[بقلم القاضي محمد نور حميدي]
ان هذا القرن هو عصر انتصار ارادة الشعوب على تسلط وقهر حكامها بكل معنى للكلمة لانه من الطبيعي ان هذه الاحوال ما كان يمكن ان تدوم الى الابد بل كان من الطبيعي ان تستيقظ تلك الشعوب عن ثباتها الواحد بعد الاخر وان تتزود باسباب الحضارة العصرية من ناحية وتعي حقوقها وتطالب بها وتثور على جلاديها من ناحية اخرى وقد استطاعت بعض الشعوب ان تقطع شوطا في هذا السبيل منذ انطلاق الربيع العربي ولكن ما يزال امام معظمها طريق طويل وشاق محفوف بضروب من الموانع والعراقيل من الاشواك والادغال من المهاوي والوديان ولا شك بان ارادة الشعوب ستتغلب في اخر الامر على جميع الموانع والعراقيل التي وضعها قادة دولهم وسيكون هذا العصر عصر انتصار الحريات والربيع العربي وعصر تلاشي وانهيار الاستبداد والقمع الذي يمارسه قادة الشعوب وستكون بالمحصلة الشعوب العربية هي اكثر المستفيدين من ذلك لانها في الوضع السابق هي اشد المتضررين من رواسب ومخلفات تلك الحقبة الاستبدادية التي حرص الحاكم العربي على زرعها وتعزيزها بكافة ادوات التخلف والقهر وهذه الثورات وان اتحدت في اطارها العام وهدفها المعلن وبدات سلمية تنشد الحرية وكسر حاجز الخوف الذي عاشت به قرابة قرن من
الزمن بداية بالاستعمار وانتهاء بقادة لم تعرف قلوبهم الرحمة كان همهم تكريس نظام عفن يمهد الطريق للبقاء في سدة الحكم للابد ساعدها في ذلك ظروف دولية واولى تلك الثورات بدات بتونس حتى وصلت بلدنا الحبيب الا ان ثورتنا قد اختلفت عن غيرها من الثورات اذ ما لقيته من قمع وتنكيل لم تلقاه ثورة على مدى التاريخ اذ ان التخاذل الدولي والعربي الذي وقف موقف المتفرج على تلك الصور المروعة من القتل والتدمير وكان شيئا لم يحدث انها بحق مؤامرة كونية على ثورة شعب اعزل انتفض في وجه جلاديه ينشد الحرية والكرامة التي سلبت منه على مدار عقود ولكن رغم التخاذل والمؤامرات التي حيكت ضد هذه الثورة المباركة الا ان النصر حليفها انشاء الله شاء من شاء وابى من ابى وستنتصر هذه الثورة كما انتصر غيرها من الثورات وسيكون هذا القرن قرن انتصار الربيع العربي وانهيار الانظمة الديكتاتورية والاستبدادية
إذا قبلنا أن الربيع هو الوضعية التي يتحقق فيها السلام الأعظمي نفهم أن ما يحصل في العلم العربي ليس ربيع ولا عربي. هو أقرب ليكون ربيع صهيوني.
هذا كان على قاضي معرفته!
أنا لم ألتق في كل حواراتي على من يفهم ما هو السلام، الكارثة أن كل الحقوقيين الذين التقيت بهم على الفيسبوك لم يفهموا السلام أيضاً القاضي محمد نور حميدي لا يفهم ما هو السلام. وإلا لما استعمل التعبير انتصارات الشعوب، السلام هو الوحيد الذي يمكننا تسميته انتصار، كل ما يحصل خارج السلام هو تدمير تخريب وقتل وسلب ونهب.