كل (أصدقاء الشعب السوري ) سلكوا الدروب إلى روما

[بقلم الدكتور باسل معراوي]

لايخفى على احد ولايخفي المسؤولون الروس بكل تصريحاتهم منذ انطلاق ثورة الشعب السوري (وخاصة بعد تدخلهم العسكري المباشر) على ضرورة سبطرة النظام السوري(الشرعي) على كامل الجغرافيا السورية بعد ان تمكن من دحر الارهاب ويشدد على ضرورة عودة النظام الى الجامعة العربية والبدء باعادة الاعمار الى اخر المعزوفة القديمة المتجددة.

حاول الروس استغلال فترة انتقال السلطة بين ادارتين والاستفادة من حالة العطالة السياسية الامريكية في المنطقة عموما وسورية خصوصا بمحاولة عمل اختراق في الجدار العربي الرافض للتطبيع مع النظام والحصول على ماتيسر من مساعدات مالية خليجية فكانت جولات لمسؤولين روس الى الخليج العربي توجها لافروف بزيارة خاصة تمخضت عن انشاء منصة قطرية روسية تركية لتبديد المخاوف من وجود ايران ضمن محور استانة والايهام ان هذه المنصة ممكن لها ان تحدث اختراقات مهمة والالتفاف على العقوبات الامريكية والاوربية بمعنى اعادة تعويم للنظام

ماشجع الروس على المضي في غيهم تأخر الادارة الديمقراطية في تسمية مبعوثها وفريقها الى سورية اضافة لعدم فرض اي حزمة عقوبات خلال المدة التي قضاها بايدن في البيت الابيض.. اضافة الى قراءة خاطئة بان رغبة وسرعة الادارة الامريكية الجديدة بالتوصل لاتفاق نووي مع ايران معناه غض الطرف عن السياسات السابقة وعدم تصعيد الموقف بسورية لانجاح الاتفاق العتيد مع ايران..
كان الروس يدركون ان امريكا ودول الاتحادةالاوربي ودول الجوار السوري تنظر للمسألة السورية من بعدين هامين يجب حصرهما داخل الحدود السورية وعدم تطاير شررهما الى الخارج وهما…خطر الارهاب (داعش والقاعدة واخواتهما) والخطر الاخر الذي يجب تفاديه هو عدم حدوث موجات نزوج جديدة والاهتمام بمساعدة وتمكين النازحين واللاجئين سواء داخل الاراضي السوري او في دول الجوار…
وحاولت روسيا تقديم اوراق اعتماد للخارج بحل مشكلة اللاجئين والنازحين بعقد مؤتمرات لعودة اللاجئين كللت بالفشل الذريع مع فشل الحصول على اية اموال لاعادة اعمار البنية التحتية الضرورية لعودة اللاجئين

بعد ترتيب الولايات المتحدة للكثير من اوراقها بالمنطقة وبدء مقاربتها الجدية للقضية السورية بدأ من اعلى المستويات ..حيث كانت قضية السماح بمرور المساعدات الاممية عبر معابر متعددة وعدم استعمال الفيتو الروسي وربط اي تقدم بتنسيق مع الولايات المتحدة يتناول الملفات السورية الاخرى بعدم عرقلة القرار الاممي القادم بعد عدة ايام كل هذا طرح على طاولة القمة بين الرئيسين الامريكي والروسي..وقد وصفه بعض المراقبين بانه اختبار امريكي للروس ومحاولة البناء على موقفهم

شكل مؤتمر روما الاخير والذي عقد بشكل موازي لمؤتمر التحالف الدولي لمحاربة الارهاب(داعش) والذي اصر وزير الخارجية الامريكي بلينكن على اعطائه بعدا هاما بدعوة وزراء خارجية السبع الكبار والمجموعة المصغرة حول سورية (والتي تضم امريكا وبريطانية وفرنسا والمانية ومصر والاردن والسعودية) وتم استدعاء لاول مرة طرفان مهمان بالشأن السوري وهما تركيا وقطر (المحسوبتان على منصات تجمعهما مع روسيا وايران)..وبالتالي كان بمثابة اجتماع مصغر لاصدقاء الشعب السوري كما كان يعقد سابقا ولن يكون امرا سهلا حضور 18 وزير خارجية ومناقشة الملف السوري.

حشدت امريكا حلفاءها للضغط على الروس في قضية التصويت القادم حول المعابر الانسانية وحاولت رسم الاطار العريض لتناول القضية السورية اذ يشكل هذا التجمع قوة مناهضة لايران وروسيا في الملف السوري…وارسال الرسالة الامريكية الواضحة انه لاتطبيع من اي نوع مع النظام السوري وان كل من يخالف ذلك ستطبق عليه عقوبات قانون قيصر…وان الحل سيكون عبر تطبيق القرار الاممي 2254 الشامل ببنوده لمعالجة كافة تفاصيل القضية السورية بمعنى انتهاء المسارات الاخرى(اسيتانة وسوتشي) واعطاء رسالة ضمتية للروس بانه:

1- الحل السياسي وفق القرار الدولي يعني انه لاحل عسكري طبعا وحماية ادلب وبقية المتاطق من اي مغامرة عسكرية روسية
2- غير مسموح للروس قتل المدنيين وتهجيرهم مرة اخرى وغير مسموح تجويعهم.
استمالة تركيا وقطر الى المحور الامريكي الجديد افقد الروس صوابهم..فاستعجلوا بطلب عقد لقاء لثلاثي اسيتانة في 7 تموز الحالي اعقبه زيارة لم تكن مدرجة على جدول اعمال وزيري الخارجية التركي والروسي بالتوصل لاتفاق يجنب ادلب المزيد من المخاطر..في محاولة روسية واضحة لاستمالة تركيا اليها وابعادها عن التوجه الامريكي الجديد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.