في تبلور خرائط جديدة لسوريا ومخاطر التقسيم-الخاسرون والرابحون

تبدو سوريا في مطلع 2022 منقسمةً إلى جغرافيات ثلاث سياسية و عسكرية تكاد تكون منفصلة ولكل قسم منها راياته وقواه العسكرية ومشاريعه السياسية اضافة الى اقتصاداته المنفصلة و معابر تفصل بينها وهذه الأقسام الثلاث هي في حالة عداء مع بعضها كل هذا كما نرى يؤسس لحالة انفصالية مستقبلا رغم الممانعة التركية لتكوين كيانات مستقلة في المستقبل لما يشكل ذلك من خطر على الامن التركي .ان هذه المناطق ليست متكافئة اطلاقا وان حدث تقسيم ضمن الحدود الحالية سيكون الخاسر الاكبر مناطق شمال وشمال غرب سوريا فإذا قارنا بين المناطق الثلاث في المرتكزات الموجودة نجد مايلي:

  1. في عدد السكان : يشكل سكان مناطق النظام نسبة 66% ويشكل سكان مناطق المعارضة نسبة 21.35 %وسكان مناطق سيطرة قسد 12% من عدد سكان سوريا
  2. في المساحة : سوف نجد اختلاف في حصة المناطق الثلاث من المساحة حيث تشكل مناطق سيطرة النظام نسبة 63.4% ومناطق سيطرة قسد25.6 % ومناطق سيطرة المعارضة لديها المساحة الأقل وهي 11% من الجغرافية السورية.
  3. في الموارد والثروات: عندما درسنا الموارد والثروات وجدنا ان مناطق النظام لديها المدن الرئيسية في سوريا و المنفذ على البحر وكذلك المنشئات الاقتصادية الرئيسية في سوريا من موانئ ومطارات ومعامل ولديها 55% من انتاج الغاز مع وجود كميات كبيرة لم تستخرج من غاز المتوسط. اما قسد فهي تضم ثلاث مدن رئيسة و تسيطر على نحو 90 في المئة من الثروة النفطية بالإضافة إلى 45 في المئة من إنتاج الغاز وتحوي منطقة سيطرتها سلة سورية الغذائية لوفرة زراعة القمح وأنواع الحبوب والقطن إضافة الى الموارد المائية مثل نهر فرات ونهر دجلة وسد الفرات . اما مناطق المعارضة فتضم مركز مدينة وحيد وهي بدون ثروات معدنية ولا منافذ لديها على العالم سوى منفذ باب الهوى وليس لديها ثروات سوى التين والعنب والزيتون.

في حال تمايزت المناطق الثلاث ضمن حدودها الادارية سيكون الرابح الاكبر مناطق سيطرة قسد فهي الاقل في عدد السكان والاكثر غنى بالثروات تليها مناطق النظام اما مناطق سيطرة المعارضة فهي الخاسر الاكبر فهي اقل المناطق الجغرافية الثلاث موارد وثروات وميزات ومساحة ومراكز مدن كما اوضحنا .لقد وجدنا ان علامات واضحة تشي بان الأسد يدفع باتجاه التقسيم فهو يهمه الهروب من العدالة والبقاء في الحكم وسيطرة عائلته والطائفة والروس في كيان مغلق يشبه كوريا الشمالية.-لقد لاحظنا خلال السنوات العشر ابتعاد الحركات الانفصالية الكردية بأقسامها السياسية والعسكرية عن المشروع الوطني الذي طرحته الثورة السورية وهي تعمل على إقامة كيان كردي بذرائع تشبه إسرائيل فيما يدعى الحق التاريخي لها على الأرض التي تسيطر عليها وهي تعمل أيضا على تغيير ديمغرافي سيكون التقسيم احدى مخرجاته وقد طرحت عدة صيغ تودي جميعها الى التقسيم منها روج روفا والادارة الذاتية واخيرا في مؤتمر ستوكهولم طرحت اللامركزية ان طرح اللامركزية او الكونفدرالية قبل إقرار الحل السياسي و في ظل انهيار الدولة الحالي سيؤدي الى الابتعاد عن الاستقرار و تمزيق سوريا حيث ستكون لدى الحكومات اللامركزية لو أقيمت قبل الحل السياسي جيوش منفصلة و نفوذ لدول مختلفة ولديها رؤية منفصلة مما يؤدي الى دفع الكيانات المقامة على الجغرافيات الثلاث الى تناحر و صدام قادم وعدم استقرار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.