في اطار مجابهة التحديات والاخطار التي تواجه ايران خاصة مع اعلان إسرائيل عن تبنيها لعقيدة الاخطبوط والتي تستهدف ضرب النظام الايراني مباشرة عوضا عن اضاعة الوقت لمواجهة اذرع ايران ووكلائها الاقليميين، دعت صحيفة “رسالت” الأصولية المحسوبة على الجناح المحافظ الإيراني إلى ضرب إسرائيل بشكل مباشر، واستهداف مواقعها الحساسة في تل أبيب وحيفا ومفاعل ديمونة النووي، موكدة أن هذه المواقع في مرمى الصواريخ الإيرانية كما أن حلفاء إيران يحيطون بإسرائيل من الشمال والشمال الشرقي وكذلك من الجنوب الغربي، وبالتالي فإن الفرصة سانحة لضرب إسرائيل.ولفتت الصحيفة إلى الأحداث التي شهدتها إيران مؤخرا، وقالت إن ردود إيران ضد إسرائيل لم ترتق إلى المستوى المطلوب الذي يخيف الأعداء ويعرفهم بقدرات إيران، وأوضحت أن استمرار الوضع الحالي دون توجيه ضربة لإسرائيل يخل بتوازن القوة في المنطقة، كما يشجّع دول الجوار على التطاول على إيران ويؤثر سلبا على مفاوضات إيران مع الدول الأخرى، وكذلك يضعف حلفاء إيران في المنطقة.وتساءلت الصحيفة بالقول: “ما حجم إسرائيل لكي تسمح لنفسها بكل وقاحة بأن تقوم بعمليات تخريبية داخل الأراضي الإيرانية؟” وقد اقترحت الصحيفة توجيه ضربات واستهداف مصالح حلفاء إسرائيل، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وذلك من باب تأديب الأب ليتعلم الابن الدرس ويتعظ منه.تتزامن هذه التصريحات مع عدد من التحديات الخطيرة التي لا تزال قائمة في المشهد كطبيعة الاختراق الذي تعانيه إيران حاليا، اضافة الى حملة التخريب والاغتيالات، وسلسلة عمليات اختراق غير مفهومة، مما يؤكد اختراق المؤسسة العسكرية والاستخبارية الايرانية، ووجود خلايا سرية تم زرعها، بحيث باتت تعمل داخل إيران بشكل منتظم وعلى درجة عالية من الاحترافية، مما سهل اختراق أنظمة الأمن للقطاعات الحيوية والاستراتيجية للدولة الايرانية، وسهل من تحقيق اهدافها.وهذا طرح الكثير من التساؤلات حول سعي النظام لإجراء تغييرات جوهرية في القيادات الاستخبارية بعد هذا الاختراق الكبير، وهل سيسعى الحرس الثوري للتصعيد إقليميا عبر وكلائه ولكن هذا الخيار يواجه حقيقة الوضع المتراجع لأغلب هؤلاء الوكلاء، لكن المرجح ان سياسة حافة الهاوية سيكون العنوان الابرز للمرحلة القادمة مع تصعيد نوعي عبر مليشيات شبحية غير معروفة وهو ما اطلق عليه قائد الحرس الثوري بالخطة ب وعنوانها قلب الطاولة على الجميع في حال استمرار التضييق على ايران واستهداف مصالحها، وتعهد ايران بالرد مباشرة على إسرائيل على الرغم من استبعاد حدوث ذلك.المحتمل هو أن أحد خيارات إيران هو تصعيد كبير خلال الايام القادمة للرد ما يبدو على اسرائيل وتهديداتها خاصة مع التوافق الضمني مع واشنطن ودول المنطقة لاضعاف ايران و التي باتت تستهدف توظيف “عقيدة الاخطبوط” بهدف تدمير مكامن القوة العسكرية والاستخبارية والبشرية الإيرانية، لتقليص قدرتها على التصعيد من جهة، ولإيصال رسالة للنظام الإيراني أن استهداف اذرع الاخطبوط غير مجدية من الناحية الإستراتيجية.إحراج النظام الإيراني، وخاصة الحرس الثوري مما يمكن أن يشجع أي حركات معارضة أو تمرد عنيفة ضد النظام، وقد يكون ذلك هو المرحلة الثانية من استهداف راس الاخطبوط.كذلك فان من شان هذه العقيدة الدفع نحو تفكك المؤسسة العسكرية والامنية، وربما يشجع تلك الأهداف، وهناك تسريبات تشير الى تواصل بين ولي عهد ايران السابق والحرس الثوري لاعادة احياء دوره لمواجهة التحديات التي باتت تعصف بالنظام الايراني ما يؤكد حجم المخاطر التي باتت تعصف بالنظام الايراني.
سوريا الأمل