سوق الأسد-عرين الأوهام والظلام

يتكلم اعلام النظام عن انتصار الأسد، يستشهد بلقاء المقداد مع وزراء خارجية عرب ,يلمح اعلامه لقرب عودة مقعده في الجامعة العربية وتقف معه دول تدرك عجزها عن ذلك دون وصول الضوء الأخضر من هناك.
تختلف الأراء في الولايات المتحدة بين متشدد في معاقبة النظام المجرم و بين من يدعو الى ارخاء الحبل قليلا له, فيصدر اعضاء من الكونغرس بيانا يندد بأي تطبيع مع النظام السوري ويشدد على استمرار الكونغرس والحلفاء الدوليون في محاسبة الاسد والوقوف ضد اعادة تأهيل نظامه وانضمامه الى مجتمع الأمم ,يبدو ذلك تحفظا على خط الغاز الإسرائيلي الذي يسمى الخط العربي القادم من إسرائيل الى مصر و الى دول المقاومة والممانعة ,بينما يرى البعض ضرورة ضخ قليل الاكسجين في جسد النظام المتهالك خوفا من انهياره المفاجئ والكامل حين انهيار اقتصاده ,فتبحث عن من يبقيه واقفا ريثما يأتي الحل السياسي الذي لا يبدوا في الأفق القريب .
يستمر الجوع في مناطق النظام تفوح من شوارع دمشق رائحة الفقر والجوع كذلك روائح الموت بعد استفحال كورونا .يقدم الأطباء للمرضى النصائح :تعالجوا في البيت فبعد فترة سيقطعوا عنكم الاكسجين في المشفى لترحلوا الدار الأخرة وتفسحوا لغيركم أسرة العناية المشددة .
يستمر أيضا القفز من المركب الغارق فيبين عضو اتحاد غرف الصناعة في سوريا ان سبع واربعون الف صناعي غادروا مناطق النظام في حلب ودمشق خلال فترة قصيرة وتطرد ربى الحجلي حين تتكلم عن التشبيح الذي لازال يطال اهل الصناعة والتجارة.
يصل النظام لحل عبقري لتوقف عجلة الإنتاج في مصانع قطاعه العام المنهار, فيتكلم عن حل وتصفية اربعين شركة تمتد مواقعها من طرطوس وحتى دمشق وحلب ,
استغرق النظام في التخطيط لإصلاح القطاع العام المفلس أعواما كثيرة ليصل الى هذه النتيجة.
يشعر رامي مخلوف بعظيم القهر فقد كان يخطط لشراء مصانعه وعقاراته بعد صدور النعي بوفاته. ينتظر الإيرانيون في شيراتون دمشق صدور صكوك البيع ليشتروه لكن بتراب الفلوس .
لا شيء يهم حول معامل السكر والغزل والنسيج والدواء فمعامل الكبتاغون اكثر ريعية للنظام من تلك الصناعات واسواقها أوسع فهي تمتد لدول العالم قاطبة.
غروب الشمس ,يشعل اهل دمشق وحلب مواقد الكاز استجابة لحملة اطلقها النظام في ابريل الماضي في ترشيد الكهرباء شعارها تخيل حياتك بدون كهرباء ويطلقوا العنان لخيالهم في استعادة حياة الأجداد قبل وصول الكهرباء بداية القرن الماضي .
دخلت الكهرباء دمشق حينها قبل أن تدخل إلى ولاية لوس أنجلس .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.