هذه المبادرة التي يكررها بيدرسون وهي أصلا غير متبلورة حتى في ذهنه ، وفي ظل انسداد الأفق السياسي حتى الآن .
لابد من تناول هذا الطرح من قبل السوريين فهم أصحاب القضية وهم من يدفعون ثمن التسويات .
ما الذي يجب أن تقبله قوى الثورة والمعارضة وما هو مفهومها لطرح المبعوث الأممي جير بيدرسون ؟
بعد إحاطة المبعوث الأممي لسورية غير بيدرسون في مجلس الأمن الدولي المؤرخة في ٢٦ كانون الثاني لعام ٢٠٢٢ أعلن أنه حصل على دعم من مجلس الأمن لمقاريته ” خطوة مقابل خطوة ” وأنه لا خلافات استراتيجية بين أمريكا وروسيا حول سورية خاصة أن أمريكا تخلت عن سياسة ” تغيير النظام ” وتسعى إلى ” تغيير سلوكه ” وأشار أن هناك دعم لمبادرته أيضا من اللاعبين الرئيسيين الآخرين العرب والأوربيين .
وعناصر تلك المبادرة وفق بيدرسون لاتزال تحتاج عصف ذهني كما ذكر وأنها تقوم على البدء بتحديد خطوات تدريجية ومتبادلة وقابلة للتحقق تطبق بالتوازي وتلك الخطوات قد تشمل :
- المعتقلين والمختطفين والمفقودين.
- المساعدات الانسانية والتعافي المبكر .
- شروط العودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين .
- تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية .
- ترسيخ الهدوء في عموم سورية وتحقيق الاستقرار
- التعاون في مكافحة الإرهاب.
لكن تلك المقارية لابد لها من محاذير واضحة وهي :
- يجب ألا تؤدي هذه السياسة إلى حرف القرارات الأممية ٢١١٨ و ٢٢٥٤ أو الالتفاف عليها .
- ألا تتم هذه الخطوات بين الدول الفاعلة في الملف السوري و ( السلطة الحاكمة ) ونظام الأسد بحيث تؤدي إلى إعادة إنتاجها .
- ألا تتم على حساب حقوق وحرية وكرامة الشعب السوري وسيادته على أرضه ، وأهمها حقه في تقرير مصيره وتقرير نظام الحكم في سورية .
- ألا تعتبر القضايا الإنسانية ومن ضمنها المعتقلين والمهجرين والنازحين والمساعدات من ضمن الخطوات والخطوات المقابلة ، بل يتعين أن يتم تنفيذها دون تفاوض كما جاء في القرارات الأممية التي يجب أن تكون في تطبيق الحل السياسي وفق القرارات الأممية .
فكرة خطوة بخطوة لابد أن تركز على :
ما هو العمل الإيجابي الذي يمكن اعتباره خطوه ؟
هو تقدم فعلي قابل للتطبيق والتنفيذ وقابل لقياس نتائجه في الواقع وغير قابل للتراجع عنه مستقبلا وعليه :
- الاتفاق على هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات ، ضمن جدول زمني .
- والبدء بتنفيذ ذلك هو خطوة.
- تهيئة البيئة الآمنة والمحايدة التي تسمح بإجراء الانتخابات بحرية كاملة .
- هل انعقاد جولة للجنة الدستورية خطوه ؟
طبعاً لا ، الخطوة في المسار الدستوري تعني الاتفاق على مسودة دستور خلال مده أقصاها ستة أشهر . الخطأ غير المسموح قبول مسار وطرح ضبابي لم ينضج بعد بذهن بيدرسون لأنه سوى استمرار لسياسة تمييع القرار ٢٢٥٤ وتشويه مضمونه ومزيد من الإغراق بالتفاصيل لتبرير عجز المجتمع الدولي عن وضع حد لارتكاب أشنع جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية بحق الشعب السوري ومن إن مهمة بيدرسون هي تسيير تطبيق القرار ٢٢٥٤ وتوجيه كل تلك الجهود لتشكيل سلطة حاكمة انتقالية مؤقته تهيئ البيئة الآمنة والمحايدة لعودة المهجرين وإقامة العدالة الانتقالية وتمكين الشعب السوري من كتابة دستوره واجراء انتخاباته الحرة والنزيهة .
والطروحات خارج القرارات الدولية هو تضييع وتمييع للقرارات الدولية وخيانة للشعب السوري الذي قبل القرار 2254 الذي يلبي بأدنى متطلباته .
مساهمة لسوريا الأمل