ملاحظات: قليلة محددة عسى أن تضع المفردات التي يطرحها البعض، في سياقاتها، وخاصة منذ التدخل السوفيتي في أفغانستان من جهة، وطبيعة إستراتيجية الصراع الأمريكي السوفياتي من جهة ثانية. هذه الإستراتيجية، التي كانت فعالة على ذلك المسرح المهم والخطير، وهي تحدد المجال الحيوي للإتحاد السوفياتي السابق، وفيما إذا بات يقترب من أبار النفط في الخليج العربي، حيث المياه الدافئة، في ضوء واقع الصراع ونتائجه وتداعياته:
- مراكز الأبحاث الإستراتيجية، ينبغي أن لا نحسبها تكشف المستور دائماً وتربك خطط الدولة الأمريكية المؤسسية، على الرغم من استقلاليتها!!
- كما أن ما حدث في إيران عام 1979 لم يكن زلزالاً، بهذا التضخيم، لأن الشارع الإيراني كان يغلي، وعلامات اندلاع أبخرة هذا (الغليان) كانت تتصاعد ويمكن رؤيتها بالعين المجردة وثورة الشارع الإيراني كانت تأخذ مداها بعد أن حيدت بريطانيا جنرالات الشاه.
- عناصر المخابرات البريطانية على وجه الخصوص والأمريكية كانت تراقب وتعمل على منع وصول أية قوة يسارية إيرانية إلى رأس السلطة. خشية منها من التمدد السوفياتي من الشمال إلى إيران. وما عليها وعلى صاحب القرار الأمريكي، وبمشورة بريطانية إلا أن يختار المؤسسة الدينية الإيرانية لكي تسرق زخم الشارع الإيراني باتجاه يمنع السوفيات من أن يكون لهم موضع قدم إستراتيجية في إيران، في الوقت الذي يكون فيه طريق البشتون مفتوحاً صوب مياه الخليج، حيث أبار النفط.
- في هذه الظروف، الجيوش السوفياتية في أفغانستان. وهذا يعني استشعار القلق الأمريكي من أن تمسي إيران في قبضة موسكو كما هي أفغانستان. وكنقلة إستراتيجية مضادة لا بد من تغيير الشاه. وصعود بديل غير يساري ولا يمثل مصالح الشعوب الإيرانية، وهي المؤسسة المذهبية الطائفية في مدينة (قم)، التي لم تكن غائبة عن صفحات التخطيط الإستراتيجي الأمريكي، منذ أن كان مستشار الأمن القومي الأمريكي في ولآية جيمي كارتر (زبيغنيو بريجنسكي) صاحب نظرية صعود الأصوليات العرقية والمذهبية، وضرورة، ليس تطويق الإتحاد السوفياتي، إنما تفجيره من الداخل عن طريق إشعال الصراعات المذهبية والإثنية في بطنه الرخو الجنوبي الذي يقطنه أكثر من خمسين مليون مسلم.!!
هذا المدخل ضروري لمعرفة شكل الصراع ومحدداته وتقابلاته الإستراتيجية بين واشنطن وموسكو. فضلاً عن ضمان التعاون في الكثير من المفاصل المهمة في السياسة الدولية حول العالم. كالتعاون في مجال التجارة والفضاء الخارجي، وعدم الانتشار النووي، وتقييد تعاطي المواد الانشطارية وتداولها ومقيدات استخدام التجارب الذرية ومنع انتشارها، ومسائل البيئة وأثارها وكوارثها، فيما تقع حرية الحركة الإستراتيجية ذات الطابع العسكري في الانتشار غير الهجومي أحد أهم التوافقات أو التفاهمات الحاصلة بين العاصمتين ومنها على وجه التحديد المناورات العسكرية المشتركة في بقاع محددة من العالم. لماذا تخلت موسكو عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ولماذا تخلت عن الرئيس الراحل صدام حسين، حيث ألغت معاهدة الدفاع المشترك قبل تصدع جدران الأتحاد السوفيتي نهاية عام 1989 وقبل العدوان الأطلسي الصهيوني على العراق عام 1991. ثم لماذا تخلت موسكو عن العقيد امعمر القذافي، وتركت الـ(ناتو) يدمر كل عناصر القوة في ليبيا وقبلها العراق؟!، ولكن موسكو الراهنة لم تتخل عن نظام الأسد في دمشق على الرغم من دمويته وتسلطه على رقاب الشعب السوري. لماذا؟:
أولاً- هل أن نظام الأسد قد منحها إطلالة إستراتيجية على البحر المتوسط، بعد أن خسرتها في عدن؟ وهي المياه الدافئة، التي كان يحلم فيها القيصر ومن بعده زعماء الـ(كرملين)؟ وهل أن نظام الأسد، القريب إستراتيجياً من إيران، التي تحادد روسيا الاتحادية على أساسين، أحدهما جغرافي-اقتصادي والآخرجغرافي- ستراتيجي ؟!ما هو الهدف الحقيقي من وقفة موسكو القوية خلف نظام الأسد، إلى درجة تحريك الأساطيل الحربية ومنها النووية، وإجراء مناورات واسعة غير مسبوقة، وإمدادات السلاح والصواريخ النوعية والسكوت على استخدام النظام السوري السلاح الكيمياوي والبرامل المتفجرة ضد الشعب العربي السوري؟ثانياً- هل الأمر يتعلق بنهوض روسيا وريث الإتحاد السوفياتي وتطلعها إلى مواقع نفوذها القديمة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بعد الفيتو الروسي حيال قضية سوريا؟ثالثاً- لماذا تناصر موسكو (بعض) أنظمة ولا تناصر شعوباً هي الأساس في تقرير سياسات بلدانها مهما طال الزمن؟ ثم لماذا تلجأ موسكو إلى سياسة المحاور. وهل هذه سياسة ذات طابع إستراتيجي أم هي مجرد خط دفاعي جيو- ستراتيجي؟ وهل أن هذه السياسة تتوزع على أكثر من خط تحالف ذو تنظيم إقليمي كمنظمة (شنغهاي) ومنظمة (بريكس). ولكن ما هو مغزى محور موسكو طهران دمشق؟!رابعاً- هل أن نظام دمشق امتداد لطهران صوب البحر المتوسط عبر سقوط العراق في قبضة إيران ليشكل مجالاً إستراتيجياً لموسكو؟ ما الذي يخيف موسكو؟، نحن الآن دخلنا في فلسفة خوف دولة لها أسنان نووية. وهل تنفع إذا ما اشتعلت النيران في داخلها؟!هذه التساؤلات تجرنا نحو الداخل الروسي الذي هو إرث الاتحاد السوفياتي القائم على مكونات إثنية ومذهبية حين رسم معالم تمزيقها (زبيغنيو بريجنسكي) مستشار جيمي كارتر لشؤون الأمن القومي الأسبق، حين أطلع العالم على نظريته الشهيرة (الضرب في أسفل الجدار) والتي يعتمد في تفاصيلها على الواقع الإثني والمذهبي وخاصة المكون الإسلامي وكثافته الهائلة التي قدرت آنذاك بنحو (50) مليون مسلم يعيشون في ما يسمى البطن الرخو للإتحاد السوفياتي.موسكو، ربما تخشى انفجار هذا البطن، لأن إستراتيجية الخصم الأمريكي تقوم على تفجير العرقيات والمذهبيات حيثما تكون. ولما كانت أمريكا والكيان الصهيوني قد استخدمتا إيران كأداة طائفية في تنفيذ مخططاتهما في المنطقة منذ عام 1979 وظهور المؤسسة الدينية الإيرانية والدفع بطموحاتها ضد العراق والمنطقة، فأن مسألة اقتراب موسكو من طهران إستراتيجياً قد يشكل نقلة لما فقدته الجيوش السوفياتية من مواقع نفوذ لها في أفغانستان، حيث الانسحاب العسكري الروسي مصحوباً بالهزيمة على يدي المقاومة الأفغانية.!!خامساً- دعم موسكو لنظام دمشق هو دعم لسياسة طهران حيال العراق والمنطقة، على الرغم من أن موسكو تدرك أن مصالحها في المنطقة العربية ستتضرر، لا بل تضررت فعلاً وانكمشت، ومع ذلك فهي إلى جانب نظام دمشق وليس إلى جانب الدولة السورية، فيما هي في مقترب دقيق بين نظام الملالي- أقصى اليمين المتخلف في الفكر والعقيدة- وكيان دولة على تخوم مجالها الحيوي.!!سادساً- موسكو تعلم أن طهران تمارس أسلوب تصدير ثورتها الطائفية منذ مجيء خميني إلى رأس السلطة في إيران عام 1979، وتعلم أن نظام طهران نسخة جديد تمملاحظات: قليلة محددة عسى أن تضع المفردات التي يطرحها البعض، في سياقاتها، وخاصة منذ التدخل السوفيتي في أفغانستان من جهة، وطبيعة إستراتيجية الصراع الأمريكي السوفياتي من جهة ثانية. هذه الإستراتيجية، التي كانت فعالة على ذلك المسرح المهم والخطير، وهي تحدد المجال الحيوي للإتحاد السوفياتي السابق، وفيما إذا بات يقترب من أبار النفط في الخليج العربي، حيث المياه الدافئة، في ضوء واقع الصراع ونتائجه وتداعياته:1- مراكز الأبحاث الإستراتيجية، ينبغي أن لا نحسبها تكشف المستور دائماً وتربك خطط الدولة الأمريكية المؤسسية، على الرغم من استقلاليتها!!2- كما أن ما حدث في إيران عام 1979 لم يكن زلزالاً، بهذا التضخيم، لأن الشارع الإيراني كان يغلي، وعلامات اندلاع أبخرة هذا (الغليان) كانت تتصاعد ويمكن رؤيتها بالعين المجردة وثورة الشارع الإيراني كانت تأخذ مداها بعد أن حيدت بريطانيا جنرالات الشاه.3- عناصر المخابرات البريطانية على وجه الخصوص والأمريكية كانت تراقب وتعمل على منع وصول أية قوة يسارية إيرانية إلى رأس السلطة. خشية منها من التمدد السوفياتي من الشمال إلى إيران. وما عليها وعلى صاحب القرار الأمريكي، وبمشورة بريطانية إلا أن يختار المؤسسة الدينية الإيرانية لكي تسرق زخم الشارع الإيراني باتجاه يمنع السوفيات من أن يكون لهم موضع قدم إستراتيجية في إيران، في الوقت الذي يكون فيه طريق البشتون مفتوحاً صوب مياه الخليج، حيث أبار النفط.4- في هذه الظروف، الجيوش السوفياتية في أفغانستان. وهذا يعني استشعار القلق الأمريكي من أن تمسي إيران في قبضة موسكو كما هي أفغانستان. وكنقلة إستراتيجية مضادة لا بد من تغيير الشاه. وصعود بديل غير يساري ولا يمثل مصالح الشعوب الإيرانية، وهي المؤسسة المذهبية الطائفية في مدينة (قم)، التي لم تكن غائبة عن صفحات التخطيط الإستراتيجي الأمريكي، منذ أن كان مستشار الأمن القومي الأمريكي في ولآية جيمي كارتر (زبيغنيو بريجنسكي) صاحب نظرية صعود الأصوليات العرقية والمذهبية، وضرورة، ليس تطويق الإتحاد السوفياتي، إنما تفجيره من الداخل عن طريق إشعال الصراعات المذهبية والإثنية في بطنه الرخو الجنوبي الذي يقطنه أكثر من خمسين مليون مسلم.!!هذا المدخل ضروري لمعرفة شكل الصراع ومحدداته وتقابلاته الإستراتيجية بين واشنطن وموسكو. فضلاً عن ضمان التعاون في الكثير من المفاصل المهمة في السياسة الدولية حول العالم. كالتعاون في مجال التجارة والفضاء الخارجي، وعدم الانتشار النووي، وتقييد تعاطي المواد الانشطارية وتداولها ومقيدات استخدام التجارب الذرية ومنع انتشارها، ومسائل البيئة وأثارها وكوارثها، فيما تقع حرية الحركة الإستراتيجية ذات الطابع العسكري في الانتشار غير الهجومي أحد أهم التوافقات أو التفاهمات الحاصلة بين العاصمتين ومنها على وجه التحديد المناورات العسكرية المشتركة في بقاع محددة من العالم. لماذا تخلت موسكو عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ولماذا تخلت عن الرئيس الراحل صدام حسين، حيث ألغت معاهدة الدفاع المشترك قبل تصدع جدران الأتحاد السوفيتي نهاية عام 1989 وقبل العدوان الأطلسي الصهيوني على العراق عام 1991. ثم لماذا تخلت موسكو عن العقيد امعمر القذافي، وتركت الـ(ناتو) يدمر كل عناصر القوة في ليبيا وقبلها العراق؟!، ولكن موسكو الراهنة لم تتخل عن نظام الأسد في دمشق على الرغم من دمويته وتسلطه على رقاب الشعب السوري. لماذا؟:
أولاً- هل أن نظام الأسد قد منحها إطلالة إستراتيجية على البحر المتوسط، بعد أن خسرتها في عدن؟ وهي المياه الدافئة، التي كان يحلم فيها القيصر ومن بعده زعماء الـ(كرملين)؟ وهل أن نظام الأسد، القريب إستراتيجياً من إيران، التي تحادد روسيا الاتحادية على أساسين، أحدهما جغرافي-اقتصادي والآخرجغرافي- ستراتيجي ؟!ما هو الهدف الحقيقي من وقفة موسكو القوية خلف نظام الأسد، إلى درجة تحريك الأساطيل الحربية ومنها النووية، وإجراء مناورات واسعة غير مسبوقة، وإمدادات السلاح والصواريخ النوعية والسكوت على استخدام النظام السوري السلاح الكيمياوي والبرامل المتفجرة ضد الشعب العربي السوري؟
ثانياً- هل الأمر يتعلق بنهوض روسيا وريث الإتحاد السوفياتي وتطلعها إلى مواقع نفوذها القديمة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بعد الفيتو الروسي حيال قضية سوريا؟
ثالثاً- لماذا تناصر موسكو (بعض) أنظمة ولا تناصر شعوباً هي الأساس في تقرير سياسات بلدانها مهما طال الزمن؟ ثم لماذا تلجأ موسكو إلى سياسة المحاور. وهل هذه سياسة ذات طابع إستراتيجي أم هي مجرد خط دفاعي جيو- ستراتيجي؟ وهل أن هذه السياسة تتوزع على أكثر من خط تحالف ذو تنظيم إقليمي كمنظمة (شنغهاي) ومنظمة (بريكس). ولكن ما هو مغزى محور موسكو طهران دمشق؟!
رابعاً- هل أن نظام دمشق امتداد لطهران صوب البحر المتوسط عبر سقوط العراق في قبضة إيران ليشكل مجالاً إستراتيجياً لموسكو؟ ما الذي يخيف موسكو؟، نحن الآن دخلنا في فلسفة خوف دولة لها أسنان نووية. وهل تنفع إذا ما اشتعلت النيران في داخلها؟!هذه التساؤلات تجرنا نحو الداخل الروسي الذي هو إرث الاتحاد السوفياتي القائم على مكونات إثنية ومذهبية حين رسم معالم تمزيقها (زبيغنيو بريجنسكي) مستشار جيمي كارتر لشؤون الأمن القومي الأسبق، حين أطلع العالم على نظريته الشهيرة (الضرب في أسفل الجدار) والتي يعتمد في تفاصيلها على الواقع الإثني والمذهبي وخاصة المكون الإسلامي وكثافته الهائلة التي قدرت آنذاك بنحو (50) مليون مسلم يعيشون في ما يسمى البطن الرخو للإتحاد السوفياتي.موسكو، ربما تخشى انفجار هذا البطن، لأن إستراتيجية الخصم الأمريكي تقوم على تفجير العرقيات والمذهبيات حيثما تكون. ولما كانت أمريكا والكيان الصهيوني قد استخدمتا إيران كأداة طائفية في تنفيذ مخططاتهما في المنطقة منذ عام 1979 وظهور المؤسسة الدينية الإيرانية والدفع بطموحاتها ضد العراق والمنطقة، فأن مسألة اقتراب موسكو من طهران إستراتيجياً قد يشكل نقلة لما فقدته الجيوش السوفياتية من مواقع نفوذ لها في أفغانستان، حيث الانسحاب العسكري الروسي مصحوباً بالهزيمة على يدي المقاومة الأفغانية.!!
خامساً- دعم موسكو لنظام دمشق هو دعم لسياسة طهران حيال العراق والمنطقة، على الرغم من أن موسكو تدرك أن مصالحها في المنطقة العربية ستتضرر، لا بل تضررت فعلاً وانكمشت، ومع ذلك فهي إلى جانب نظام دمشق وليس إلى جانب الدولة السورية، فيما هي في مقترب دقيق بين نظام الملالي- أقصى اليمين المتخلف في الفكر والعقيدة- وكيان دولة على تخوم مجالها الحيوي.!!
سادساً- موسكو تعلم أن طهران تمارس أسلوب تصدير ثورتها الطائفية منذ مجيء خميني إلى رأس السلطة في إيران عام 1979، وتعلم أن نظام طهران نسخة جديد تم نبشها من عمق كهوف تاريخ الدولة الصفوية الدموي، وتعلم أيضاً أن إيران تتدخل في عموم المنطقة ومناطق أخرى من العالم، وتعلم أن طهران لا تتردد في إشعال المنطقة بحرب طائفية تريدها (إسرائيل)، وتعلم أن سياسة طهران عدوانية توسعية. فلماذا تلتزم موسكو الصمت حيال سلوك التدخل الإيراني، الذي يتعارض مع القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، التي تتمسك بها موسكو في أطروحاتها في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والمحافل الدولية؟! ولماذا تلتزم أمريكا الصمت إزاء التدخل العسكري الإيراني السافر في سوريا. لماذا تسكت أمريكا على تدخل مليشيات حزب الله اللبناني وانتشار مقاتليه علانية في سوريا. ولماذا الصمت الأمريكي على تدفق مليشيات الأحزاب الطائفية من العراق إلى سوريا. ولماذا الصمت الأمريكي الفاضح حيال وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين والحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان واليمن؟
سابعاً- ماذا ترتب أمريكا للمنطقة برمتها؟أن في الأفق ملامح إنشاء نظام للأمن الإقليمي على أنقاض نظام الأمن القومي العربي، تلعب فيه إيران دوراً فاعلاً بقيادة أمريكا وخلفها الكيان الصهيوني. والأسئلة المثارة أنفاً، هي في حقيقتها تفسيراً لذلك التلميح، الذي يدخل تحت خيمة التفاهمات بين كل من واشنطن وموسكو، بأن تتبع الأولى سياسة (لا غالب ولا مغلوب)، فيما تتبع الثانية سياسة إسناد الحركة الإيرانية ريثما يتم ترتيب مسرح العمليات وتنضج ظروف الإعلان عن الخرائط الجديدة، الواحدة تلوي الأخرى!!
ثامناً- إن اتساع التدخل الإيراني في صيغة خبراء عسكريين وحرس ثوري ودعم بالسلاح والعتاد والمعلومات الإستخباراتية. وتدخل قوات حزب الله بزخم كبير وعلني مكشوف وتدفق مليشيات قادمة من العراق، لدعم قوات النظام في دمشق. هذا التدخل العسكري الإيراني السافر قد جعل موسكو تسحب قواتها العسكرية المرابطة في قاعدة (طرطوس)، وتسحب معظم المدنيين الروس الذين يعملون لأغراض لوجستية/المصدر/صحيفة “فيدروموستي” نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية/فيما صرح “ميخائيل بوغدانوف” نائب وزير الخارجية الروسي أنذاك (إن طرطوس لا توجد لها قيمة إستراتيجية)، بينما يشير تصريح وزير الخارجية القبرصي إلى (أن القوات الجوية الروسية سوف تكون قادرة على استخدام المطار في بافوس)، ولا يعني ذلك حسب رأي وزارة الدفاع الروسية إنشاء قاعدة عسكرية في قبرص.!!
ماذا يعني ذلك؟!: يعني، أن خيار موسكو ميناء (ليماسول) القبرصي بديلاً عن ميناء (طرطوس)، كما يعني انسحاب روسيا العسكري والمدني للتفرغ للساحة الأوكرانية، وإخلاء الساحة السورية للطيران الحربي الإسرائيلي الذي يعمل على إجلاء الوجود الإيراني المسلح منها بصورة كاملة.المُشْكِلْ في الأمر: أن الأنظمة العربية ما تزال تلهث وراء حلول البيت الأبيض، ولا تدرك بأن لا حلول لديه غير فرض سياسة الأمر الواقع، كما ليس لدى الكرملين أية حلول سوى الامتثال لمقتضيات المصلحة الروسية، لأن مصالح الدولتين العظميين هي هكذا، لا تهمهما مصالح العرب. وهذا الشيء الوحيد الذي لا تفهمه الأنظمة العربية. فبدون موقف عربي موحد قوي يتعامل مع هذه السياسات بوسائل واقعية وعملية وخاصة (صراعات النفط والغاز) بين امريكا وروسيا واوربا والصين والبرازيل، منتجين ومستهلكين في ظروف الحرب في أوكرانيا. هنا تكمن براعة التعمل على وفق ما تحتاجه مصلحة الأمة العربية وبما يصب في نهوضها!!
سوريا الأمل