عقد مجلس الجامعة العربية في دورته الاخيرة في جدة،حضرها الملوك والرؤوساء والامراء العرب، وكانت جماهير الامة العربية من مشرقها الى مغربها تتأمل صدور قرارات مهمة تعالج قضايا امتنا المصيرية لإيجاد حل لها بقرارات حازمة وشجاعة لإرجاع الحق العربي لأصحابه،
كإحتلال الاحواز من قبل العدوان الفارسي، وما زالت معاناة شعبنا العربي الاحوازي الصابر يواجه الظلم والقهر الفارسي، وكما الاحتلال الصهيوني لشعبنا العربي الفلسطيني المجاهد، وقضايا اخرى على قدر من الأهمية، إلا ان القمة لم تصدر قرارات ذات أهمية تدلل على فاعليتها ووجودها في الساحة السياسية الدولية، او ترقى إلى مسؤوليتها القومية عن ايران التي ما زالت تحتل أربعة عواصم عربية، وربما ستتمدد الى دول المغرب العربي
وكإنما حضورها هو تأيداً لها والموافقة على بقاء احتلالها، واعتراف ضمني من قبل الجامعة العربية لها، دون المطالبة بضرورة عدم تدخلها في المنطقة العربية وفرض اجندتها
اما حضور جزار سوريا بشار الأسد، دلالة على شكره، واستقباله استقبال الفاتحين، وضمه بالأحضان، لقتلة مليونين سوري عربي وسجن مثل هذا العدد
وتهجير أربعة ملايين في ارض الله الواسعة، وبمساعدة مليشيات ذيول ايران الطائفية والقوات الروسية التي لم تقل اجراماً عن شبيحة الأسد المجرمة
والغرابة أيضاً من مجلس الجامعة العربية حضور الرئيس زالنسكي رئيس اوكرانيا، وكأنها صاحبة قرار عالمي لحل النزاع العسكري الروسي الاوكراني
وكما لا يُستبعد ان تقوم الجامعة العربية بتقديم طلب رسمي لحضور العدو الصهيوني في القمة القادمة او التي بعدها، بتبرير انها احدى دول المنطقة وان حضورها مهم للنظر في مشاكل المنطقة العربية، إسوة بحضور دول اخرى
وربما سيتم مراجعة رأي الملك محمد الخامس ملك المغرب سابقا، باقتراحه إدخال اسرائيل كدولة عضو في الجامعة العربية
ان عقد مجلس الجامعة العربية مؤتمرها والمنطقة العربية تمر بأزمات شديدة ومشاكل كبيرة ومهمة، فإن لم تجد حل يجعلها أمة لها احترام بين الأمم فإن مصيرها سينحدر الى الهاوية ومن ضعف الى اخر، امة غير محترمة تلعب بها المصالح والاطماع الدولية، وعندئذ فالمسؤولية الكبرى تقع على مسؤوليها دون عذر او تبرير
وأمام هذا الواقع المأساوي الذي يهدد الامة العربية في وجودها ومصيرها ومستقبلها، وضعف مسؤوليها من الحكام، فإن كل الحركات والأحزاب والقوى السياسية الوطنية والقومية والوطنين و المثقفين العرب يتحملون مهمة استنهاض الوعي الوطني و القومي للمحافظة على الحق العربي دون مساومة او ضعف وإن التاريخ سيلعن المتساقطين والمتخاذلين والمطبعين، و الذين لم يدافعوا عن الامة العربية وحفظ كرامتها، وإذا مابقيت الجامعة العربية على هذا الحال من الضعف والتردي فلا فائدة من مؤتمراتها مستقبلا، ولا امل منها، كالمثل الشعبي القائل: يا ابو زيد كأنك ما غزيت