العاهل الأردني يعلنها “بداية حقبة لم تولد بعد، ولكنها نهاية حقبة كان عنوانها اللعنة الإيرانية”
ليس كلاماً عابرًا ماقاله العاهل الأردني عبدالله الثاني، إنه يؤيد إنشاء حلف “ناتو” شرق أوسطي، “على أن تكون مهماته واضحة للغاية”، وفق ما جاء في مقابلته مع قناة سي. إن. بي. سي الأمريكية أمس، هو كلام لن يكون مجازفة في الخيال، فالأردنيون طالما تلافوا الثرثرات الإعلامية، والناتو الذي يعلنه الملك سيجمع البلدان “ذات التفكير المتشابه” حسب منطوقه وكان العاهل الأردني قد اضاف “ونحن نتمتع بقوة انتشار سريع، ونعمل بنشاط مع الناتو في جميع أنحاء العالم”كلام الملك لابد من ربطه بمجموع مؤشرات، ففي بحر أسبوع واحد ـ الملك عبد الله بن الحسين في أبو ظبي ، وبعده الأمير القطري تميم في مصر، وفي تزامن واحد زيارة وزير الخارجيه الإسرائيلي إلى تركيا، ومن بعده الأمير محمد بن سلمان في زيارة للأردن ومصر وتركيا، وكلها تحركات تنبئ بأحداث كبيره قادمه للمنطقه قد تتظهّر ملامحها ما بعد زيارة بايدن للمنطقه، ومجموع هذه الأحداث، يمكن اعتبارها وقائع كبرى، لابد وتبللور ملامح مشروع بديل للمنطقه برمتها، وهو مشروع له عده مستويات – إيديولوجيه “الوثيقه الإبراهيمية “– إقتصادية ” منتدى غاز شرق المتوسط “– سياسية “التطبيع وإدماج إسرائيل بالمحيط “– عسكريه أمنيه ” ناتو شرق متوسطي “هذا المشروع يبدو أنه ينمو وبسرعة هائلة ، وسيكون السؤالـ أين موقع سوريا في هذا المشروع ؟حتمًا لن يكون لنظام الاسد مكانًا في هذا المشروع، وليس تزامن الكشف عن خطوط المخدرات العابرة من الحدود السورية إلى الأردن ودول الخليج، والاتهامات الاردنية الصريحة لـ “آل الأسد” بأنهم وراء جرائم المخدرات تلك، سوى التعبير الاولي عن “الاسد الذي لايشبهنا” وفق دلالات كلام العاهل الأردني، وقد تزامن الكشف عن “مخدرات الأسد” مع مانشرته دير شبيغل الالمانية وقد أفردت تحقيقًا واسعًا حمل كل الدلائل على تورط “آل الأسد” بلعبة السموم هذه، بالشراكة مع حزب الله اللبناني، وبالنتيجة تورط إيران وكليهما “ماهر الأسد” و حزب الله” ذارعين إيرانيين، ماسيجعل نظام الاسد أشد عزلة من أي وقت مضى، ويجعل منه نظامًا مكشوفًا تمامًا، بما يسرّع من انهياره في المعركة المستقبلية الفاصلة مابين مجموع “ناتو شوق أوسطي” والتي ستشمل مصر والاردن والامارات والمملكة العربية السعودية وقد طبّعت علاقاتها مع تركيا التي لابد وسيشملها المشروع إياه، وكلها دول تضررت من نظام الأسد، سواء بالمخدرات او العمليات الإرهابية، والاهم في أنه ترك بلاده مساحة للاعب الإيراني الاكثر عبثًا في مصير المنطقة برمتها.مشروع تأخر كثيرًا، غير أنه يمكن إضافة “وجاء في موعده”تاخر تبعًا لعدم توفر الظروف التي تسمح بإنضاجه في ظل سنوات من الصراعات مابين دول شرق أوسطية وتعبيرها في الصراع التركي ـ السعودي، والقطري المصري الإماراتي ، وجاء في موعده مابعد تهدئة الخلافات مابين هذه الدول وتنحيتها لحساب الصراع الرئيسي، وهو الصراع مع إيران، الدولة الجامعة للإرهاب، والراعية والمصدّرة له، والطامحة ليكون الخليج “خليجها” والبادية “باديتها” والربع الخالي “خال سوى من هيمنتها”كلام العاهل الاردني بداية حقبةنعم هو الامر كذلكبداية حقبة لم تولد بعد، ولكنها نهاية حقبة كان عنوانهاـ إيران اللعنة .
سوريا الأمل