها تلك المناطق ذات الأهمية الكبيرة لتركيا إلا بمقايضات جوهرية ، واذ كانت الأنظار تتوجه في وقت مضى الى مقايضة محتملة في جبل الزاوية وفتح طريق م ٤ مقابل تسليم تل رفعت ومنبج ، إلا أن هذه الفرضية يبدو تبخرت مع تعنت روسي وحرج تركي .لكن المفاجئ في تصريح الرئيس التركي هو العلنية حول الاشارة إلى نصح بوتين للسيد أردوغان بأن يجري اتصالا مع النظام الأسدي ، وهو تصريح خارج عن المألوف ، واذا ماربطناه مع تصريحات سابقة لوزير خارجيته فإن ذلك يجعلنا كسوريين في حالة توجس ، ونخشى أن تكون بداية ثانية لانعطافة وتكويعة أكثر حدة في السياسة التركية تتخلى فيها عن كثير من مواقفها الداعمة للثورة السورية وتقود لاحقا لتنازلات اكثر جسامة وربما تكون كارثية ، سيما وان الأسرة الدولية بعد أن تيقنت إلى فشل النخب السورية في قيادة البلاد وسيطرة الاسلام السياسي على قرار الثورة بدأت ومنذ سنوات تدفع الى تمييع القضية السورية تدريجيا، وبحجة الحفاظ على ماتبقى من الدولة السورية حافظت على النظام الأسدي الذي ترى فيه الرمد ففضلته على عمى التنظيمات وما آلت إليه من نتائج لايمكن أن يتقبلها المجتمع الدولي .المطلوب من النخب المعارضة السورية إجراء تقييم شامل للسياسة التركية ومتغيراتها في ظل الظروف الحالية المحيطة بها داخليا وخارجيا ووضع كل الاحتمالات وتحديد الاجراءات اللازمة للخروج بأقل الخسائر .وإجراء تقييم شامل للثورة السورية وما تعانية من ركود وكيفية الخروج من المأزق .وإجراء مسح شامل للسياسة الدولية ودراسة سبل التعاون لوقف أي نشاط في طريق تأهيل النظام مهما كان هذا النشاط بسيطا .بالتأكيد أن الجسد المتهالك للثورة السورية والممثل بالإئئتلاف السوري وكل ماتبعه أصبح عبئا ثقيلا على الثورة وعلى الشعب ولابد من نفضه واستبداله كاملا ، ولكن السؤال المطروح هل يجدي نفعا استبداله بعد أن أوصلنا الى نقطة عميقة يصعب الخروج منها ، وماهي الشروط اللازمة لاختيار القيادة الجديدة وماهي طبيعتها .نحن في مرحلة انقاذ تحتاج الى الكفاءات الثورية المتميزة وليس الى دمى الواجهات والتمثيل المخابراتي للدول أو الحزبي أوالعصبيات المناطقية والمذهبية والعشائرية و ….التي لم تأت لنا إلا بالشرور والهزالة لثورتنا ( دعوها إنها نتنة ) .لم يعد مكان للمنافقين والمطبلين وعليهم التنحي بعيدا في هذه المرحلة فكم قد أفسدوا ، فنحن أمام مرحلة صعبة جدا لايمكن فيها المساومة ولا الكولكة ، كما انه من الضروري أن لانتجه الى خلق العداء مع الحكومة التركية وشعبها أو مع أي طرف عربي أو دولي فاعل ، ولنتسم بالواقعية والنظر الى مصالح الجميع و التي طبيعيا أنها تتقدم مصالحنا ، ولكن لننظر نحن بالعين المفتوحة الى مصلحتنا عندما تختلف مصالح الآخرين مع قضيتنا . لم يعد النقد من متطلبات المرحلة فقد أشبعناها نقدا حتى سئمنا النقد والطعن للحدالذي تسلل الينا باليأس والوهن ، فما أكثر الناقدين وما أقل الفاعلين الذين بدوهم أرعبهم شدة النقد والتخوين فأبتعدوا عن المشهد .نحن الآن بحاجة الى اصحاب الفكر الوقاد لطرح حلول عملية وجذرية تحافظ على الجزء المتبقي من كرامتنا المهدورة . دعوة اخوية ونداءا ممن لايمتلك قرارا أوجهه الى جميع النخب السورية لتحمل المسؤولية الفردية و التحرك السريع والفاعل للاجتماع والتباحث ضمن الحلقات القريبة والخروج بأراء جريئة تعيد لنا قرارنا وتعيد قضيتنا الى مكانتها الطبيعية .
العقيد . مالك الكردي
كما تفضلت سيدي العقيد قد كثر التوصيف والتشكيك والتخوين لما آلت إليه أوضاع ثورتنا المباركة ، وقد اختطفها الجميع وحادت عن مسارها الثوري النقي البريئ الشعبوي طلبا للحرية وإسقاطا لعصابة طائفية مجرمة حاكمة في دمشق الفيحاء ، ولكن الخلاص من كل الوهن والضعف الذي اعترى الثورة وتهاوي مؤسساتها إلى الدرك الأسفل هو وحدة وتوحيد الجهود المبذولة لتحقيق أهداف الثورة في اجتماع المخلصين من رجالات عرفوا بالانتماء الصادق لثورتهم وشعبهم الحر لبحث الأوضاع المتردية لأحوال الثورة ومؤسساتها وانتخاب أو تعيين قادة على أرض المحرر ومن حاضنتهم الشعبية على تلك الأرض المحررة والتخلص من جميع أنواع الهيمنة والتدخلات الخارجية والأجندات المشبوهة عندها فقط تكون تلك القيادة تمثل شعبها الحر الأبي ويحترمها الجميع في المحرر والعالم .
دائما أشعر بالحرقة التي تغلي في عروقك و قلبك اسفا على ما آلا اليه اوضاع ثورتنا ، و يعجبني استمرار الامل عندك بالاجتماع على الحق و الخير و العدل
لك تحياتي و اشواقي اخي ابا الليث