خريف الأسد قد بدأ.. وأوراق شجرة المصفّقين آيلةٌ للسقوط

منذ اندلاع الثورة السورية وبدء عملية الاصطفاف ما بين الأحرار والعبيد بدأت بالظهور تدريجياً ملامح شريحة اصطفّت بكلّ قوّتها وملء إرادتها إلى جانب عصابة الأسد المجرم، فأيّدته دون حدود في قتله المتواصل للسوريين، بل وبرّرت أنّ ما تقوم به آلة عصابة الأسد الدموية إنّما هو دفاع عن السيادة، فزوّرت تلك الشريحة الوقائع على الأرض وناوأت الحقائق، واعتبرت أنّ كلّ مَن خرج يصدح بهتافات الحرّية والكرامة ويطالب بسقوط العصابة هو إرهابي تارة ومرتزِق ومخرّب تارة أخرى، بل ذهبت إلى مطالبة عصابة الأسد بالضرب بيد من حديد وقتل المزيد من الأبرياء في موقف سُجّل ندبةَ عارٍ في جبين الإنسانية.

تضمّنت شريحة المصفّقين تلك شخصيات من أقذر ما عرفت البشرية، فقد حوت إضافة إلى العسكريين المنخرطين انخراطاً مباشراً في قتل أبناء الشعب شخصياتٍ دينيةً وفنّيةً ورياضية وثقافية وعشائرية، وسنستعرض منها اثنَين آيلَين للسقوط، ليستريح منهما الشعب السوري إلى الأبد، هما: زهير رمضان الذي يشغل منصب ما يسمّى “نقيب الفنّانين”، وبدر الدين حسون مفتي النظام الذي لقّبه السوريون بـ”مفتي البراميل”.

يُعَدّ زهير رمضان من أكثر الموالين على الإطلاق دفاعاً عن جرائم العصابة، فهو الذي فصل كلّ الفنّانين الذين غادروا سوريا حتى أولئك الذين غادروها لأسباب بعيدة عن مواقفهم السياسية، ففي كلّ مقابلة أو لقاء معه كان يبرّر أنّ ما تقوم به عصابة الأسد هو للدفاع عن سيادة سوريا، ثمّ يضيف تلك الأسطوانة المقيتة الذي تدّعيها عصابة الأسد متّخذةً إيّاها ذريعة لقتل أبناء الشعب السوري، أما اليوم فإنّ المذكور في عنايته المشدّدة نتيجة تدهور حالته الصحّية إثر إصابته بالتهاب رئوي حادّ منعه من الحركة والكلام (وَفق بيان ما تسمّى نقابة الفنانين لدى الأسد المجرم).

أمّا السقوط الوشيك والمدوّي والأكثر طرباً على مسامع السوريين فهو لمفتي البراميل أحمد بدر الدين حسون، وذلك بعد أن أصدر مجلس الإفتاء في عصابة الأسد بياناً توبيخياً بحقّ المذكور بسبب تحريفه لآيات الله وتفسيره لسورة التين على هواه، موضّحاً أنّ تفسير حسون للسورة الكريمة مغلوط وتحريف صريح للتفسير الصحيح، في دلالة على أنّ أيام حسون أصبحت معدودة في أروقة عصابة الأسد الدينية، فالرجل سبق له أن فسّر القرآن على هواه دون أن تتم محاسبته أو توبيخه من أيّ جهة في عصابة الأسد، وكان ذلك عندما ادّعى أنّ تفسير سورة قريش مرتبط بسهل حوران.

إنّ هؤلاء وغيرهم من أعوان الظلمة المنتفعين المتسلّقين على حساب دماء وأشلاء أطفال سوريا وعذابات الشعب وجراحات المستضعفين كانوا حملاً ثقيلاً وخناجر مسمومة غرزها الأسد المجرم في خاصرة الثورة السورية، فهم الذين دفنوا كلّ القِيَم الإنسانية في الوقوف إلى جانب الحقّ ونصرة المظلوم، واستبدلوها بأكاذيب ودعايات إعلامية زائفة مقابل بقائهم في مناصبهم وكراسيّهم الملطّخة بدماء الأبرياء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.