أمل بين اكداس الليل

العقيد مالك الكردي

كلما سدت الأجواء وانطفأت الأضواء فإن أملنا يتجدد مع أضواء اخرى قادمة من عمق المأساة لتشعل لنا شموعا .
وعندما خرجنا في الثورة لم يكن اتكالنا على واشنطن أو أنقرة ، انما كان اتكالنا على الله وعلى ارادة الشعب المصمم على ازاحة الطاغية . وكانت الشعارات مالنا غيرك يالله ، والشعب السوري واحد واحد .
وحين مضت في مسيرتها لأشهر كانت علاقة تركيا مع بوتين ومع الأسد بأفضل حالاتها ولم نكن ننتظر شيئا من هذه الدولة او تلك ، ولعل التدخلات الدولية من اقرب الأصدقاء أضرت بالثورة اكثر مما أفادت .
ويأتي طلب الرئيس أردوغان من بوتين الى عقد قمة ثلاثية تجمعهما مع الأسد لمصلحة تركية وتعيدهم بأحسن الأحوال الى الوضع الذي كانوا فيه عندما كانت الثورة السورية ماضية في طريقها نحو تحقيق اهدافها ، وإن كنت أشك بإمكانية عودة علاقاتهم كما كانت ولأسباب كثيرة تخصهم ، ولكن بالنسبة لنا كثورة سورية فإنه لايعنينا كثيرا ان تصالحوا او تباغضوا فتلك سياسة خارجية بين الدول هذا شأنها بين خصام ووئام مهما مرت من فترات فصام .
واذ لا أضع أملا على قياداتنا السياسية والتي في معظمهما لم يولد من رحم الثورة انما انزلت انزالا وكانت قدرا ، ولا الى اغلب قياداتنا العسكرية التي تسلقت ووجدت لها من الدول التي تقاطعت مصالحها معها فأتخمتها بالأموال حتى باتت تراهن على عدم تغير المواقف لتبقى ممسكة وتزيد في ثرواتها .
ولكن اراهن اليوم على استعادة وحدتنا الثورية التي يعيدها هؤلاء الأبطال الشجعان الذين اعلنوا انتفاضتهم عام ٢٠١١ ، وعلى استعادة وحدتنا الوطنية والوقود المؤكسد للثورة والتي اخذت تلوح بيارقها وتشع انوارها من بين عتمات الليل ، و تلك الاصوات التي صدحت في السويداء بدأ صداها يلتقي مع صدى ثوار درعا ، وهمهمات في الدعتور وبسنادا وسقوبين وكتابات على الجدران فإن احرفها تلقتها الصليبة والحفة و اكثر من حي وقرية ثائرة من محافظة اللاذقية ويجري فك شيفرتها وقراءتها .
فهل نشهد اصداء ثورة سورية كبرى من جديد ، اعتقد ذلك ، فالبراكين يسبقها اصوات ونفث غاز ، ونيران النفث قد اشتعلت والاصوات بدأت تأخذ منحى جديدا ، فقط ساندوا الصوت وانفخوا في مزاميره ليعلوا ولاتكونوا كمن يلقي بالتراب على جمر النار في الموقد .

تقدمة لسوريا الأمل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.