كان الحنق التركي من الموقف الامريكي الداعم لتنظيم البي كي كي شرق الفرات باديا ويعبر عنه دائما ..وقد تمكنت القيادة التركية من استغلال لحظة تاريخية من تخبط امريكي بالملف السوري بعد اعلان الرئيس ترامب رسميا عن هزيمته النهائية لتنظيم داعش باذار 2019..وبان القوات الامريكية انجزت مهمتها المعلنة بالقضاء على الارهاب وانها تعتبر تنظيم قسد اسوا من تنظيم داعش وانهم مرتزقة كنا ندفع لهم اجورهم وان هذه المنطقة صحراء من رمال متحركة وان حروبها عبثية لامصلحة للولايات المتحدة بها ..بذلك الجو شنت القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر المتحالف معها عملية نبع السلام تم بنتيجتها طرد قوات البي كي كي من مدينتي راس العين وتل ابيض ..وقد تم تعليق تلك العملية ولم يعلن عن انتهائها نتيحة ظروف عدبدة لامجال للتطرق اليها الان
يمكننا رصد الخطوات التي قامت بها الادارة الامريكية الجديدة بالملف السوري وفق التسلسل الزمني لها…
1- لقاء القمة التي حدث في جنيف ب16 تموز الحالي بين الرئيسين الروسي والامريكي على وقع تصعيد روسي باستعمال حق الفيتو لاجهاض مشروع تقدمت به بعض الدول لتجديد الية ادخال المساعدات الاممية عبر معبر باب الهوى رافق ذلك تهديد امريكي بوقف كل اوجه التعاون مع روسيا في سورية ان تم اجهاض القرار…تم بعد ذلك تمرير القرار 2585..وتقديم بعض المكاسب لروسية بادخال ضمن القرار قضية التعافي المبكر..
واعتبر ذلك ضمن سياسة الخطوة مقابل خطوة باتفاق البلدين على خطوة تالية
2– عقد جولتي حوار استراتيجي بتموز وايلول في جنيف بين البلدين تم التطرق للملف السوري ضمن الملفات العديدة بينهما ويرى بعض المراقبين ان قد يكون حصل اتفاق ما بين البلدين على بداية خطة تسوية سيتم العمل عليها.
3–بعد الانسحاب الامريكي من افغاتستان وتحديد نهاية العام الجاري لسحب القوات الامريكية من العراق..ساد الاعتقاد ان الانسحاب الامريكي من شرق الفرات السورية سيكون بمثابة تحصيل حاصل وان مايهم الامريكان لتنفيذ ذلك الانسحاب عدم تكرار فوضوية الصورة الافغانية وضمان عدم حدوث اعتداءات او انتقام من العناصر التي تعاونت مع الامريكان وعناصرقوات مايسمى سورية الديمقراطية قسد…
باثناء فوضى التصريحات والتصريحات المضادة سافر الرئيس التركي الى نيويورك لالقاء كلمة بلاده في الجمعية العامة للامم المتحدة.وذلك قبل لقائه بالرئيس الروسي ب29 ايلول الماضي…
لم يتم عقد لقاء قمة بين الرئيسين الامريكي والتركي اثناء تواجد الرئيس التركي بالولايات المتحدة ..واطلق الرئيس التركي عدة تصريحات نارية اتهم فيها الادارة الامريكية بدعم التنظيمات الارهابية بسورية والتي تهدد الامن القومي لدولة يفترض انها حليفتها بالناتو..وان علاقته مع الرئيس بايدن هي سيئة جدا وانهةعاصر ثلاث رؤساء امريكان قبله كانت علاقته بهم جيدة…الى جانب تصريحات نارية اخرى عن احقية بلاده بشراء السلاح من اي مصدر تراه مناسبا..
سافر الرئيس التركي الى سوتشي والتقى الرئيس الروسي وازادت حدة التصريحات المعادية للولايات المتحدة اثناء وبعد القمة واكد الرئيس التركي عن عدم التفكير بالغاء او تجميد صفقة الصواريخ الروسية الموجودة بتركيا بل والتلميح لطلب شراء دفعة ثانية من الS400
ردت الادارة الامريكية على التصعيد التركي بتجديد قانون الطوارئ الامريكي في سورية والذي تم سنه عقب شن الجيش التركي لعملية نبع السلام والذي يفرض عقوبات امريكية على تركيا وينص على ان دخول القوات التركية الى سورية قد اضر بالجهود الدولية لمكافحة تنظبم داعش وتعريض الامن القومي الامريكي للخطر ومناكفة السياسة الامريكية بالمنطقة..رد عليه وزير الخارجية التركي بان الولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي لارهاب تنظيم البي كي كي وداعش بسورية ..كان سابقا قد اطلق الرئيس التركي تصريحا يتمنى فيه انسحاب القوات الامريكية من سورية لانها داعم للارهاب وعدم الاستقرار
الخيارات الامريكيةفي سورية
بارسال المزيد من العتاد العسكري اخيرا للقواتىالانفصالية ومنها 14 دبابة ابرامز رابطت بحقل العمر بدير الزور وتكدس آلاف اطنان الاسلحة وتقديم مساعدات مالية لدعم مايسمى( بالادارة الذاتية) يرى المراقبون ان امريكا امام خياربن لاثالث لهما:
1–قد تم تفاهم او تنسيق مع روسيا واسرائيل لحلول قوات تدعمها روسيا تدريجيا محل القوات الامريكية وحماية تنظيم قسد الارهابي والحفاظ على استقرار المنطقة ريثما تبدأ خطوات تالية للحل السياسي ..بشرط اضعاف او ابعاد النفوذ الايراني والتركي عن المنطقة.
2– او ان الولايات المتحدة اخذت قرارا بالبقاء لفترة متوسطة الاجل في شرق الفرات وسحب كل الجنود والمعدات الامريكية من القواعد العراقية الى قواعدها بسورية وما التعزيزات الاخيرة الاتية حديثا من العراق الا مقدمة والتموضع في المنطقة لخدمة اهداف السياسة الامريكية المعلنة بالتصدي للنفوذ الايراني بالمنطقة عموما
يرى البعض ان حدة التصريحات التركية الاخيرة والاجراءات الامريكية على الارض مؤشر لاعادة سيناريو عام 2019 والذي ادى لدخول الجيش التركي وحليفه الجيش الوطني السوري الى المنطقة..وان حتمية حدوث عملية تركية جديدة تحت مسمى نبع السلام2 آتية وهي قريبة جدا وسوف تتركز بقطع جسر قره قوزاق الواصل بين ضفتي الفرات بمحيط منبج واسقاط مدينتي منبج وعين العرب(كوباني) ووصل منطقتي نبع السلام بدرع الفرات جغرافبا…وقد تكون هناك اندفاعة باتجاه منطقة عين عييى بريف الرقة للتموضع على طريق الM4…
الايام القادمة حبلى بالتطورات في منطقة ضيقة تركز فيها جزء كبير من صراع دولي على المنطقة كلها.
المقال السابق
المقال التالي