إدلب على حالها..لا تخضع لأي مفاوضات او مساومات

كانت ادلب بجبلها ونازحيها تشكل اختبارا يرقبه الجميع لصلابة الموقف التركي في الدفاع عنها مع قوى الثورة السورية التي تنسق معها ..وكان الضغط الروسي السياسي والعسكري تارة بنفسه ومرات عبر قوات النظام لسبر اغوار الموقف التركي من ادلب وهل ممكن ان يخضع للمساومة عليه في مكان آخر ..كانت المواقف السياسية تصدر من انقرة من اعلى المستويات على ان لاتغيير في خطوط القتال الحالية قرار نهائي..ولاتفسيرات لتفاهمات سابقة تركية روسية الا وفق ماتراه انقرة ..وكان الرد التركي يتجلى بامران اثنان …اولهما استيعاب وصبر على الاستفزازات من طرف الروس وقوات النظام على الخسائر البشرية التي تسببها تلك الخروقات ومدى الاحراج الذي يتعرض له الموقف التركي الضامن امام الحاضنة الشعبية التي تطالب برد اقوى على خروقات العدو…
وثانيهما الاستمرار بارسال التعزيزات الكمية والنوعية في اشارة الى القرار الاستراتيجي التركي الذي ينص على ان تركيا تنظر لادلب على انها مسالة امن قومي تركي وربما اهم من المناطق الحدودية الاخرى التي يسيطر عليها مسلحو حزب العمال الكردستاني السوري..حيث يقول المسؤولون الاتراك انهم على استعداد لحماية الملايين الموجودين خلف خطوط النار التي ينتشر عليها جنود اتراك حمايتهم من هجوم مزعوم لقوات النظام الامر الذي سيؤدي لدخول مئات الاف اللاجئين السوريين بالضرورة الى داخل الاراضي التركية وهو امر لايمكن لتركيا احتماله..بالاضافة الى الموقع الاستراتيجي الهام لجبل الزاوية الذي يشرف على سهل هاتاي التركي كله…
لايخفى على الجميع ان الموقف التركي هذا مدعوم بموقف غربي مساند له وان لم يظهر للعلن
كان للتصريحات الاخيرة لوزير الخارجية التركي بان موسكو وواشنطن تتحملان دعم القوات والعمليات الارهابية التي تشنها قوات مايسمى قسد على الجنود الاتراك المتواجدون في الشمال السوري او المناطق الخاضعة للحماية التركية بشكل عام..في اشارة منه الى توجس تركي من احتمال حدوث تفاهم عميق روسي امريكي على تحجيم النفوذ التركي بسورية او ربما تقليصه الامر الذي يقلل من حضور تركيا في ملف الحل السياسي السوري المقبل ..بل ومحاولة انقرة امتلاك اوراق جديدة ..ومن اهم الاوراق التركية في الملف السوري هي ورقة إدلب…
يمكن فهم تصريحات الرئيس التركي الاخيرة(بعد مجزرة اريحا) بأن الجيش التركي باتم الاستعداد للرد على استفزاز قوات النظام في ادلب بالاسلحة الثقيلة..في اشارة منه وتهديد لراس النظام السوري بالرد التركي الساحق على قواته وتكبيدها خسائر فادحة باواخر شهر شباط 2020…وفي إشارة منه الى الاتفاق التركي الروسي المبرم على تحييد الجيش الروسي لعملياته والناي بنفسه عند حدوث اشتباك مباشر بين القوات التركية وقوات النظام السوري
لابد من الوقوف مطولا عند تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار من بروكسل التي يتواجد بها وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي على ان التفاهمات الحاصلة بشأن ادلب غير قابلة للتفاوض وان تركيا تحدد الزمان والمكان المناسبين لاي عملية عسكرية في المستقبل >

ما لجديد في ملف النزاع التركي الروسي حول ادلب؟

يمكن لنا ان نرقب التطورات الاخيرة الجارية الان بسفوح جبال اللاذقية..حيث يرى متابعون محليون تصاعد نبرة التصعيد الخطابية مع تحضيرات عسكرية تقوم بها هيئة تحرير الشام باتجاه المواقع التي يسيطر عليها مجموعة جند الشام الشيشانية التي يتزعمها مسلم الشيشاني والجاري تجهيز ملف له على انه يتبع لتنظيم داعش الارهابي ..
يرجح مراقبون محليون ان تقوم قوات تتبع للهيئة بعملية امنية او عسكرية لتصفية ذلك التنظيم الذي يقدر عدد اعضائه ب300 مقاتل وهو يدخل في سياق تقديم هيئة تحرير الشام خدماتها للاعبين الدوليبن وارضاء الروس بالدرجة الاولى الذين يرون في المقاتلين الشيشان اعداء حاربوها لعقود في الشيشان نفسها وموقع محتمل لانطلاق طائرات مسيرة مفترضة تدعي موسكو انها تستهدف قاعدة حميميم ..وبذلك ممكن ان ارضاء موسكو بنغمتها الجديدة القديمة بضرورة فصل المعارضة الارهابية عن المعتدلة…
وخلافا لكل التصنيفات الدولية لاترى معظم الدول الفاعلة بهيئة تحرير الشام منظمة ارهابية بل تقدم الهيئة كل التسهيلات المخابراتية والامنية لتصفية الرؤوس الحامية المطلوبة دوليا…وهي تسعى جاهدة لتقديم نفسها بهذه الصورة وهذا الدور في محاولة منها لتعزيز مشروع سلطتها واطالة مدته قدر الامكان في محاولة منها للعب دور المقاتلين المحليين الذين يمكن استيعابهم باي تشكيل عسكري سوري مستقبلا
لذلك من المرجح بقاء خطوط الهدنة الحالية على حالها في ادلب دون اي تغيير وتجميده لمحاولة معالجة تحديات كبرى تبرز بين روسيا وتركيا في اماكن اخرى من سورية وأعني مناطق شرق وغرب الفرات تحدبدا..

تعليق 1
  1. محمد عبد الله يقول

    اعتقد ان تركيا باعتمادها على هيئة تحرير الشام في ادلب ومحاولة تعويمها غصبا عن اهل ادلب وغصبا عن اكثر من ملوينين من المهجرين ، يجعل من الدفاع عن ادلب ضد اي اعتداء مسؤولية تركية بحتة ، لا يرى الشعب السوري المقيم في ادلب أن ارضا تحكمها هيئة تحرير الشام يمكن ان تمثل له وطنا يمكن ان يدافعو عنها او يبذلو اي جهد في الحفاظ عليها ، تماما كما ينظرون لأراضي يحكمها بشار فهي لا تعني لهم شيئا سواء تم الاعتداء عليها ام بقيت على حالها … وبالتالي ستكون مسؤولية انقرة في الدفاع عن حكم هيئة تحرير الشام مشابهة لمسؤولية روسيا في الدفاع عن نظام الاسد والجهود التي يجب عليهم بذلها في هذا الاتجاه ستكون بصعوبة تلك التي يبذلها الروس على المقلب الاخر .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.