في الثامن من أذار 2011بداية سقوط اسطورة القائد الخالد في ميادين وساحات درعا الثورة السورية العظيمة……..
بقلم :العميد الركن الدكتور عبدالله الأسعد
في مدينة درعا اعتقلت قوات الأمن السورية مجموعة من الأطفال من مدرسة الأربعين نهاية شهر فبراير/شباط 2011، على خلفية كتابتهم عبارات على سور مدرستهم مثل “الشعب يريد إسقاط النظام” و”إجاك الدور يا دكتور”، محاكاة للعبارات التي رفعها المتظاهرون في دول الربيع العربي ، وتم إعتقال الاطفال وسوقهم إلى فرع الأمن السياسي وتعرضوا للتعذيب، وحين خرج أهالي درعا للمطالبة بمعرفة مصير أولادهم جاءهم الرد من رئيس فرع الأمن السياسي عاطف نجيب، قريب بشار الأسد، وطلب منهم العودة ونسيان أطفالهم وإنجاب أطفال آخرين. مما مهد لخروج مظاهرات شعبية لاحقا في درعا. كانت درعا تشتعل والنشطاء يطالبون الشعب لنصرة الأطفال ودعت صفحات مؤيدة للثورة إلى مظاهرات حاشدة في المدن السورية يوم الجمعة 18 مارس/آذار 2011 تحت اسم “جمعة الكرامة” فتحركت عدة مدن سورية، منها دمشق وحمص وبانياس ودير الزور ودرعا، وكانت مظاهرة درعا حاشدة على خلفية طرد مسؤولي نظام الأسد الأهالي الذين طالبوا بالإفراج عن أطفالهم المعتقلين، وردت قوات النظام السوري بالرصاص الحي لتفريق المظاهرة، مما أدى إلى سقوط أول شهداء الثورة السورية، منهم حسام عياش ومحمود جوابرة. في الثامن عشر من أذارثاراهالي درعا ونهضوا كقومة رجل واحد كالقيامة من كل حدب وصوب ، ضاربين بارادتهم كل أدوات البغي والطغيان ، مما أستدعي أن يقوم جهاز الأمن سلطة نظام اسد بممارسة هواياته القمعية قام جهاز الأمن بدرعا باستدعاء قوة كبرى من دمشق قوامها عناصر من حزب الله وقوات الفرقة الرابعة وشبيحة الأمن ، وبدأت تهبط الحوامات ، في الملعب البلدي بدرعا وتبر الإنزال من العناصر المدججة بالسلاح لقتل الأطفال والنساء مستخدمة الرصاص الحي ممأادى لوقوع أول شهيدين في الثورة السورية في ساحة المسجد العمري والذين عمدت دمائهم لم يكن أمام المتظاهرين إلا “رمز الرعب” في سوريا، “تمثال الأسد“، فهرع المتظاهرون إليه وقاموا بإسقاطه وتدميره معلنين حينها المطلب الأوحد “الشعب يريد إسقاط النظام “، لتنتهي بذلك حقبة من الخوف استمرت نحو 40 سنة، ليرتقي عند التمثال 7شهداء مدنيين ممن أسقطوا التمثال. تتالت المظاهرات بعد ذلك وانضمت المدن السورية والقرى إلى المظاهرات تباعا، وتحول تشييع الشهداء إلى مظاهرات حاشدة حملت طابع السلمية، وطالبت بالحرية والتغيير. واجه النظام السوري المظاهرات جميعها بالقمع والرصاص الحي والاعتقالات والانتهاكات والاعتداءات على من خرج في المظاهرات وعلى أهالي المنطقة التي جرت فيها، كما نفذ عمليات مداهمة واعتقالات للناشطين السوريين والمتظاهرين السلميين، ونصب الحواجز في المدن وأطرافها والأرياف. وأدى القمع الذي انتهجه النظام السوري في مواجهة المظاهرات السلمية إلى تحول شعاراتها من الحرية والمطالبة بالتغيير إلى الدعوة إلى إسقاط النظام ورفض حكم بشار الأسد. استخدم النظام الأسلحة الثقيلة على اختلاف أنواعها من أسلحة حارقة وذخائر عنقودية وصواريخ سكود وقذائف هاون، وبعد سنة من الثورة بدأ بالقصف الجوي من خلال البراميل المتفجرة التي تحشى بمواد معدنية ومواد متفجرة ترمى من المروحيات، وسجلّت أول عملية قصف في مارس/آذار 2012، ثم استخدم الطيران الحربي في يوليو/تموز 2012، واستهدفت المنشآت المدنية كافة من منازل وبيوت ومدارس ومؤسسات مجتمع مدني ومستشفيات ونقاط طبية ومستشفيات ميدانية وأسواق شعبية وتجمعات مدنية وغيرها، وأحدثت فيها مجازر كبيرة. كما استخدم النظام الأسلحة الكيماوية باختلاف أنواعها، إذ وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تنفيذ النظام السوري 222 هجوما كيميائيا في مختلف أنحاء سوريا، وتسببت هذه الهجمات في مقتل 1510 أشخاص وإصابة ما يزيد على 11 ألفا آخرين. وتعد مجزرة الغوطة أشهر المجازر الكيماوية التي نفذها النظام، والتي حدثت يوم الأربعاء 21 أغسطس/آب 2013 واستهدفت مناطق من الغوطة في ريف دمشق، إذ قصفها النظام السوري براجمات صواريخ محملة برؤوس كيماوي أدت إلى سقوط مئات الشهداء وإصابة الآلاف. ووثقت عدة تقارير حقوقية وصحفية مشاركة مليشيات طائفية في دعم النظام ومساندته عسكريا منذ بدء الثورة السورية، وتحدثت التقارير عن وجود ما لا يقل عن 35 ألف مقاتل ينتمي أغلبهم إلى العراق ولبنان وإيران وأفغانستان يقاتلون إلى جانب النظام السوري، وأسهم وجودهم في استعادة النظام لمساحات كبيرة من يد الثوار لا سيما في ريف دمشق وريف حمص وريف حلب. كما سجلت مجازر عديدة قامت بها هذه المليشيات وانتهاكات حقوقية كبيرة من خلال الأساليب الوحشية التي تنتهجها في عمليات المداهمة والاعتقال والقتل وذبح المدنيين والتشنيع بهم. وقد أعلنت بعض هذه الحركات بشكل واضح مشاركتها مع النظام مثل إعلان الأمين العام لحزب الله مشاركة جنوده في معركة القصير التي حدثت في أبريل/نيسان 2013، وقتالهم جنبا إلى جنب مع جنود النظام ودفاعهم عنه.