[بقلم الدكتور محمد حاج بكري]
حقيقة لم أعرف أي صفة وظيفية لهذه السيدة التي باتت اليوم صورها تعلق في الشوارع العامة وساحات الملاعب وتستدعي الوزراء وتصدر القرارات وتفصل وتعين من تريد حتى تغلغلت وهيمنت في كل المؤسسات وتستطيع بطرفة عين الحجز على أملاك اي تاجر واتهامه بالفساد مهما بلغ تاريخه في ممارسة المهنة وهو تاريخ عائلة الأسد
سبب التطرق لهذا الموضوع التحضيرات لشهر رمضان من قبل سيدة الياسمين واجتماعاتها الاستثنائية التي وقعت بها بمغالطات كبيرة وخطيرة بمحاولتها التصرف كرئيس دولة يوجه حفنة من الموظفين أمامه لاحول ولا قوة لهم بالإضافة الى فتح باب الإسترزاق واستغلال الشهر الفضيل
كشعب سوري نسأل حضرتك سؤالا محددا كم بلغت ثروتك وثروة عائلتك بعد أن أصبحت الحرم المصون لبشار الأسد
ماهي كمية المجوهرات والسبائك الذهبية التي تكتنزيها في البنوك الأوروبية
من فترة بسيطة نسيت اقتنائك للوحة بقيمة خمس وثلاثين مليون دولار لترتاح أعصابك عندما تنظرين إليها بدلا من منظر الشعب السوري
تتحدثين عن تنظيم التبرعات والزكاة ولم تعلمي بأن الشعب السوري وبدون توجيهاتك يعيش التكافل الاجتماعي والمحبة والتعاضد وله تاريخ حافل بالعطاء رغم كل محاولاتكم لتجسيد الكره والبغض بين أطيافه
لو لم تستولي على أموال التجار لكان الخير أعم وأشمل ولكن طموحك وأحلامك في الثروة والجاه دفعك الى إبعاد أي محسن أو متبرع وحتى لايبقى في الساحة السورية غيرك وبذلك تمكنت من الهيمنة على معظم مفاصل الاقتصاد واستحوذت حسب تقديرات المختصين على سبعين بلمائة من مقدراته.
إقرأ أيضاً: مغالطات وزير المالية والحقيقة التي لا يتم نشرها عن الاقتصاد السوري
والخلاصة سوريا بحكمكم ليست بدولة فاشلة، بل عدت مرحلة الفشل الي الفشل المركب او ما بعد الفشل، فإضافة للمعايير الدولية للفشل التي تنطبق عليه، كموافقة شن طبقة؟ يمكن إضافة المزيد من نوعية، العناد والمكابرة والفجور في الخصومة والكذب، وخيانة الأمانة الجسدية والوطنية للنظام ورجالاته. ودفعهم البلاد الي هاوية الضياع، وخلخلة قيم مجتمعه وتبديد رأسماله المعنوي، كوطن للشرف وعزة النفس والإستقامة. وكل ذلك بسبب صبية أغرار مشوهين. شكلوا خلاصة أمراض المجتمع وعلله وجهله وضلاله وإنحرافه! وترافق ذلك مع الحصول علي السلطة بصورة مطلقة. ليعظم ذلك من حجم المأساة ويضاعف في عدد الخسائر. التي طالت أعمدة الدولة الأساسية. الخدمة المدنية والنظام السياسي والمشاريع الإقتصادية والخدمية، والتواصل المجتمعي والأداء الثقافي والرياضي…الخ. ولم تتوقف الإمور عند هذا الحد. ولكنها عمدت الي إشعال الحرئق فيها! لتمحو ذاكرة الأمة والمجتمع وتؤسس لفصل جديد! يكون له القدرة علي تقبل الخراب والتطبع مع الفساد، وإنتهاك القوانين وتجاوز مسألة الشرعية! فصل يعلي من شأن جماعة أبدعت في دفن كل شئ جميل. ولا تجيد غير عملية البيع بالجملة والمفرق لمقدرات الوطن وثرواته، والتفريط فيه وفي حقوق شعبه. كأنهم جماعة أجنبية مخربة. أرسلت لتقويض أسس الدولة، ليسهل السطو والسيطرة عليها من قبل الآخرين،
الواقع يحكي عن، أن الخارج لم يجد أفضل من هذه الجماعة الضالة. لمساومتها على كل ما في البلاد بثمنٍ بخسٍ، يتلاءم مع رغبتهم في البقاء على كرسي السلطة ، كعصابة تبيع ما لا تملك، وتتصرف كملك في غير ممتلكاتها. ولا عزاء للشهداء والواهمين من فصيلتهم، ومن يعتقدون أن هنالك بصيص أمل في إصلاح هذه الجماعة الفاسدة، من أعلي رأسها الي أخمص قدميها. والسؤال الذي يفرض نفسه، يصلحوا ماذا؟ وهل هنالك حسنة واحدة او مساحة صالحة، يتم الإنطلاق منها او الإتكاء عليها للقيام بعملية الإصلاح؟ ألا تبدو كلمة الإصلاح غريبة وشاذة في حضور هذا النظام المخرب؟ فاذا كانت لديهم نية في الإصلاح، فلماذا لم يقوموا به منذ البداية؟
وفي كل الأحوال من يدفع ثمن الأخطاء الفادحة التي إرتكبها النظام! وكيف يتم تعويض الضحايا عن خسارتهم التي لا تقدر بثمن؟ فهو نظام غير شرعي ومارس السلطة دون رقابة وبقوة الحديد والنار والمعتقلات وتكميم الأفواه. حتي وصل مرحلة الصراع مع نفسه، ليحرج قاعدته وجموع المخدوعين. ويظهر تلاعبه الطائفي لتخريب نسيج المجتمع . ولم يكتفِ بذلك ولكن إستمرت المزايدة لتتكشف الحقائق في الهواء الطلق، أن القصة كلها مجرد صراع علي السلطة، يتلفح برداء الوطنية والممانعة والمقاومة ، دون إحترام لقداسة الوطن ومشاعرالشعب . أي كمن يراهن بكل ما لديه في لعبة رهان خطرة، تحمل إحتمالات الفشل الذريع. ولكن حلمه في الصعود بسرعة البرق. صور له أن طريق الثراء يمر عبر هذه اللعبة، ليمضي فيها من غير تروٍ او إنتباه. ليقع في المحظور وينتبه بعد فوات الأون، حيث لا ينفع الندم! وبدلا عن تغيير خط السير والإستعداد بقوة لمعالجة الأخطاء وتغيير الواقع. يقع في فخ اليأس، والرضا من الغنيمة بالهوان وإيثار السلامة الشخصية. بعد أن فقد الطموح والرغبة في وضعٍ أحسن! والمحصلة الختامية لهذه الحالة. هو الوضع الراهن الذي يعيشه المواطنون الآن. صعوبات في تدبير أمر المعايِّش اليومية، إنعدام بارقة أمل في الغد المأمول، الذي ينذر بأوضاع أكثر قتامة وآلام وضياع. ويشير بثبات الي إتجاه الصوملة والبلقنة واللادولة! وهذا ما جرته علينا أفعالكم ورؤيتكم . بتهورها وجهلها وغرورها، طوال وجودها في قمة السلطة وتحكمها في كل البلاد. وما جنته براقش المجتمع المحلي علي نفسها، بإستسلامها لهذه الجرائم الكبري، و تصديق الشعارات الرنانة. لجماعة تتاجر بالوطن وخداع المشاعر وبيع الوهم والأكاذيب. ليقبض المجتمع في النهاية الريح، ويصادق البؤس، ويصبح رهينة للفاقة والحرمان. ويحتل المراتب الأولي في قائمة الدول الفاشلة والمعرضة للزوال.
إقرأ أيضاً: الاقتصاد السوري والسقوط المتسارع نحو القاع