[بقلم الدكتور باسل معراوي]
بات من المعروف ان ايران تستخدم استراتيجية مع امريكا والغرب…”تفاوض على التخلي على مالاتملك مقابل عدم إرغامها على مالا تريد”
بمعنى ان ايران لاتملك القنبلة النووية بعد وتفاوض على عدم امتلاكها بشرط عدم التدخل بمشروعها الاقليمي وبرنامجهاالبالستي الصاروخي واخيرا ..ومؤخرا برز سلاح ايراني مخيف وهو سلاح الطائرات المسيرة باصاباتها الدقيقة…(بعد ضربة منشآت ارامكو ايلول 2019 في السعودية) وضربات ميليشيا الحوثي المستمرة على المملكة العربية السعودية…
كان المتوقع ايرانيا ان يعود الرئيس الامريكي الجديد (والذي كان ممن ساهم بصناعة اتفاق 2015 عندما كان نائبا للرئيس) ان يعود الى الاتفاق من جديد ويتخلص من ارث ترامب الذي بدأت بعض سياساته تبدو وكانها اصلاح لما افسده الرئيس السابق..
مرت الاشهر السبعة الاولى من ولاية الرئيس الجديد وتم عقد 6 جولات من المفاوضات في فيينا بين مجموعة ال5+1 وايران..ولم يحصل الاتفاق خاصة ان المؤمل كان التوقيع يتم بعهد الثنائي الايراني الذي صنع الاتفاق السابق (روحاني–ظريف) قبل استلام الرئيس المحافظ الجديد علي رئيسي.
ما رشح عن نتيجة الجولات الستة السابقة ان 90% من التفاصيل الفنية قد تم التوافق عليها وبقي 10% من الجانب السياسي للاتفاق لازالت موضع خلاف…
أجرى مؤخرا موقع خامنائي باللغة الفارسية لقاء مع غريب آبادي احد اعضاء الوفد الايراني المفاوض في فيينا تحدث فيه عن سبعة مواقف امريكية متشددة برزت اخيرا والتي تحول دون الوصول لعقد الاتفاق…وهذه الشروط هي:
1– ربط الوفد الامريكي توقيع اتفاق نووي جديد بالتفاوض على القضايا الاقليمية ..
طبعا هذا الشرط لم يكن موجودا باتفاق 2015..حيث استغلت ايران ذلك بالتمدد الاقليمي عن طريق الميليشيات واحكام سيطرتها على القرار السياسي لاربعة عواصم عربية…
2–رفض الغاء القانون الامريكي الذي يفرض عقوبات امريكية على عقود التسلح الايرانية ..
اذا يعتبر الامريكان ان هذا الشرط لاعلاقة له بالبرنامج النووي الايراني..
3–رفض الوفد الامريكي شرطا ايرانيا برفع العقوبات الامريكية عن 500 شخصية ايرانية.
4– رفض الوفدةالامربكي للشرط الايراني بالغاء قانون غاستا (وهو قانون امريكي صدر بشهر آب 2017 بعهد الرئيس ترامب واقره الكونغرس الامريكي)وهو يعرف بقانون مكافحة اعداء امريكا الذي يتضمن عقوبات على الدول او الجماعات الارهابية التي تصنع اسلحة دمار شامل ..وتنشئ ميليشيات ارهابية ..وهي تشمل كل اذرع ايران في المنطقة( نظام الاسد وحزب الله اللبناني وحركة حماس والحشد الشعبي العراقي وميليشيات الحوثي) اضافة للحرس الثوري الايراني نفسه
5– الرفض الامريكي القاطع للشرط الايراني الذي يطلب تعهد الجانب الامريكي التعهد مسبقا بعدم الخروج من الاتفاق الجديد لاحقا (وليس الرئيس الامريكي الحالي) بل الرئيس الامريكي ايا كان الحزب الذي ينتمي اليه
6–رفض الجانب الامريكي للطلب الايراني بتعويض الدولة الامريكية عن كل الخسائر الايرانية التي لحقت بالدولة الايرانية منذ انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق السابق
7–رفض الجانب الامريكي للشرط الايراني بعدم التزام الجانب الايراني بتنفيذ التزاماته المترتبة عليه قبل اختبار والتاكد من التزام الجانب الامريكي بتنفيذ التزاماته بعدها يطبق الجانب الايراني مايتوجب عليه…
بمعنى رفع كل العقوبات الامريكية(وليس المتعلقة بالاتفاق النووي فقط) دفعة واحدة …ثم تقوم ايران بتنفيذ ماينص الاتفاق تنفيذه من قبلها
ازاء هذه المواقف لايمكننا التكهن بموعد لعقد الجولة السابعة للوفود…ويمكن لنا استخلاص نتيحة ان فرص فشل الاتفاقىاكبر من فرص التوصل اليه ..
بعد انقضاء عهد روحاني (المعتدل) واستلام رئيس محافظ جديد لايسعنا الى توقع تصعيد من الجانبين وقد لمسنا مؤخرا تصعيدا خطيرا بحرب واستهداف الناقلات التجارية بالخليج والذي مرشح للتزايد .الامر الذي ادى الى تحويل ملف سلامة النقلىالبحري وطرق التجارة العالمية الى مجلس الامن بمعنى تدويل القضية وليس بقائها امرا بين الولايات المتحدة وايران اذ دخلت اسرائيل بقوة على الخط بسبب استهداف ناقلتها النفطية مير سر ب28 تموز الحالي وتدخل بريطانية بالملف عبر مقتل احد بحارتها على متن الناقلة …
وهو ماكان يخشاه الغرب من تطور تقنيات الدرون الايرانية ودقة اصابتها وتدريب ميليشياتها عليها بحيث لاتطلق تلك المسيرات من الاراضي الايرانية حيث تم استهداف الناقلة الاسرائيلية عبر ميليشيات الحوثي من اليمن. لايمكن لامريكا (وحلفاءها) الا المضي بسياسة الارغام والاكراه عبر العقوبات الاقتصادية والضربات الجوية وتسعير الاحتجاجات بالداخل الايراني والعزل الدبلوماسي للوصول الى خيمة صفوان ايرانية ..
د باسل معراوي
تحليل ممتاز