[بقلم الدكتور محمود الحمزة]
تخبط الموقف الروسي في الشرق الأوسط:
- عدم وجود قوة عسكرية كبيرة روسية قادرة على التوزع في بقع جغرافية متنوعة على الصعيد العالمي بشكل عام، وعلى صعيد الشرق الأوسط خصوصا.
- غياب قوة اقتصادية روسية تكون رديفاً وداعماً للقوة العسكرية، فالاقتصاد الروسي ما يزال متخلفا، وما يزال، في جزءٍ كبير منه، اقتصادا ريعيا يعتمد على تصدير النفط والغاز.
- غياب الأيديولوجية السياسية الضاغطة، كما كان الأمر مع الاتحاد السوفييتي.
- الافتقار للقوة الناعمة التي يمتلكها الغرب في المنطقة، خصوصا الولايات المتحدة، والمقصود بالقوة الناعمة، وفق المفكر السياسي جوزيف ناي، القدرة على الجذب والضم من دون الإكراه أو استخدام القوة وسيلة للإقناع.
- واللافت أيضاً تصريح السيد رامي الشاعر وهو شخصية دبلوماسية سابقة ورجل أعمال وكاتب سياسي مقرب من الخارجية الروسية، لصحيفة الشرق الأوسط (29 يناير الماضي): إن مواصلة «تعنت النظام يفاقم الموقف أكثر»، وأشار الى تحذير روسي من أن استمرار الوضع الحالي قد يسفر عن قيام المجتمع الدولي بطرح ملف شرعية النظام مجددا على طاولة البحث.
- روسيا لها علاقات استراتيجية مع بلد واحد في الشرق الأوسط هو اسرائيل. وهناك تقارب كبيـر في المواقف والمصالح.
- روسيا لا تريد تنفيذ القرار 2254، لأن هذا القرار يسمح للسوريين باستعادة وطنهم وقرارهم المستقل، ويسمح لهم بإبطال كل قرارات وقّعها النظام السوري مع روسيا وإيران.
- الحجة الروسية في محاربة الإرهاب تخفي خلفها حقائق مطامع روسية في سورية، فالروس لم يتدخّلوا للدفاع عن نظام حكم بشار الأسد لأنه حليفهم فحسب، ولكنهم تدخّلوا لغايات استراتيجية تتعدى حدود جغرافية هذا البلد. ولعل موقع سورية الجيوسياسي على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، سيعطي أفضلية لروسيا في فرض نفوذها في مناطق شمال أفريقيا ومنطقة الخليج العربي وأوروبا.
النشاطات السورية في روسيا
- النشاطات الاقتصادية والمالية والتجارية السورية في روسيا تلعب دورا مهما في التأثير على مراكز القرار الروسي والسياسات الروسية تجاه الوضع في سورية.
- يعمل في روسيا لوبي قوي لصالح النظام وتوجد أكبر شبكة مالية وغسيل اموال في موسكو يشارك فيها رجال اعمال سوريون (المهندس مدلل خوري) وضباط امن روس ورجال اعمال روس وقبارصة ولبنانيون ورجال دين مسيحيين ويشرف عليها محمد مخلوف خال بشار الاسد الذي يقيم هو وابنه ضابط المخابرات السابق -حافظ مخلوف ويستثمرون عشرات المليارات من الدولارات التي اخرجوها من سورية في العقارات والبنوك والشركات المختلفة في روسيا وبيلاروس واوكرانيا وفي دول اوروبية شرقية اخرى. واغلب أسماء هؤلاء على القائمة السوداء.
- هناك تحقيقات صحفية قامت بها مؤسسات دولية تشير الى ضلوع بعض الشخصيات السورية والروسية في لعب دور الوسيط في شراء الاسلحة بما فيها الغازات السامة وارسالها للنظام من خلال بنوك وهمية او شركات تتبع لدول ثالثة.
- بعد عام 2011 قام مجموعة من رجال الأعمال السوريين الموالين للنظام السوري ومعهم شخصيات روسية بتأسيس الصندوق الروسي السوري في موسكو لجمع التبرعات ودعم النظام السوري.
تأثير قانون قيصر على الدور الروسي في سورية
- تعتبر موسكو أنها تساهم بما يكفي في تمويل مؤسسات السلطة السورية.
- ولا تنوي روسيا الاستثمار في إعادة الإعمار بسورية.
- من الواضح أن الاستثمارات في قطاع البناء في سورية يجب أن تكون طويلة الأجل، أما الشركات الروسية المعنية فلا تستطيع أن تتحمل الانتظار لـ10-15 سنة حتى تحصل على عائدها الاستثماري.
- القيادة الروسية تهتم ليس بتمويل عملية إعادة إعمار سورية بحد ذاتها، بل بالحصول على المبالغ التي من المقرر أن يخصصها المجتمع الدولي لهذا الغرض، لكي تتصرف بها حسب ما تراه مناسبا.
البحث عن حل روسي في سورية
- يعر ف المراقبون أن موسكو تبحث عن بدائل سياسية وتجري لقاءات مع شخصيات معارضة سورية ومع مكونات سورية مثل اللقاء بين نائب رئيس البعثة الروسية في جنيف مع ممثلين عن الطائفة العلوية المقيمين في الخارج (منهم المحامي عيسى ابراهيم حفيد الشيخ صالح العلي)، وكذلك لقاء بوغدانوف في الدوحة مع الشيخ أحمد معاذ الخطيب. وقام بوغدانوف بزيارة باريس واللقاء مع شخصيات سورية مختلفة.
- تحاول روسيا الدفع بعمل اللجنة الدستورية معتبرة إياه مفتاح الحل السياسي. وصرح المندوب الروسي في مجلس الأمن- بأن بعض الدول وعدت بالتمويل بعد تشكيل اللجنة الدستورية، لكن الحقيقة مختلفة عن هذا التصريح.
- . يتضمن هذا السيناريو حلاً لأهم المشاكل العالقة المذكورة أعلاه، وتغييـراً مهماً في بنية النظام. وقد يقوم هذا السيناريو على فكرة المقايضة، بين أميـركا وروسيا، بأن تقوم أميـركا برفع العقوبات عن النظام، ووقف تنفيذ قانون قيصر(سيزر)، ورفع الفيتو عن تمويل إعادة الإعمار، والتطبيع مع سورية، مقابل أن تفرض روسيا على النظام حلاً يقوم على انتقال سياسي من دون بشار الأسد.
الاتفاقات الامريكية الروسية حول سورية:
- نشير أولاً إلى رأي الخبير الروسي ميخائيل الكسندروف من معهد موسكو للعلاقات الدولية بأنه توجد في النخبة الروسية طبقة من الناس تميل إلى وجهة النظر الغربية، وهي تنتظر دائما شيئا ما من الغرب وتحافظ على نفوذها وتحاول التأثير على الرئيس بوتين باتجاه تحسين العلاقة مع الغرب. لقد ربطت تلك النخبة حياتها المهنية وأعمالها التجارية بالعلاقات مع الغرب، وهي بحاجة إلى الضغط لتقديم تنازلات لأمريكا.
- أبرز فيتو اتخذته موسكو وهو رقم 13 (عام 2019) بالتشارك مع امريكا لإيقاف عملية “نبع السلام” التركية شرق الفرات.
- الاتفاق حول نزع السلاح الكيميائي عام 2013 (أنقذ النظام من ضربة عسكرية امريكية غربية)
- اتفاق بمشاركة اردنية لخفض التصعيد في جنوب غربي سورية (2018)
- اتفاقات لعدم الاحتكاك العسكري في الاجواء السورية
- تأييد امريكي للتدخل العسكري الروسي في سورية (2015)
- تنسيق امريكي روسي اسرائيلي يسمح بتوجيه ضربات جوية اسرائيلية لمواقع عسكرية ايرانية ولحزب الله في سورية
- تأييد امريكي لروسيا في جعل اللجنة الدستورية أولوية على قرارات جنيف-1 والقرار 2254
- تأييد امريكي للاتفاقيات الموقعة مع تركيا في سوتشي وفي موسكو حول ادلب وشمال شرقي سورية.
- ونتساءل هنا: هل الضغوطات والعقوبات الأمريكية وغيرها على تركيا وعلى روسيا صدفة؟ فهي دفعت البلدين للتقارب. فهل هذا من مصلحة أمريكا؟ ام هي خطة لضرب البلدين مستقبلا بتوريطهما في الملف السوري والليبي؟ وتكررت نفس القصة في علاقة امريكا بالخليج ودفعتهم للاقتراب من روسيا. فهل كل ذلك صدفة؟
- اسرائيل دمرت المفاعل النووي العراقي وأسقطوا نظام صدام حسين العلماني، وسلموا العراق لنظام الملالي الاوتوقراطي الديني وسمحوا له بالتدخل في شؤون الدول العربية، مع استمرار التهديدات المتبادلة بين إيران واسرائيل لذر الرماد في العيون وتوتير الاجواء بين إيران والخليج لابتزاز الجميع وخاصة دول الخليج لشراء اسلحة وزيادة التبعية.
- وتدل أغلب المعطيات على وجود تفاهمات استراتيجية روسية امريكية ومن خلفها اسرائيلية حول سورية: وهناك امثلة كثيرة منها زيارات جون كيري 2015 الى سوتشي، وزيارة بومبيو الى سوتشي 2019- والاتفاق الامريكي الروسي حول جنوب غربي سوري (درعا) بالرغم من ان هناك صراع جدي في اوكرانيا بين موسكو وواشنطن واسرائيل تلعب عالحبلين.
- القمة الامنية الثلاثية الروسية الامريكية الاسرائيلية في 24 يونيو 2019 قبل قمة العشرين في اليابان في نهاية يونيو 2019 حيث التقى بوتين وترامب واكدا على نتائج القمة الامنية.
- ومن جانب آخر قامت أمريكا في عام 2018 بقتل وإبادة ما بين 215-644 من المرتزقة الروس ” فاغنر” مع أسلحتهم ومعداتهم الثقيلة في شرقي الفرات. وترك ذلك ردود فعل حادة لدى المحللين الروس ، حيث قال فلاديمير لوكاشيفج : نحن صامتون لأنه لدينا كذبة اسطورية “ليس لدينا مرتزقة “، لأنه في القانون الجنائي لروسيا الاتحادية هناك المادة الجنائية رقم 359 خاصة ب”المرتزقة”، التي تنص على أن التجنيد والتدريب والتمويل والدعم المادي للمرتزقة واستخدامهم في نزاع مسلح أو الأعمال العدائية هي جريمة ويعاقب عليها القانون الروسي وقد تصل العقوبة بقوانين بلدي إلى 15 عاما في السجن. وأضاف: لا بد من صياغة سؤال هام ماذا تفعلون في سورية. وقال مستاءً: أصبحت روسيا في مهب الريح . هذه هي نهاية أسطورة “التفوق العسكري لدينا” وأسطورة “نحارب أفضل من الجميع “وأسطورة “لن نترك خلفنا أولادنا “وأسطورة” انسحاب قواتنا من سورية.
الانتخابات الرئاسية واللجنة الدستورية
- منذ أبريل/ نيسان 2020 ازداد عدد المقالات والتحليلات المنشورة في مواقع اعلامية ومراكز بحوث مقربة من الخارجية والكرملين حول ” الأسد الضعيف والفاسد”، وضرورة القيام بإصلاحات سريعة، وتقديم تنازلات لدعم الحل السياسي على اساس القرار 2254
- وفي مارس 2021 صرح سيرغي فيرشينين بأن الانتخابات الرئاسية استحقاق ضروري للحفاظ على استقرار مؤسسات الدولة، وأن الغرب يفرض العقوبات على النظام السوري ويجعله يمر في أزمة اقتصادية ومعيشية.
- تصريح السفير الروسي في دمشق يفيموف حول الأوضاع الصعبة في سورية وعدم قدرة روسيا على الدعم المادي للنظام.
- في المقابل لم يتحرك الحل السياسي الذي تدفع به موسكو عبر مسار استانا وسوتشي.
- اللجنة الدستورية لم تحقق أي تقدم رغم خمس جولات بدأت في نهاية 2019 بعد تأخير ومشاورات طويلة بدأت في مؤتمر سوتشي في يناير 2018.
- تصريحات المقداد بعد لقاء بيدرسون في 21 فبراير الماضي تؤكد أن النظام لا ينوي انجاج عمل اللجنة الدستورية واولويته هي استغلال موضوع المساعدات وتدفق الاستثمارات العربية والغربية لإعادة الاعمار.
- مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي يجب أن تنظم في سورية في نهاية مايو القادم انتهت عمليا الآمال بأنها سوف تشكل بداية لمرحلة جديدة في سورية، مع اصرار دمشق وموسكو على فصل الانتخابات عن مسار عمل اللجنة الدستورية، والاصرار على عدم تحديد سقف زمني لانتهاء أعمال اللجنة الدستورية. وفي دمشق انطلقت الاستعدادات لتنظيم الانتخابات وأعلن الأسد عن ترشيح نفسه لفترة جديدة مدتها سبع سنوات بمقتضى دستور عام 2012.
- لن تكون الانتخابات الرئاسية المعروفة نتائجها مسبقا سوى مسرحية جديدة هزيلة ومفضوحة تعود عليها السوريون منذ 50 عاما.
التغطية الإعلامية الروسية لذكرى الثورة السورية في مارس 2021
- تجاهلت معظم التقارير ذكر الأسباب السياسية والاجتماعية لاندلاع الثورة السورية وركزت على دور التدخل الخارجي والدعم الغربي للاحتجاجات ضد نظام الأسد في إطار تصدير الثورات واشعال “الربيع العربي”، والصراع الجيوسياسي على المنطقة. ولم تأت التقارير على الفساد والقمع الأمني وركزت على موجات الجفاف التي ضربت سورية في العقدين الأخيرين. وكان لافتا اشارة كثير من التقارير إلى أن سورية كانت مثالا للدولة العلمانية في المنطقة، والتعايش بين شرائح المجتمع المختلقة، وأنها كانت واحدة من أكثر بلدان الشرق الأوسط ازدهارا” وأنها كانت مكتفية ذاتيا و” استطاعت تأمين كل احتياجاتها بالكامل”.
- الرواية الرئيسية لمعظم التقارير هي أن “روسيا أنقذت سورية من الإسلاميين” و “بفضل روسيا، بقيت سورية موجودة بشكل عام (الروس ينظرون الى سورية على انها سورية الأسد)، وهناك تمسك بمقولة أن الصراع في سورية على أنه مواجهة بين القوات الحكومية و”الارهابيين الاسلاميين”.
- معظم التقارير حول الذكرى العاشرة في وسائل الإعلام الروسية لم تأت عمليا على ذكر بشار الأسد وإيران واقتصرت في كثير من الأحيان على الإشارة إلى النجاحات التي استطاعت روسيا تحقيقها، أو الآثار الإنسانية للحرب في سورية.
- رسم بيان للخارجية الروسية في 12 مارس الخطوط العريضة للتغطيات الإعلامية للذكرى العاشرة، وهي عموما الاشادة بالدور الروسي في سورية، والتأكيد على أنها تدعم سيادة الدول، وتحارب الإرهاب وتواجه مخططات الغرب في المنطقة، والتشديد على أن روسيا تسعى لتسوية سياسية لكن الغرب يعطل التسوية ويتسبب في المأساة الإنسانية في سورية، ويدعم الإرهاب والحركات الانفصالية. وقد تبنته عمليا جميع وسائل الاعلام الروسية في تقاريرها المكتوبة والمصورة
مدير المجلس الروسي للشؤون الدولية السيد/ اندريه كورتونوف (في مارس الماضي):
- نشر موقع المجلس مقالة تحليلية مطولة لمدير المجلس أندريه كورتونوف بعنوان “سورية في منتصف دورة طويلة”، وبدأ فيها الخبير البارز لبدايات الثورة في مدينة درعا، وتسبب اعتقال السلطات بعض الأطفال في 6 مارس 2011 بسبب كتابات على الجدران، تلاها تظاهرات للمطالبة بإطلاق سراحهم، وأشار إلى أن السلطات لم تكن مستعدة للتعامل السلمي، وأنه بعد إطلاق النار وقتل ثلاثة متظاهرين في اليوم الأول انتشر الغضب إلى المدن والقرى الأخرى.
- وخلص إلى أن أقصى ما يمكن أن ينجز هو تحفيز النظام على إطلاق اصلاحات ” بحذر” ولو على مستوى تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، رأى أن الظروف المناسبة للضغط سوف تحين بعد الانتخابات الرئاسية صيف العام الحالي.
ألكسندر مالاشينكو الخبير في الشرق الأوسط (محطة راديو “ايخو موسكفي ” الليبرالية المؤثرة في مارس الماضي):
- بوتين انتصر في الحرب في سورية لأنه أراد أن يمنع انتصار الشعب ضد حاكمه وتغييره بالقوة
- اي انتخابات رئاسية ستجري في سورية ستكون مزيفة وشكلية لان نصف الشعب السوري بين مهجر ونازح لن يشارك ونصف السكان في منطقة سيطرة النظام لن يشارك وهكذا فالانتخابات سينجح فيها بشار لأنه سيضع الرقم الذي يريده مثل نسبة 99%
- روسيا انقذت بشار قبل 5 سنوات ولكن حتى لو رحل حينها فإن الاوضاع لم تكن لتسير بشكل اسوا فسورية اليوم تشهد انقسامات حادة من الناحية السياسية والعرقية والاقتصادية والاجتماعية والطائفية.
- من الخطأ رهان روسيا على شخص الأسد فإن اختفى لسبب ما فماذا ستفعل روسيا.
الخلاصة
تمسكت موسكو بنظام الأسد لمدة 10 سنوات وقدمت له الدعم العسكري والسياسي الكبيرين، وساهمت ببقائه حتى اليوم، ولا يمكن القول إنها حققت أهدافها الرئيسية في سورية ما دام الوضع متأزم وكارثي وغير مستقر. ويبدو أن التعنت الروسي ظاهريا لصالح الأسد، هو الذي ادخلها في طريق مسدود. فالحرب انتهت تقريبا وماذا بعد؟ روسيا عاجزة عن تحقيق انتصار في مرحلة السلم التي يجب ان تشمل ترتيب الوضع السياسي في سورية وإعادة الإعمار الاقتصادي والمجتمعي ولكن روسيا أعلنت صراحة أنها لا تملك الإمكانيات المادية لتمويل الاعمار ومثلها ايران بسبب العقوبات الكبيرة على كليهما. فسوريا وفق تقديرات الأمم المتحدة تحتاج إلى عدة مئات من المليارات من الدولار لإعادة الإعمار ويكفي ان نذكر تقرير دولي يقول بأن مدينة حلب لوحدها تحتاج الى 6 سنوات لتنظيفها من الدمار وبقايا البيوت المهدمة.
وتبحث موسكو عن بدائل في سورية ولكنها تخشى أي تغيير في بنية النظام، وهي بذلك تستمر بمحاولات الالتفاف على القرارات الدولية وخاصة قرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص بوضوح على عملية تغيير سياسي، وهي اخترعت موضوع اللجنة الدستورية لتلهي العالم بها، بالرغم من أنها لا يمكن ان تكون مدخلا لحل سياسي في سورية ما دام نظام الأسد موجودا.
وللأسف يبقى الموقف الدولي ضعيفا وشبه غائب عن الفعل والتأثير في إيقاف مأساة الشعب السوري ومساعدته في التخلص من عصابة الأسد التي قتلت ودمرت وهجرت وجوعت السوريين وما زال المجتمع الدولي يراقب دون خجل او تصميم على وضع حد لهذه المعاناة التي لم تشهد لها البشرية مثيلا من الحرب العالمية الثانية.
والسوريون المغيبون حاليا عن المشاركة في تقرير مصيرهم، يجب أن يفهموا المهمات الكبرى التي تجابههم وأن يستعيدوا دورهم الوطني من أجل الاستقلال من كل أنواع الاحتلال، وتغيير النظام الاسدي، وإعادة الإعمار والحياة إلى البلاد التي تمكن المهجرين والنازحين من العودة الى منازلهم، وحل مشاكل إنسانية واجتماعية واقتصادية كبرى في مقدمتها العدالة الانتقالية، وبناء دولة مدنية ديمقراطية لكل السوريين.
المصدر: ميسلون للثقافة والترجمة والنشر